-
المحتويات
“الله لا إله إلا هو الحي القيوم”
تفسير الآية 255 من سورة البقرة
تعتبر الآية 255 من سورة البقرة، والمعروفة بآية الكرسي، واحدة من أعظم الآيات في القرآن الكريم. تحظى هذه الآية بمكانة خاصة في قلوب المسلمين لما تحتويه من معانٍ عميقة ودلالات روحية عظيمة. تبدأ الآية بذكر الله تعالى بصفته الحي القيوم، مما يعكس الأبدية والقدرة المطلقة لله. الحي هو الذي لا يموت، والقيوم هو الذي يقوم على كل شيء ويدبر أمر الكون بأسره. هذا التقديم يضع الأساس لفهم عظمة الله وقدرته الشاملة.
تنتقل الآية بعد ذلك لتؤكد أن الله لا تأخذه سنة ولا نوم، مما يعني أن الله لا يغفل عن خلقه ولا يحتاج إلى الراحة كما يحتاج البشر. هذا يعزز فكرة أن الله هو الحافظ والمدبر لكل شيء في كل وقت، دون انقطاع أو ضعف. هذا الوصف يعمق الإيمان بقدرة الله المطلقة ويعزز الثقة في رعايته الدائمة.
ثم تشير الآية إلى أن لله ما في السماوات وما في الأرض، مما يعني أن كل شيء في الكون هو ملك لله وحده. هذا يعكس سيادة الله المطلقة على كل شيء ويؤكد أن كل ما في الكون هو تحت تصرفه وإرادته. هذا الفهم يعزز التوحيد ويجعل المؤمن يدرك أن الله هو المالك الحقيقي لكل شيء، وأنه لا يوجد شيء خارج نطاق سلطته.
تستمر الآية لتطرح سؤالًا بلاغيًا: “من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه؟” هذا السؤال يوضح أن الشفاعة، أو التوسط بين الله وخلقه، لا يمكن أن تحدث إلا بإذن الله. هذا يعزز فكرة أن الله هو الحاكم المطلق وأنه لا يمكن لأحد أن يتدخل في شؤونه إلا بإرادته. هذا الفهم يعمق التوحيد ويجعل المؤمن يدرك أن الله هو الوحيد الذي يملك القدرة على الشفاعة.
تنتقل الآية بعد ذلك لتوضح أن الله يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم، مما يعني أن الله يعلم كل شيء عن ماضي وحاضر ومستقبل خلقه. هذا يعزز فكرة علم الله الشامل ويجعل المؤمن يدرك أن الله هو العليم بكل شيء. هذا الفهم يعمق الإيمان بقدرة الله على معرفة كل شيء ويعزز الثقة في حكمته وعدله.
ثم تشير الآية إلى أن البشر لا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء، مما يعني أن الله هو المصدر الوحيد للعلم والمعرفة وأن البشر لا يمكنهم أن يعرفوا شيئًا إلا إذا أراد الله ذلك. هذا يعزز فكرة أن الله هو العليم الحكيم ويجعل المؤمن يدرك أن العلم والمعرفة هما من نعم الله التي يجب أن يشكر عليها.
تختتم الآية بذكر أن كرسيه وسع السماوات والأرض، وأن حفظهما لا يؤوده، وهو العلي العظيم. هذا الوصف يعكس عظمة الله وقدرته الشاملة على حفظ الكون بأسره دون تعب أو مشقة. هذا الفهم يعمق الإيمان بعظمة الله ويجعل المؤمن يدرك أن الله هو الحافظ والمدبر لكل شيء.
في الختام، تعكس آية الكرسي عظمة الله وقدرته الشاملة وعلمه الواسع، مما يعزز التوحيد ويعمق الإيمان بقدرة الله على حفظ الكون وتدبير شؤونه. هذه الآية تعتبر مصدرًا للراحة والطمأنينة للمؤمنين، حيث تذكرهم بأن الله هو الحافظ والمدبر لكل شيء، وأنه لا يغفل عن خلقه ولا يحتاج إلى الراحة.
