-
المحتويات
“انتظروا أمر الله، فهو قريب”
تفسير الآية 210 من سورة البقرة
تعتبر الآية 210 من سورة البقرة جزءًا من النص القرآني الذي يحمل في طياته معاني عميقة ودروسًا متعددة للمؤمنين. يقول الله تعالى في هذه الآية: “هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا أَن يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِّنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ”. لفهم هذه الآية بشكل أعمق، يجب النظر في السياق الذي وردت فيه، وكذلك تفسير العلماء والمفسرين الذين قدموا رؤى متعددة حول معانيها.
تبدأ الآية بتساؤل استنكاري “هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا أَن يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ”، وهو تساؤل يهدف إلى توبيخ أولئك الذين يترددون في الإيمان أو يتباطؤون في اتباع الحق. هذا التساؤل يشير إلى انتظارهم لعلامة أو دليل قاطع على وجود الله، وكأنهم ينتظرون أن يأتيهم الله بنفسه ليؤكد لهم الحقيقة. هذا الانتظار يعكس نوعًا من العناد والتردد في قبول الحقائق الواضحة التي جاءت بها الرسالة الإسلامية.
ثم تأتي العبارة “فِي ظُلَلٍ مِّنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ”، وهي تصور مشهدًا مهيبًا ليوم القيامة، حيث يأتي الله في ظلل من الغمام ومعه الملائكة. هذا التصوير يهدف إلى تذكير الناس بعظمة الله وقدرته، وأنه لا يحتاج إلى دليل مادي ليؤكد وجوده، بل إن آياته ومعجزاته في الكون كافية لمن يتدبر ويتفكر. الغمام هنا يرمز إلى السحب التي تغطي السماء، مما يضفي على المشهد رهبة وجلالًا، ويعكس قوة الله وعظمته.
الجزء التالي من الآية “وَقُضِيَ الْأَمْرُ” يشير إلى أن الأمور قد حُسمت وأن الحكم قد صدر. هذا يعني أن يوم القيامة هو يوم الفصل والحساب، حيث لا مجال للعودة أو التراجع. في هذا اليوم، تُحاسب كل نفس بما كسبت، ويُجزى كل إنسان بما عمل. هذا التذكير بيوم القيامة يهدف إلى تحفيز الناس على العمل الصالح والتوبة قبل فوات الأوان.
وأخيرًا، تختم الآية بعبارة “وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ”، وهي تذكير بأن كل شيء في هذا الكون يعود إلى الله في النهاية. هذه العبارة تعزز مفهوم التوحيد وتؤكد أن الله هو المهيمن على كل شيء، وأنه لا ملجأ ولا منجى منه إلا إليه. هذا التذكير يعزز الإيمان ويحث المؤمنين على الثقة بالله والاعتماد عليه في كل أمور حياتهم.
من خلال تفسير هذه الآية، يتضح أن الله يوجه رسالة قوية إلى الناس بضرورة الإيمان والتوبة والعمل الصالح. الآية تحمل في طياتها تحذيرًا من التردد والعناد في قبول الحق، وتذكيرًا بيوم القيامة وأهمية الاستعداد له. كما تعزز مفهوم التوحيد وتؤكد على عظمة الله وقدرته المطلقة. هذه الرسائل تجعل الآية 210 من سورة البقرة جزءًا مهمًا من النص القرآني الذي يهدف إلى هداية الناس وتوجيههم نحو الطريق المستقيم.
السياق التاريخي للآية 210 من سورة البقرة
تعتبر الآية 210 من سورة البقرة جزءًا من النص القرآني الذي يحمل في طياته العديد من الدروس والعبر. لفهم هذه الآية بشكل أعمق، من الضروري النظر في السياق التاريخي الذي نزلت فيه. سورة البقرة، وهي أطول سور القرآن الكريم، نزلت في المدينة المنورة بعد هجرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه من مكة. هذا السياق المدني يعكس فترة من التحديات الجديدة للمجتمع الإسلامي الناشئ، بما في ذلك التفاعل مع اليهود والمنافقين، بالإضافة إلى بناء الدولة الإسلامية.
في هذا السياق، كانت الآية 210 جزءًا من سلسلة من الآيات التي تناولت موضوعات متعددة، منها التوحيد، والنبوة، والآخرة، والأحكام الشرعية. هذه الآية بالتحديد تتحدث عن انتظار بعض الناس لظهور آيات معينة أو علامات من الله قبل أن يؤمنوا. يقول الله تعالى في هذه الآية: “هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا أَن يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِّنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ”. هذه الآية تشير إلى موقف بعض الناس الذين يطلبون آيات ملموسة ومعجزات قبل أن يصدقوا برسالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
لفهم هذه الآية بشكل أعمق، يجب النظر إلى السياق التاريخي والاجتماعي الذي نزلت فيه. في المدينة المنورة، كان هناك تفاعل مع اليهود الذين كانوا ينتظرون نبيًا من نسل إسحاق، وكانوا يشككون في نبوة محمد صلى الله عليه وسلم لأنه من نسل إسماعيل. بالإضافة إلى ذلك، كان هناك المنافقون الذين يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر، وكانوا يطلبون آيات ومعجزات كشرط للإيمان. هذه الآية جاءت لترد على هؤلاء الناس وتوضح أن الإيمان لا يجب أن يكون مشروطًا بظهور آيات معينة، بل يجب أن يكون نابعًا من القلب ومن قناعة داخلية.
