الواجب الشرعي هو كل ما أمر الله المسلمين بفعله. فعدم القيام به يعتبر إثمًا. من أمثلته الصلاة والصيام. تعتبر الواجبات الشرعية أساس تعاليم المذهبات الإسلامية.
تُفسر هذه الواجبات بأنها مطلبات من الدين على المؤمنين. باختلاف تفسيرات العلماء والمذاهب، يمكن أن يُعتبر الواجب مشابهًا للفرض. غير أن وجهة نظر أبي حنيفة قد تختلف قليلًا في هذا الاتجاه.
أهم النقاط الرئيسية
- الواجب الشرعي هو ما أمر الله تعالى به عباده المكلفين على وجه الإلزام
- الواجب الشرعي هو أحد أنواع الأحكام التكليفية في علم أصول الفقه الإسلامي
- الواجب الشرعي يختلف عن الفرض في بعض الخصائص
- عند أكثر علماء أصول الفقه، الواجب مرادف للفرض
- مذهب أبي حنيفة يرى أن الواجب يختلف عن الفرض من بعض الوجوه
مفهوم الواجب الشرعي
مفهوم “الواجب الشرعي” يتغير حسب المذاهب الفقهية في الإسلام. يوجد تفسيران رئيسيان. أحدهما عند الجمهور والآخر عند الحنفية.
تعريف الواجب عند الجمهور
الجمهور يرى الواجب عكس الحنفية. بمعنى أنه فعل يجب القيام به، ومن يتخلف يُذم. يعتبرون الواجب التزاما دينيا لا بد من أدائه.
إن أخطأوا في أدائه، يعاقبون. أما من تركه عمدا، فهو مستحق للذم والعقوبة.
تعريف الواجب عند الحنفية
بالمقابل، الحنفية ينظرون للواجب على نحو مختلف. يراهم مثل الفرض الذي يكون بدليل قطعي. والواجب كما قالوا يكون بدليل ظني.
هنا تظهر الفروق بين الجمهور والحنفية. الفرق في التفسير اللغوي لم يكن له تأثير عميق في الفقه. ولكن له تأثير في عقيدتهم.
الصيغ الدالة على الوجوب
هناك عدة صيغ دالة على الوجوب الشرعي في الشريعة الإسلامية، منها:
صيغة الأمر
قال تعالى: “وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ”. لوحظ أن صيغة الأمر هي أحد أساليب الوجوب المهمة في اللغة العربية والدين.
الفعل المضارع المجزوم بلام الأمر
اذكر قوله تعالى: “وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ”. فهنا، الفعل المضارع المجزوم بلام الأمر ضمن صيغ الوجوب ايضًا.
اسم فعل الأمر
وفي قوله: “عَليكم أَنفُسَكم”. اسم فعل الأمر يعرب عن دلالات الوجوب في الدين الإسلامي.
الأساليب اللغوية هذه تبين وجوب الأمور في الدين، وتعلم ما أوجد الله لعباده من بال.
الفرق بين الواجب والفرض
رغم أن الواجب والفرض شبيهان في مفهومهم عند الفقهاء، هناك اختلافات بينهما:
- الفرض هو ما ثبت بدليل قطعي. الواجب، على عكسه، ثبت بدليل غير قطعي عند الحنفية.
- يُعلم بالفرض من الدين بالضرورة. أما الواجب لا يُعلم بالضرورة عند الحنفية.
- العقاب على ترك الفرض أشد. ذلك في حين أن ترك الواجب ليس بهذه الشدة عند الحنفية.
- الفقهاء يختلفون بنظرتهم في هذا الموضوع. الجمهور يرى أنهما متطابقان، لكن الحنفية يرى فروق.
تعريف الواجب الشرعي
تعريف الواجب عند الجمهور
الفقهاء في المذاهب المذكورة اتفقوا. يعني الواجب “فعل مطلوب بشدة، ويكون من تاركه مذموماً إذا كان يعلم”.
تعريف الواجب عند الحنفية
أما الحنفية، فلهم تعريف خاص. يفهم الواجب عندهم “حين تلزم الأدلة بفعل معين، مع تحمل من دعاه مسؤولية العقاب والذم اذا تركه”.
الأثر المترتب على الخلاف في التعريف
الفروق بينهم لغوية فقط لا تأثير في الفقه. الاتفاق بينهم في أن الواجب يجب القيام به. ومن يتركه مجرم.
لكن هناك فارق في العقيدة. من ينكر الدليل القاطع يصير كافر. ومن ينكر بدليل ظني يُعتبر مخالف فقط.
أقسام الواجب الشرعي
العلماء قسموا الواجب الشرعي إلى أقسام. فعلوا ذلك باعتبارات مختلفة. هذا يدل على مرونة الشريعة الإسلامية.
باعتبار ذاته
هناك نوعان من الواجب باعتبار ذاته:
- الواجب المعين، مثل الصلاة. لا يستبدل بشيء آخر.
- الواجب المبهم في أقسام محصورة. له أشكال محددة يختارها المكلف، مثل كفارة اليمين.
باعتبار وقته
من أقسام الواجب الشرعي باعتبار الوقت:
- الواجب المضيق. وقته فترة مخصصة. كصيام شهر رمضان.
- الواجب الموسع. وقته مفتوح للقيام به أكثر. كأوقات الصلوات الخمس.
