في الأحكام الشرعية، يعبر عن الواجب والفرض كأعمال يُثاب فاعلها ويُعاقب تاركها، مثل الصلاة والزكاة وصيام رمضان والحج. الفرق بين الفرض والواجب عند جمهور أهل العلم غير موجود، حيث يعتبرون اللفظين مترادفين لتأكيد أهمية الإلزام. ومع ذلك، يميز بعض العلماء بين الفرض والواجب بناءً على قوة الأدلة الداعمة لكل منهما؛ الفرض يستند إلى أدلة قاطعة بينما الواجب قد يستند إلى أدلة ظنية. يبقى الأساس أنهما يعبران عن الأوامر التي يجب على العبد تنفيذها.
أهم النقاط
- الفرق بين الفرض والواجب قد يكون في قوة الأدلة الداعمة لكل منهما.
- الصلوات الخمس فرض عين لأنها واجبة على كل مسلم.
- الحج مرة واحدة في العمر وصلاة الجنازة فرض كفاية.
- الواجب يُعرّف كأي عمل يثبت بدليل شرعي سواء كان قطعيًا أو ظنيًا حسب مدرسة الحنفية.
- الفرض يعبر عن العمل الواجب على المسلم المكلف بينما الواجب يُعتبر أقل إلزامية عند بعض العلماء.
تعريف الفرض والواجب
في الشريعة الإسلامية، تتميز مفاهيم الفرض والواجب بدقة وتحديد. يعتبر الفرض والواجب مفاهيم مركزية تساعد على تأطير الأعمال الدينية التي يجب على المسلم الالتزام بها.
ما هو الفرض؟
الفرض في معنى الفرض في الإسلام هو الأمر الذي يجب على المسلم القيام به استنادًا إلى أدلة قوية وثابتة مثل القرآن الكريم والسنة النبوية. هذا النوع من الالتزام لا يقبل التجاهل أو الإهمال، حيث أن ترك الفرض يعتبر إثمًا كبيرًا واستخفافًا بأوامر الله. تعتبر الأمور الواجبة في الدين مثل الصلاة والزكاة والصيام أمثلة على الفروض.
ما هو الواجب؟
أما تعريف الواجب الشرعي في الإسلام فهو كل ما يجب على المسلم فعله ولكن قد لا يكون بناءً على أدلة قطعية مثل الفرض، بل قد يأتي بدليل ظني مثل حديث آحاد. بالرغم من أن الواجب لا يحمل نفس وزن الفرض، فإنه يلزم القيام به ويحصل المسلم على الثواب لتأديته، ويُعاقب على تركه. تتضمن الأمور الواجبة في الدين بعض السُنن المؤكدة والآراء الفقهية التي تجب متابعتها.
لذا تتضح أهمية كل من الفرض والواجب في الحفاظ على الالتزام الديني في حياة المسلم، مما يساعد في تحقيق التوازن الروحي والاجتماعي.
الفرق بين الفرض والواجب
يُعتبر التمييز بين الفرض والواجب من الأمور الهامة في الفقه الإسلامي. يُحدد الفقهاء أحكاماً دقيقة لكل منهما بناءً على أدلة قطعية أو ظنية.
من حيث الإنكار
يُعد إنكار الفرض قضية خطيرة تُخرج الشخص من دائرة الإسلام، حيث يُعتبر إنكار الفرض كفراً بسبب قوة الأدلة الواردة فيه. أما إنكار الواجب، فلا يترتب عليه حكم الكفر ولكنه يُعتبر فسقاً، مما يعني أن إنكار الفرض يُعرض الشخص لعواقب أشد.
من حيث ترك العمل
من يترك فرضاً من الفروض بدون عذر يُعتبر آثماً ويستحق العقوبة والذم. بينما ترك الواجب، مثل ترك صوم النافلة أو صلاة الوتر، يعتبر عصياناً، ويظل الواجب مرتبطا بترك الواجب مسؤولية فردية تختلف وفقًا للشروط.
من حيث القطعية
تستحق أدلة الفرض القطعية مثل القرآن وحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أهمية قصوى ولا تقبل التشكيك. في حين أن الواجب قد يستند إلى أدلة ظنية مثل أحاديث الآحاد، مما يجعله أقل قطعية لكنه لا يقل أهمية في التطبيق الديني.