أهمية آية الكرسي في الإسلام
آية الكرسي، التي تقع في الآية 255 من سورة البقرة، تُعتبر واحدة من أعظم الآيات في القرآن الكريم، وتحظى بمكانة خاصة في قلوب المسلمين. هذه الآية تتحدث عن عظمة الله وصفاته، وتُعدّ من أكثر الآيات التي تُقرأ وتُحفظ وتُستشهد بها في مختلف المناسبات الدينية والاجتماعية. لفهم أهمية آية الكرسي في الإسلام، يجب النظر إلى محتواها العميق وتأثيرها الروحي والنفسي على المسلمين.
تبدأ آية الكرسي بذكر الله بصفته “الله لا إله إلا هو الحي القيوم”، مما يؤكد على وحدانية الله وأزليته. هذا التوكيد على التوحيد هو أساس العقيدة الإسلامية، ويُذكّر المسلمين بأن الله هو الوحيد المستحق للعبادة. الانتقال إلى وصف الله بأنه “الحي القيوم” يعزز فكرة أن الله هو الحي الذي لا يموت، والقائم على كل شيء، مما يمنح المؤمنين شعورًا بالطمأنينة والثقة في قدرة الله على تدبير شؤونهم.
تستمر الآية في وصف الله بصفات أخرى مثل “لا تأخذه سنة ولا نوم”، مما يشير إلى أن الله لا يغفل ولا ينام، وهو دائم اليقظة والرعاية. هذا الوصف يعزز الإيمان بأن الله هو الحافظ والمدبر لكل شيء في الكون، وأنه لا يغفل عن أي شيء يحدث في حياة البشر. هذا الفهم يعزز الشعور بالأمان والاعتماد على الله في كل الأوقات.
ثم تأتي العبارة “له ما في السماوات وما في الأرض”، لتؤكد على ملكية الله المطلقة لكل شيء في الكون. هذا التوكيد على الملكية الإلهية يعزز فكرة أن كل شيء في هذا العالم هو تحت سيطرة الله، وأنه لا شيء يحدث إلا بإرادته. هذا الفهم يعزز التواضع والاعتراف بقدرة الله المطلقة، ويشجع المسلمين على التوكل على الله في كل أمور حياتهم.
تنتقل الآية بعد ذلك إلى الحديث عن علم الله الواسع بقولها “يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم”، مما يشير إلى أن الله يعلم كل شيء في الماضي والحاضر والمستقبل. هذا الفهم يعزز الإيمان بأن الله هو العليم بكل شيء، وأنه لا يخفى عليه شيء في هذا الكون. هذا يعزز الثقة في حكمة الله وعدله، ويشجع المسلمين على السعي للعلم والمعرفة.
تختتم الآية بعبارة “ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء”، مما يشير إلى أن البشر لا يمكنهم أن يدركوا علم الله إلا بما يسمح به. هذا يعزز التواضع والاعتراف بحدود المعرفة البشرية، ويشجع المسلمين على السعي للعلم والمعرفة مع الاعتراف بأن الله هو المصدر النهائي لكل علم.
في النهاية، تُعتبر آية الكرسي من الآيات التي تحمل معاني عميقة وشاملة عن صفات الله وعظمته. تلاوة هذه الآية تمنح المسلمين شعورًا بالطمأنينة والأمان، وتعزز إيمانهم بوحدانية الله وقدرته المطلقة. لذلك، تُعد آية الكرسي من الآيات التي يُنصح بتلاوتها وحفظها، لما تحمله من معانٍ روحية ونفسية عميقة تعزز الإيمان والتقوى في قلوب المسلمين.
فضائل آية الكرسي في الأحاديث النبوية
آية الكرسي، وهي الآية 255 من سورة البقرة، تُعتبر من أعظم الآيات في القرآن الكريم، وقد حظيت بمكانة خاصة في الأحاديث النبوية الشريفة. تتجلى فضائل هذه الآية في العديد من الأحاديث التي نقلت عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، والتي تؤكد على أهميتها وفوائدها الروحية والنفسية. من خلال هذه الأحاديث، يمكننا أن نفهم مدى تأثير آية الكرسي على حياة المسلمين وأهمية تلاوتها بانتظام.