باعتبار فاعله
الواجب ينقسم بحسب فاعله إلى نوعين أساسيين:
- الواجب العيني. يجب على كل فرد القيام به، كالصلاة.
- الواجب الكفائي. يكفي أن يقوم بعض الناس به ليبرأ الباقون، كصلاة الجنازة.
هذه الأقسام تبين غنى فكرة الواجب الشرعي وتوحده بمتطلبات الشريعة. تشير إلى كيفية تنظيم حياة المؤمنين.
مميزات الواجب عند الحنفية
الحنفية يميزون الواجب بخصائص خاصة. هذه الخصائص متعلقة بعلم الواجب. وأيضاً بالدليل الذي يبرهن على وجوبه.
العلم بالواجب
الحنفية يعتقدون بوجوب الواجب شرعاً. لكن يقولون بأن العلم به ليس ضرورياً. هذا لأن الواجب يمكن أن يختلف عن الفرض.
دليل الواجب
في مذهب الحنفية، دليل الواجب يكون ظنياً.
هذا يعني أن أدلته ليست مسلمات ضرورية.
الحتمية في الواجب
الحنفية يعتبرون الواجب إلزاماً. غير أن هذا الإلزام أقل من الفرض.
لكن يجبر الواجب على القيام بالأعمال كما لو كان فرضا.
نواقض الواجب الشرعي
المصادر المعتمدة لم تذكر نواقض الواجب الشرعي مباشرة. من الممكن تفهم أن كل شيء يمنع القيام بواجب شرعي يعتبر نافٍ. أمثلة على ذلك: الترك المتعمد للواجب، والاعتذار بعذر غير صحيح، أو فعل ما يعارض الواجب. بالتالي، أداء الواجبات الشرعية أساسي للالتزام بالدين الإسلامي.
النواقض الإسلامية تتضمن تفضيل حكم معين على حكم رسول الله. كما يُعد موالاة المشركين ومعاونتهم على المؤمنين مخالفة لـنواقض الإسلام. لا يجب تشكيك المؤمنين في كفر المشركين أو تفضيل الأحكام غير الشريعية. فأينما كان، اعتبار هدي غير النبي سبيلًا للإسلام غير صحيح.
التسحر ينتهك نواقض الإسلام. الظن بخروج أحد عن دين الإسلام أيضًا خلاف للدين. لذلك، يجب على المسلمين الحفاظ على الالتزام بالشريعة وتجنب ما يخالفها.
دليل الوجوب
قال العلماء إن الوجوب يثبت في الشريعة بدليل. الحنفية ينظرون إلى الدليل الوجوب بشكل قطعي أو ظني.
أدلة الوجوب الشرعي هي براهين تؤكد وجوب الفعل أو الترك في الدين.
الدليل القطعي
الدليل القطعي يكون مقطوعًا ويدل على الوجوب اتفاقًا. مثال على ذلك دليل الأمر بالصلوات الخمس والصوم والزكاة.
الدليل القطعي يزيل الجهل ويوضح الحكم الشرعي بشكل قاطع.
الدليل الظني
الدليل الظني يكون غير مقطوع عن الوجوب. كصلاة ركعتي الفجر عند الحنفية، فدليل وجوبها ظني.
الدليل الظني ليس بقدر الدليل القطعي في اليقين.
الدليل القطعي يجعل الحكم معلومًا بالضرورة، بينما الظني لا يصل لذلك المستوى. يؤثر اختلاف الدليل على فهم الأحكام الدينية.
أمثلة توضيحية
من الأمثلة التوضيحية على الواجب الديني في الإسلام:
- الصلوات الخمس فرض عين. كل مسلم بالغ عاقل يجب عليه أداؤها. الدليل على وجوبها قطعي، وذلك من القرآن والسنة.
- واجب صوم رمضان. لكل مسلم بالغ وعاقل وقادر على الصوم. الدليل قطعي: “كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَام”.
- أداء الزكاة واجب على المؤهل. فيه شروط تُوفر. الأمر بها مذكور في القرآن الكريم والسنة.
- صلاة العيدين. حسب الحنفية تُعتبر واجبة. واستدلوا بأدلة ظنية. الجمهور يرونها سنة مؤكدة.
الخلاصة
الواجب الشرعي يختلف في التفسير حسب المذاهب الفقهية المختلفة. الجمهور، مثل المالكية والشافعية والحنابلة، يعتبرون الواجب ما طُلب بشكل واضح. بينما الحنفية يرونه اذا وجد الطلب بدليل ظني.
تم التعرض لأشكال الواجب الشرعي في الإسلام، مثل صفة الأمر والفعل المضارع المجزوم. كما تم شرح أنواع الواجب من حيث التعيين والغموض، الكبر والصغر، الوجب الكلي والوجب الفردي.
بعد ذلك، تحدثنا عن خصائص الواجب من منظور حنفي. يعتبرون العلم شرطاً وجود دليل ظني مهم. ويلحظون أنه يدل على التحمي من العقوبة دون فرض الالتزام.
أخيراً، ذكرنا بعض الأمثلة لتوضيح الواجبات، مثل أداء الصلوات الخمس وصيام شهر رمضان. كان الهدف توضيح نظرة الإسلام حول فهم الالتزامات الدينية.