الجانب | الفرض | الواجب |
---|---|---|
حكم الإنكار | كفر | فسق |
حكم ترك العمل | إثم وعقوبة | عصيـــان |
نوع الأدلة | قطعية | ظنية |
الفرض في الشريعة الإسلامية
يُعتبر الفرض في الشريعة الإسلامية من الأمور التي أشبعها الفقهاء بحثًا، وهو ما أوجبه الله تعالى على عباده من أوامر لا تقبل التأخير أو النقصان. يعكس الفرض في الإسلام التزامًا جادًا بكل ما تعنيه التكاليف الشرعية، حيث يُعد من ينكره كافرًا بينما يختلف الحال بالنسبة للواجب.
الفرض عند الجمهور
يعتمد مفهوم الفرض لدى الفقهاء على أنه ما ثبت بدليل قطعي من القرآن الكريم والسنة المتواترة، مثل الصلاة والزكاة وصيام رمضان. يُعد ترك الفرض إثمًا كبيرًا يستوجب العقوبة الأخروية، مما يُظهر أهمية الفروض في الإسلام ومدى الجديّة المطالب بها المسلمون في تنفيذها.
الفرض عند الحنفية
عند المذهب الحنفي، يُعتبر الفرض هو ما ثبت بدليل قطعي وحاسم من النصوص الشرعية. يميز الحنفية بين الفرض والواجب من حيث القطعية، فالفرض هو ما ثبت بالأدلة القاطعة مثل أركان الإسلام الخمسة، بينما الواجب يعتمد على أدلة ظنية مثل السنن المؤكدة. تُظهر هذه النظرة أهمية الدليل في تحديد مكانة الفرض والواجب في الفقه الحنفي.
الواجب في الشريعة الإسلامية
إن الواجب الشرعي في الإسلام يشير إلى الأعمال التي يجب على المسلم الالتزام بها وفقًا للتوجيهات الشرعية. وتتباين تعريفات العلماء للواجب حسب المذهب الفقهي. عند الحنفية، ينقسم الأمر إلى قسمين: ما ثبت بدليل قطعي ويُسمّى فرضًا، وما ثبت بدليل ظني ويُسمّى واجبًا، بينما يرى الجمهور أن الواجب هو الحكم الذي يُلزِم شرعًا، يُثاب فاعله ويُستحق العقاب من تركه قاصدًا.
لتحديد الواجبات في الإسلام، من المهم أن نفهم شروط الواجب. الشرط الأول هو وجوب استناد الواجب إلى دليل شرعي سواء كان قطعيًا أو ظنيًا. وثانيًا، الواجب يُشير إلى الأفعال التي، رغم أن الأدلة الدالة عليها ليست بقوة الأدلة التي تثبت الفروض، إلا أنها لا تقل أهمية ويجب على المسلم القيام بها.
لتوضيح هذه النقطة، نعرض أمثلة على بعض صيغ الواجب في الشريعة الإسلامية:
تعريف الواجب | الجمهور | الحنفية |
---|---|---|
الحكم المُلزِم شرعًا | يجب فعله ويجازى تاركه بالعقاب | يثاب فاعله ويعاقب تاركه قاصدًا |
دليل الثبوت | ثابت بدليل شرعي قطعي أو ظني | ثابت بدليل ظني |
مثال | كالأذان للصلاة | السنن المؤكدة |
وفقًا للجمهور، كل ما ثبت بدليل شرعي، سواء كان قطعيًا أو ظنيًا، يندرج ضمن الواجبات الشرعية. بينما تُقسم الحنفية الأمر إلى فرض وواجب بناءً على قوة الدليل. من هنا يمكننا الاستدلال على اختلافات دقيقة، لكنها مهمة تساعد في فهم النصوص الشرعية وتحديد الواجبات التي يجب على المسلم الالتزام بها.
هل الواجب هو فرض
تشير وجهات نظر علماء الدين إلى أن هناك اختلافا في تحديد ما إذا كان الواجب يُعتبر فرضًا أم لا. جمهور الفقهاء يعتبرون أن رأي الفقهاء في الواجب والفرض لا يختلف كثيراً، حيث يُعامل الاثنان كأمور إلزامية على المسلم الالتزام بها، ومن يتركها يُعتبر فاسقاً. إلا أن بعض الفقهاء يرون أن هناك فرقاً بينهما بناءً على قوة الأدلة. الفرض هو ما ثبت بدليل قاطع مثل النصوص القرآنية، أما الواجب فهو ما ثبت بدليل ظني.