أحد الأحاديث النبوية التي تبرز فضائل آية الكرسي هو الحديث الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه، حيث قال: “وَكَّلَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحِفْظِ زَكَاةِ رَمَضَانَ، فَأَتَانِي آتٍ فَجَعَلَ يَحْثُو مِنَ الطَّعَامِ، فَأَخَذْتُهُ فَقُلْتُ: لَأَرْفَعَنَّكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، فَقَالَ: إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ فَاقْرَأْ آيَةَ الْكُرْسِيِّ، لَنْ يَزَالَ مَعَكَ مِنَ اللَّهِ حَافِظٌ، وَلَا يَقْرَبُكَ شَيْطَانٌ حَتَّى تُصْبِحَ”. هذا الحديث يوضح أن تلاوة آية الكرسي قبل النوم توفر حماية إلهية من الشياطين وتضمن حفظ الله للإنسان طوال الليل.
بالإضافة إلى ذلك، هناك حديث آخر يرويه أبي بن كعب رضي الله عنه، حيث قال: “سَأَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبِيَّ بْنَ كَعْبٍ: أَيُّ آيَةٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ أَعْظَمُ؟ قَالَ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ. فَضَرَبَ فِي صَدْرِهِ وَقَالَ: لِيَهْنِكَ الْعِلْمُ أَبَا الْمُنْذِرِ”. هذا الحديث يؤكد على عظمة آية الكرسي ويشير إلى أنها أعظم آية في القرآن الكريم، مما يعزز من مكانتها وأهميتها في حياة المسلمين.
علاوة على ذلك، تُعتبر آية الكرسي وسيلة فعالة للحماية من الشرور والأذى. فقد ورد في الحديث الشريف عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “مَنْ قَرَأَ آيَةَ الْكُرْسِيِّ دُبُرَ كُلِّ صَلَاةٍ مَكْتُوبَةٍ لَمْ يَمْنَعْهُ مِنْ دُخُولِ الْجَنَّةِ إِلَّا أَنْ يَمُوتَ”. هذا الحديث يشير إلى أن تلاوة آية الكرسي بعد كل صلاة مفروضة تضمن للمسلم دخول الجنة، مما يعكس الأثر الروحي العميق لهذه الآية.
من الجدير بالذكر أن آية الكرسي تحتوي على معاني توحيدية عميقة، حيث تبرز صفات الله العظيمة مثل الحي القيوم، الذي لا تأخذه سنة ولا نوم، والذي له ما في السماوات وما في الأرض. هذه المعاني تعزز من إيمان المسلم وتذكره بعظمة الله وقدرته المطلقة.
في الختام، يمكن القول إن فضائل آية الكرسي تتجلى بوضوح في الأحاديث النبوية الشريفة، حيث تؤكد هذه الأحاديث على أهمية تلاوتها بانتظام للحماية من الشرور والأذى، ولتعزيز الإيمان والتقرب إلى الله. إن تلاوة آية الكرسي تعد من الأعمال البسيطة التي يمكن أن يقوم بها المسلم يوميًا، ولكن تأثيرها الروحي والنفسي كبير وعظيم. لذا، ينبغي على كل مسلم أن يحرص على تلاوة هذه الآية المباركة والاستفادة من فضائلها العظيمة.
تأثير آية الكرسي على حياة المسلم اليومية
آية الكرسي، وهي الآية 255 من سورة البقرة، تعتبر واحدة من أعظم الآيات في القرآن الكريم. تحمل هذه الآية معانٍ عميقة وقوية، وتؤثر بشكل كبير على حياة المسلم اليومية. تبدأ الآية بذكر الله سبحانه وتعالى بصفاته العظيمة، حيث تقول: “اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ”. هذه الكلمات تذكر المسلم بأن الله هو الوحيد المستحق للعبادة، وهو الحي الذي لا يموت، والقائم على كل شيء. هذا التذكير يعزز في نفس المسلم الشعور بالتوكل على الله والاعتماد عليه في كل أمور حياته.