وجهة نظر علماء الدين
عدد من الفقهاء يؤكدون على ضرورة أداء الفرائض والواجبات على حد سواء، مع الإشارة إلى رأي الفقهاء في الواجب والفرض، حيث إن من يُنكر الفرض يُكفر، ومن يُنكر الواجب لا يُكفر ولكن يُعتبر فاسقًا. جمهور الفقهاء يرون أن الفرض والواجب مترادفان عند الأغلبية، إلا أن المذهب الحنفي والإمام أحمد بن حنبل يميّزون بين الفرض والواجب بناءً على مدى قطعية الأدلة.
الأدلة الشرعية
تستند الأدلة الشرعية في أدلة وجوب الفرض إلى النصوص القرآنية وأحاديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وكذلك إجماع الأمة والقياس. يُعد الفرض مأخوذاً من أدلة قطعية كالقرآن المتواتر، بينما يعتمد الواجب على أدلة ظنية كالحديث الآحاد. هذا الاختلاف في الأدلة يعكس تفصيلات دقيقة في الشريعة الإسلامية، حيث أن الالتزام بكل منهما ضروري لإتمام عبادة المسلم بشكل صحيح.
يختلف الفرض عن الواجب في أمور عديدة، منها تقسيم الزمن: واجب مؤقت وواجب مطلق، وتقسيمه حسب المكلف: واجب عيني وواجب كفائي، وتقسيمه حسب ذات الفعل: واجب مخيّر وواجب مرتّب، وتقسيمه بحسب المقدار: واجب محدّد وواجب غير محدد. هذه التصنيفات تسهم في تنظيم الحياة الدينية للمسلمين، وتجعل مفاهيم أدلة وجوب الفرض والواجب أكثر وضوحاً وتطبيقاً.
الفئة | الفرض | الواجب |
---|---|---|
الدليل | قطعي | ظني |
العقوبة | كفر في حالة الإنكار | فسق في حالة الإنكار |
التصنيف | الصلوات الخمس، الحج مرة واحدة | صلاة الوتر، الأذان للصلاة |
أقسام الواجب
يتنوع الواجب في الشريعة الإسلامية بناءً على عدة معايير، حيث يوضح لنا هذا التقسيم الشامل العديد من الفروقات والتقسيمات المختلفة للواجب الشرعي.
أقسام الواجب بالنظر إلى الوقت
بالنظر إلى الوقت، يمكن تقسيم الواجب إلى الواجب المؤقت والمطلق. الواجب المؤقت هو العمل الذي يجب أداؤه في وقت محدد، مثل الصلوات الخمس اليومية. أما الواجب المطلق فهو العمل الذي يمكن تأديته في أي وقت دون التقيد بزمن محدد، مثل كفارة اليمين.
أقسام الواجب بالنظر إلى المكلّف
من هذه الناحية، يُقسم الواجب إلى الواجب العيني والواجب الكفائي. الواجب العيني هو العمل الذي يجب على كل مسلم القيام به، مثل الصلاة والصيام. أما الواجب الكفائي فهو العمل الذي إذا قام به البعض سقط عن الآخرين مثل صلاة الجنازة والجهاد.
أقسام الواجب بالنظر إلى ذات الفعل
يُقسم الواجب من حيث الفعل إلى واجب مخيّر وواجب مرتّب. الواجب المخيّر يتيح للمكلف اختيار أحد الأعمال لتأديتها، مثل كفارة اليمين التي يمكن أن تكون إطعام عشرة مساكين أو صيام ثلاثة أيام. أما الواجب المرتّب فهو الواجب الذي يجب تأديته بترتيب معين دون تخيير، مثل خطوات علاج الجنايات.
أقسام الواجب بالنظر إلى مقداره
ومن ناحية المقدار، يُقسم الواجب إلى واجب محدد وواجب غير محدد. الواجب المحدد هو الذي يكون له مقدار محدد مثل الزكاة حيث يُفرض على المسلم دفع نسبة محددة من ماله. أما الواجب غير المحدد فهو الذي ليس له مقدار معين، مثل الطمأنينة في السجود أثناء الصلاة التي لا تُحدد بزمن معين بل بالقدر الذي يتحقق به الاطمئنان الشرعي.