علاوة على ذلك، تذكر الآية أن الله لا تأخذه سنة ولا نوم، مما يعني أن الله دائم اليقظة والرعاية لعباده. هذا يعطي المسلم شعورًا بالأمان والطمأنينة، حيث يعلم أن الله يراقبه ويحميه في كل لحظة. الانتقال إلى الجزء التالي من الآية، نجد أن الله يملك كل ما في السماوات والأرض، وهذا يعزز في نفس المسلم الشعور بالثقة بأن الله هو المالك الحقيقي لكل شيء، وأنه قادر على تلبية كل احتياجاته.
تستمر الآية في توضيح أن الله يعلم ما بين أيدي الناس وما خلفهم، وهذا يعني أن الله يعلم كل شيء عن ماضي الإنسان ومستقبله. هذا الفهم يعزز في نفس المسلم الشعور بالمسؤولية تجاه أفعاله، حيث يعلم أن الله مطلع على كل شيء. بالإضافة إلى ذلك، تذكر الآية أن الله لا يشفع عنده أحد إلا بإذنه، مما يعني أن الشفاعة بيد الله وحده، وهذا يعزز في نفس المسلم الشعور بالتواضع والاعتماد الكامل على الله.
تنتقل الآية بعد ذلك إلى ذكر أن علم الله واسع وشامل، حيث تقول: “وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ”. هذا يعزز في نفس المسلم الشعور بالتواضع أمام عظمة الله وعلمه اللامحدود. كما تذكر الآية أن كرسي الله وسع السماوات والأرض، وهذا يعزز في نفس المسلم الشعور بعظمة الله وقدرته اللامتناهية.
في نهاية الآية، تذكر أن الله لا يؤوده حفظهما، وهو العلي العظيم. هذا يعني أن الله لا يتعب ولا يثقل عليه حفظ السماوات والأرض، مما يعزز في نفس المسلم الشعور بالراحة والاطمئنان بأن الله قادر على كل شيء. هذه المعاني العميقة التي تحملها آية الكرسي تؤثر بشكل كبير على حياة المسلم اليومية، حيث تعزز في نفسه الشعور بالتوكل على الله، والاعتماد عليه، والشعور بالأمان والطمأنينة.
بالإضافة إلى ذلك، يحرص المسلمون على قراءة آية الكرسي في أوقات مختلفة من اليوم، مثل بعد الصلوات الخمس، وعند النوم، وعند الخروج من المنزل. هذا يعزز في نفس المسلم الشعور بالحماية والرعاية الإلهية في كل لحظة من حياته. كما أن قراءة آية الكرسي تعتبر وسيلة للتقرب إلى الله وزيادة الإيمان، حيث تذكر المسلم بعظمة الله وقدرته اللامتناهية.
في الختام، يمكن القول إن آية الكرسي تحمل معانٍ عميقة وقوية تؤثر بشكل كبير على حياة المسلم اليومية. تعزز هذه الآية في نفس المسلم الشعور بالتوكل على الله، والاعتماد عليه، والشعور بالأمان والطمأنينة. كما أن قراءة آية الكرسي تعتبر وسيلة للتقرب إلى الله وزيادة الإيمان، مما يجعلها جزءًا لا يتجزأ من حياة المسلم اليومية.
كيفية حفظ وتلاوة آية الكرسي
آية الكرسي، وهي الآية 255 من سورة البقرة، تُعتبر من أعظم الآيات في القرآن الكريم. تحتوي هذه الآية على معانٍ عميقة تتعلق بتوحيد الله وعظمته، وتُعدّ من الآيات التي يُستحب للمسلمين حفظها وتلاوتها بانتظام. حفظ وتلاوة آية الكرسي يتطلبان التزامًا وجهدًا، ولكن الفوائد الروحية والنفسية التي يمكن أن يجنيها المسلم من هذا العمل تجعل الأمر يستحق العناء.
أول خطوة في حفظ آية الكرسي هي الاستماع إليها بشكل متكرر. يمكن للمسلم أن يستمع إلى تلاوة الآية من قِبل قراء معروفين، سواء عبر الإنترنت أو من خلال التسجيلات الصوتية. الاستماع المتكرر يساعد في ترسيخ الكلمات في الذاكرة ويُسهل عملية الحفظ. بعد الاستماع، يمكن البدء في قراءة الآية بصوت عالٍ، مع التركيز على النطق الصحيح والتجويد. القراءة بصوت عالٍ تُعزز من قدرة العقل على تذكر الكلمات وتساعد في تحسين مهارات التلاوة.
بعد الاستماع والقراءة، يأتي دور التكرار. يُنصح بتقسيم الآية إلى أجزاء صغيرة وحفظ كل جزء على حدة. يمكن البدء بحفظ جملة أو جملتين في كل مرة، ثم الانتقال إلى الجمل التالية بعد التأكد من حفظ الجمل السابقة بشكل جيد. التكرار المستمر لهذه الأجزاء الصغيرة يُسهم في تثبيت الآية في الذاكرة طويلة الأمد. من المهم أيضًا مراجعة ما تم حفظه بانتظام لضمان عدم نسيانه.
إلى جانب التكرار، يمكن استخدام تقنيات أخرى مثل الكتابة. كتابة الآية على ورقة عدة مرات يمكن أن يكون وسيلة فعالة لتعزيز الحفظ. الكتابة تُساعد في ترسيخ الكلمات في العقل وتُسهم في تحسين التركيز. بالإضافة إلى ذلك، يمكن استخدام البطاقات التعليمية التي تحتوي على أجزاء من الآية، مما يُسهل مراجعتها في أي وقت وأي مكان.
تلاوة آية الكرسي بانتظام تُعدّ جزءًا مهمًا من عملية الحفظ. يُستحب تلاوة هذه الآية بعد كل صلاة، حيث يُعتقد أن لها فوائد عظيمة في حماية المسلم من الشرور وجلب البركة. التلاوة المنتظمة تُسهم في تحسين مهارات التجويد وتُعزز من الروابط الروحية بين المسلم وكلام الله.
من الجدير بالذكر أن حفظ وتلاوة آية الكرسي لا يقتصران على الجانب الروحي فقط، بل لهما فوائد نفسية أيضًا. تلاوة الآية تُسهم في تهدئة النفس وتقليل التوتر والقلق. الكلمات العميقة والمعاني السامية التي تحتويها الآية تُعزز من الشعور بالسلام الداخلي والطمأنينة.
في الختام، حفظ وتلاوة آية الكرسي يتطلبان التزامًا وجهدًا، ولكن الفوائد الروحية والنفسية التي يمكن أن يجنيها المسلم من هذا العمل تجعل الأمر يستحق العناء. من خلال الاستماع المتكرر، القراءة بصوت عالٍ، التكرار، الكتابة، والتلاوة المنتظمة، يمكن للمسلم أن يحفظ هذه الآية العظيمة ويستفيد من بركاتها. تلاوة آية الكرسي بانتظام تُسهم في تحسين مهارات التجويد وتعزيز الروابط الروحية بين المسلم وكلام الله، مما يُضفي على حياته مزيدًا من السلام والطمأنينة.
آية الكرسي في الأدب الإسلامي والتراث الثقافي
آية الكرسي، وهي الآية 255 من سورة البقرة، تُعتبر واحدة من أكثر الآيات شهرة وأهمية في القرآن الكريم. تُعرف هذه الآية بقدرتها على توفير الحماية والطمأنينة لمن يقرأها، وقد أُطلق عليها لقب “آية الكرسي” لأنها تتحدث عن عظمة الله وسلطانه الذي لا يُضاهى. في الأدب الإسلامي والتراث الثقافي، تحتل آية الكرسي مكانة خاصة، حيث تُستخدم في العديد من السياقات الروحية والدينية.