الآثار المترتبة على إنكار الفرض والواجب
يُعَد إنكار الفرض والواجب من أكبر الأخطاء التي يقوم بها المسلم بحيث يؤدي ذلك إلى آثار سلبية على دينه وحياته الدنيوية. تكمن هذه الآثار في جوانب متعددة، تشمل العقوبات الدينية والدنيوية.
العقوبات الدينية
عندما يقوم المسلم بترك الفرض أو الواجب، فإنه يرتكب ذنباً كبيراً يؤدي إلى عواقب دينية شديدة تشمل الإثم والعذاب الأخروي. يعقب ترك الفرض والواجب عقاب رباني يمكن أن يكون سبباً في دخول النار والحرمان من رحمة الله.
العقوبات الدنيوية
لا تتوقف آثار ترك الفرض والواجب عند العقوبات الدينية فقط، بل تمتد لتشمل الأثر الديني والدنيوي للمعاصي أيضاً. من ترك هذه الواجبات يشعر بالضيق النفسي والابتعاد عن الله، مما يؤدي إلى اضطراب نفسي وعدم الراحة والطمأنينة في الحياة الدنيا.
نوع العقوبة | تفاصيل |
---|---|
عقوبة دينية | الإثم والعذاب الأخروي |
عقوبة دنيوية | الشعور بالضيق والاضطراب النفسي |
من خلال الالتزام بالفرائض والواجبات، يُمكن للمسلم أن يتجنب عقاب ترك الفرض والواجب، مما يسهم بشكل كبير في إحساسه بالسلام الداخلي والتوازن النفسي والاجتماعي. لذلك، من الضروري أن يدرك المسلم الآثار الدينية والدنيوية المترتبة على ترك المعاصي والذنوب.
أمثلة على الفروض والواجبات في الإسلام
تشمل فروض الإسلام الأساسية التي يجب على كل مسلم أداؤها بإخلاص، مثل الصلاة، والزكاة، وصيام رمضان، والحج إلى بيت الله الحرام. تعتبر هذه الأركان الأساسية بمنزلة العمود الفقري للإسلام وتجسد الطاعة الكاملة لله.
أما بالنسبة لـواجبات المسلم الأخرى التي تأتي بمعيار أقل من حيث القطعية، فتشمل صلاة الوتر، الأذان للصلاة، وأداء الحقوق الشرعية للناس. تختلف هذه الواجبات في أهميتها لكن تبقى ضرورية لتعزيز الالتزام الروحي والاجتماعي في المجتمع الإسلامي.
من أمثلة الفروض المؤكدة: الصلاة والصوم. ومن الواجبات التي تساهم في تعزيز الحياة الروحية والاجتماعية على حد سواء: الذكر، والأذان. هذه الواجبات والفروض تمثل معًا العمود الأساسي لحياة المسلم وتساهم في تنظيم وقته وعباداته بشكل متناسق.
يمكن تصنيف الفروض والواجبات إلى أنواع عدة:
- الفروض العينية: مثل الصلوات الخمس والحج.
- الواجبات الكفائية: مثل صلاة الجنازة والعمل في الصناعات الضرورية.
- المؤقتة والمطلقة: مثل الصيام الواجب خلال رمضان والأعمال التي يمكن أداؤها في أي وقت كالكفارات.
- فروض تتعلق بالمجتمع: كالإصلاح بين الناس وحماية المصالح العامة.
أخيرًا، تعتبر الأمثلة المستندة في النصوص الشرعية الدليل الأقوى على الوجوب، سواء كانت فروض عينية أو واجبات كفائية، وكل هذه الأعمال تُظهر الالتزام بالشريعة وتعزز الهوية الإسلامية.
أهمية الالتزام بالفرائض والواجبات
يمثل الالتزام بالفرائض والواجبات جزءاً أساسياً من حياة المسلم اليومية. إن احترام هذه الالتزامات يساهم بشكل مباشر في التنمية الروحية للمسلم ويعزز علاقته بالله تعالى. ومن هنا تأتي أهمية التعمق في فهم وتحليل الفوائد الروحية والاجتماعية التي تتولد من التمسك بهذه الفرائض.