تبدأ آية الكرسي بعبارة “اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ”، مما يؤكد على وحدانية الله وحياته الأبدية. هذه العبارة تُعزز من مفهوم التوحيد الذي يُعتبر أساس العقيدة الإسلامية. من خلال التأكيد على أن الله هو الحي القيوم، تُشير الآية إلى أن الله هو المصدر الوحيد للحياة والقوة، وهو الذي يُدير شؤون الكون بلا تعب أو كلل. هذا المفهوم يُعزز من الشعور بالاعتماد الكامل على الله في كل جوانب الحياة.
تستمر الآية في وصف عظمة الله بقولها “لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ”، مما يعني أن الله لا يعتريه نعاس ولا نوم. هذا الوصف يُبرز قدرة الله المطلقة على مراقبة الكون وإدارته دون انقطاع. في الأدب الإسلامي، يُستخدم هذا الجزء من الآية لتأكيد على أن الله دائم الحضور واليقظة، مما يُعطي المؤمنين شعورًا بالأمان والطمأنينة.
ثم تُشير الآية إلى ملكية الله لكل ما في السماوات والأرض بقولها “لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ”. هذا الجزء يُعزز من مفهوم السيادة الإلهية المطلقة، حيث يُعتبر الله هو المالك الحقيقي لكل شيء. في التراث الثقافي الإسلامي، يُستخدم هذا المفهوم لتذكير الناس بأن كل ما يمتلكونه هو في الحقيقة مُلك لله، وأنهم مجرد وكلاء على هذه النعم.
تُكمل الآية بقولها “مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ”، مما يُشير إلى أن الشفاعة لا تكون إلا بإذن الله. هذا الجزء يُعزز من مفهوم العدالة الإلهية، حيث لا يمكن لأي شخص أن يتوسط أو يشفع إلا بإذن من الله. في الأدب الإسلامي، يُستخدم هذا المفهوم لتأكيد على أن الله هو الحكم العادل الذي لا يُظلم عنده أحد.
تختتم الآية بعبارة “وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ”، مما يُشير إلى علو مكانة الله وعظمته. هذا الجزء يُعزز من الشعور بالتواضع أمام عظمة الله، ويُذكر المؤمنين بأن الله هو الأعلى والأعظم في كل شيء. في التراث الثقافي الإسلامي، يُستخدم هذا المفهوم لتأكيد على أن الله هو الذي يستحق العبادة والتقدير.
من خلال هذه الأوصاف المتعددة لعظمة الله وسلطانه، تُعتبر آية الكرسي مصدرًا هامًا للتأمل الروحي والتذكير بعظمة الله. في الأدب الإسلامي، تُستخدم هذه الآية في العديد من النصوص الدينية والروحية لتأكيد على مفاهيم التوحيد والسيادة الإلهية والعدالة. في التراث الثقافي، تُعتبر آية الكرسي جزءًا لا يتجزأ من الحياة اليومية للمسلمين، حيث تُقرأ في الصلوات والأذكار وتُستخدم كوسيلة للحماية والبركة.
الأسئلة الشائعة
1. **س: ما هو اسم الآية 255 من سورة البقرة؟**
**ج: آية الكرسي.**
2. **س: ماذا تعني عبارة “الله لا إله إلا هو الحي القيوم”؟**
**ج: تعني أن الله هو الوحيد المستحق للعبادة، وهو الحي الذي لا يموت، والقائم على كل شيء.**
3. **س: ماذا تعني عبارة “لا تأخذه سنة ولا نوم”؟**
**ج: تعني أن الله لا يصيبه نعاس ولا يحتاج إلى النوم.**
4. **س: ماذا تعني عبارة “له ما في السماوات وما في الأرض”؟**
**ج: تعني أن كل ما في السماوات والأرض ملك لله.**
5. **س: ماذا تعني عبارة “من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه”؟**
**ج: تعني أنه لا يمكن لأحد أن يشفع عند الله إلا بإذنه ومشيئته.**
6. **س: ماذا تعني عبارة “وسع كرسيه السماوات والأرض”؟**
**ج: تعني أن علم الله وقدرته تشمل السماوات والأرض.**