التأثير الروحي
تعتبر الالتزامات الدينية مثل الصلاة والصوم من الركائز الأساسية التي تدعم التنمية الروحية. إذ يؤدي التزام المسلم بالفرائض إلى تقوية إيمانه والاستشعار الدائم بحضور الله في جميع أعماله. هذه العلاقة المتينة بالله تزيل القلق وتمنح الشعور بالطمأنينة والراحة النفسية.
فوائد الالتزام بالفروض تتعدى الحياة الدنيا، حيث أن أداء الواجبات الدينية يُعتبر عبادة تُقرّب العبد من الله وتزيد في حسناته يوم القيامة. هذا الإلتزام يُدّرب النفس على الصبر والتحمُّل والقناعة، وهي قيم أساسية للنجاح الروحي.
التأثير الاجتماعي
لى الصعيد الاجتماعي، يُعزز الالتزام بالفرائض والواجبات التكامل الاجتماعي في الإسلام. فجهود المسلم في الالتزام بواجباته تساهم في بناء مجتمع متماسك ومترابط. يشعر أفراد المجتمع بالمسؤولية تجاه بعضهم البعض ويسعون لمساعدة المحتاجين وتنظيم المساعدة الاجتماعية من خلال الزكاة والصدقات.
التكامل الاجتماعي في الإسلام يُظهر بوضوح من خلال تلك القيم الجماعية التي يعززها الالتزام بالفرائض. يساهم كل فرد في النسيج الاجتماعي ويلعب دوره في نشر المحبة والتعاون بين الأفراد، مما يؤدي إلى خلق بيئة يسودها الاحترام المتبادل والقيم الأخلاقية.
بالتأكيد، يظهر لنا بوضوح كيف أن فوائد الالتزام بالفروض تسهم بشكل مباشر في تحقيق التنمية الروحية والتكامل الاجتماعي في الإسلام. إن التركيز على الالتزام بهذه المبادئ يعزز ليس فقط الإيمان الشخصي، بل يدعم الاستقرار والتماسك الاجتماعي للمجتمع بأكمله.
تفاوت الأدلة في الفروض والواجبات
يتباين مستوى قوة الأدلة الشرعية التي تستند إليها الفروض والواجبات في الشريعة الإسلامية. يُعتبر الفرض عملًا واجبًا يأتي بدليل قطعي، مثل الآيات القرآنية والأحاديث المتواترة، والتي لا يُشك في صحتها أو وجوب تنفيذها. بينما الواجب قد يُستند إلى أدلة ظنية مثل حديث آحاد أو القياس، ومع ذلك يبقى واجب التنفيذ ويُعاقب تاركه شرعًا.
لفهم الفرق بين الواجب والفرض بطريقة أعمق، نعرض هنا بعض الأوجه الهامة في التفاوت بينهما:
الفروض | الواجبات |
---|---|
الآيات القرآنية والأحاديث المتواترة | الأحاديث الآحاد والقياس |
فرض عين: مثل الصلاة والزكاة | مثل صلاة الوتر والأذان |
فرض كفاية: مثل الجهاد | أداء الحقوق الشرعية للناس |
التزام قطعي | التزام ظني |
ويوضح الجدول أعلاه كيف أن قوة الأدلة الشرعية تلعب دورًا حيويًا في تحديد درجة الالتزام والعمل المطلوب من المسلمين، سواء كان الفرض مدعومًا بأدلة قطعية أو الواجب مدعومًا بأدلة ظنية، يبقى كل منهما ملتزمًا شرعيًا ويتوجب على المسلمين الالتزام بهما لتحقيق التوازن الروحي والتواصل الاجتماعي المنشود.
اختلاف الفقهاء في تحديد الفرض والواجب
يُعتبر اختلاف الفقهاء حول تحديد الفرض والواجب قضية فقهية مهمة عكست غنى التقاليد الفقهية وعمق التفكير الشرعي في الإسلام. واتفق جمهور الفقهاء على عدم وجود فرق بين الفرض والواجب إلا في الحج، بينما يرى البعض الآخر وجود فروق دقيقة بينهما تعتمد على طبيعة الدليل الشرعي والمقام.
بحسب جمهور الفقهاء، يُعد الفرض والواجب مترادفين ويُستخدمان للدلالة على الأمور التي يجب على المسلم القيام بها، سواء كانت ذات أدلة قوية أو نسبية. لكن يُميز المذهب الحنفي بينهما بناءً على قوة الدليل. الفرض عند الحنفية هو ما ثبت بدليل قطعي، في حين يبني الواجب على دليل ظني، مما يعكس تحديدات الفقه في الواجبات والفروض التي تبرز اختلافات جوهرية في الأحكام الشرعية.
وينقسم الفرض إلى فرض عين، الذي يجب على كل مسلم القيام به مثل الصلاة والصيام، وفرض كفاية الذي إذا قام به البعض سقط عن الباقين مثل دفن الموتى. هذا يعكس تنوع وجهات نظر الفقهاء في جوانب تحديدات الفقه في الواجبات والفروض. ويلحظ الفقهاء أهمية النظام والتكامل بين الفروض والواجبات لتحقيق التوازن في الحياة الدينية والدنيوية للمجتمع الإسلامي.
أنواع الواجبات | التفاصيل |
---|---|
الواجب المحدد | كأوقات الصلاة وصوم رمضان. |
الواجب غير المحدد | مثل الصدقات غير المرتبطة بكمية معينة. |
الواجب المؤقت | يتطلب فعله خلال فترة معينة مثل الصلاة. |
الواجب المطلق | ليس له وقت محدد مثل كفارة اليمين. |
أخيرًا، يبرز أيضًا تحدي الالتزام بالواجبات والفرائض في سياق العالم المعاصر، حيث يجب على المسلمين الوفاء بواجباتهم الدينية والتكيف مع التغيرات والتحديات الاجتماعية والاقتصادية. تعكس هذه النقاط مختلف وجهات نظر الفقهاء في تحديدات الفقه في الواجبات والفروض، وتؤكد على أهمية الحوار الفقهي لتقديم الفهم العميق والشامل للأحكام الشرعية.
التطبيقات العملية للفرائض والواجبات
تتجلى التطبيقات العملية للفرائض والواجبات في كافة جوانب الحياة اليومية للمسلم، مما يمنح للعقيدة الإسلامية بُعدًا عمليًا يُساعد في تنظيم الحياة الدينية. من بين أهم هذه التطبيقات، نجد الصلاة والصيام كأعمال عبادة أساسية تؤدى بانتظام، إضافة إلى التزام المسلم بالأخلاق والمعاملات الحسنة في المجتمع.
في سياق ممارسة الفروض والواجبات، تقسم الوصايا الشرعية القائمة على ما هو مطلوب إلى نوعين: الفروض المحددة التي تأمر بها الشريعة بشكل صريح ولا تترك مُجالًا للاختيار، والواجبات الاختيارية التي يُعطى فيها المُكلّف حق الخيار بين عدة خيارات. بالإضافة إلى ذلك، تُقسم الأوامر الشرعية من حيث التقدير إلى محددة وغير محددة؛ حيث يكون على المسلم تحقيق كمية أو مقدار معين في بعض الفروض، بينما تُترك بعض الواجبات بدون حدود محددة.
تبعاً لوقت الأداء، تُقسم الفروض إلى مطلقة مثل الصلاة اليومية التي يجب إتمامها في وقتها المحدد، وواجبات مؤقتة كالصيام خلال شهر رمضان. أما من حيث المُنفذ، فيتم تقسيمها إلى واجبات عينياً يجب على كل فرد أداؤها، وواجبات كفائية حيث يمكن أن ينوب عن الجميع من يُسّقط الفريضة عنهم إذا أدوها.
من الأهمية بمكان أن نُدرك أن التطبيقات الشريعة للعمل بالفرائض والواجبات لا تشمل فقط مجرد الالتزام بها، بل أيضاً الإشراف والتوجيه من قِبل ممثلي الأمة والمؤسسات لضمان تنفيذها بكفاءة. يُعطي هذا التنظيم الديني بعدًا مؤسسياً يُسهم في بناء مجتمع متوازن يُحقق مقاصد الشريعة في التوازن بين الحقوق والواجبات.
ختاماً، توضح أهمية تنظيم الحياة الدينية مدى إدراك الإسلام للدور المحوري للفروض والواجبات في تحقيق الرفاه الروحي والاجتماعي للمجتمع الإسلامي، مما يجعل من الالتزام بها جزءاً لا يتجزأ من حياة المسلم اليومية.