علاوة على ذلك، تشير الآية إلى أن الأمور كلها بيد الله وأنه هو الذي يقرر متى وكيف تظهر الآيات. هذا يعزز مفهوم التوحيد ويؤكد على قدرة الله المطلقة. كما أن الإشارة إلى “ظلل من الغمام” تذكرنا بقصة موسى عليه السلام وبني إسرائيل عندما طلبوا رؤية الله جهرة، فجاءتهم الغمامة كعلامة على حضور الله. هذا الربط التاريخي يعزز من فهمنا للآية ويجعلها جزءًا من السياق الأوسع للقصص القرآني.
من الجدير بالذكر أن هذه الآية تأتي في سياق آيات أخرى تتحدث عن الإيمان والآخرة والجزاء. هذا السياق المتكامل يساعد على فهم الرسالة الشاملة التي يريد القرآن إيصالها للمؤمنين وغير المؤمنين على حد سواء. الإيمان ليس مجرد تصديق باللسان أو انتظار لآيات ملموسة، بل هو قناعة داخلية تتجلى في الأعمال والأخلاق.
في الختام، يمكن القول إن الآية 210 من سورة البقرة تحمل في طياتها رسالة قوية حول طبيعة الإيمان وحقيقة التوحيد. السياق التاريخي والاجتماعي الذي نزلت فيه هذه الآية يعزز من فهمنا لها ويجعلها جزءًا لا يتجزأ من النص القرآني الذي يهدف إلى هداية البشرية. من خلال النظر في هذا السياق، يمكننا أن نستخلص العديد من الدروس والعبر التي تظل صالحة لكل زمان ومكان.
الدروس المستفادة من الآية 210 من سورة البقرة
تعتبر الآية 210 من سورة البقرة من الآيات التي تحمل في طياتها العديد من الدروس والعبر التي يمكن أن يستفيد منها المسلم في حياته اليومية. يقول الله تعالى في هذه الآية: “هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا أَن يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِّنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ”. هذه الآية تأتي في سياق الحديث عن بني إسرائيل وتذكيرهم بنعم الله عليهم وتحذيرهم من عواقب كفرهم وعصيانهم.
أول درس يمكن استخلاصه من هذه الآية هو أهمية الإيمان بالغيب. الله سبحانه وتعالى يذكر في هذه الآية أن بعض الناس لا يؤمنون إلا إذا رأوا الآيات بأعينهم، وهذا يعكس ضعف إيمانهم. الإيمان بالغيب هو أحد أركان الإيمان في الإسلام، ويعني الإيمان بما لا يُرى ولا يُحس، مثل الإيمان بالله والملائكة واليوم الآخر. هذا النوع من الإيمان يعزز الثقة بالله ويقوي العلاقة بين العبد وربه.
ثانيًا، تذكرنا الآية بأهمية التوبة والرجوع إلى الله قبل فوات الأوان. الله سبحانه وتعالى يذكر في هذه الآية أن الأمور ستُقضى في النهاية وأن الجميع سيعودون إليه. هذا يعني أن الإنسان يجب أن يكون مستعدًا للقاء الله في أي وقت، وأن يسعى دائمًا للتوبة والاستغفار عن ذنوبه. التوبة هي باب مفتوح دائمًا للمسلمين، وهي وسيلة للتطهر من الذنوب والعودة إلى الطريق المستقيم.
ثالثًا، تشير الآية إلى أن الله هو الحاكم المطلق وأن كل الأمور تعود إليه في النهاية. هذا يعزز مفهوم التوكل على الله والاعتماد عليه في كل الأمور. الإنسان قد يواجه العديد من التحديات والصعوبات في حياته، ولكن يجب أن يتذكر دائمًا أن الله هو الذي يدبر الأمور وأنه يجب عليه أن يثق بحكمته وعدله. التوكل على الله يمنح الإنسان الطمأنينة والسكينة في مواجهة الصعوبات.
رابعًا، تذكرنا الآية بأهمية العمل الصالح والاستعداد ليوم الحساب. الله سبحانه وتعالى يذكر في هذه الآية أن الأمور ستُقضى في النهاية، وهذا يعني أن الإنسان يجب أن يكون مستعدًا ليوم الحساب من خلال العمل الصالح والابتعاد عن المعاصي. العمل الصالح هو وسيلة للتقرب إلى الله ونيل رضاه، وهو أيضًا وسيلة لتحقيق السعادة والنجاح في الدنيا والآخرة.
أخيرًا، تذكرنا الآية بأهمية التذكير بنعم الله وشكره عليها. الله سبحانه وتعالى يذكر في هذه الآية بني إسرائيل بنعمه عليهم ويحذرهم من عواقب كفرهم وعصيانهم. هذا يعكس أهمية شكر الله على نعمه والاعتراف بفضله. الشكر هو وسيلة لتعزيز العلاقة بين العبد وربه، وهو أيضًا وسيلة لجلب المزيد من النعم والبركات.
في الختام، تحمل الآية 210 من سورة البقرة العديد من الدروس والعبر التي يمكن أن يستفيد منها المسلم في حياته اليومية. من خلال الإيمان بالغيب، التوبة، التوكل على الله، العمل الصالح، وشكر الله على نعمه، يمكن للإنسان أن يعيش حياة مليئة بالطمأنينة والسعادة والنجاح في الدنيا والآخرة.
العلاقة بين الآية 210 من سورة البقرة والآيات المحيطة بها
تعتبر الآية 210 من سورة البقرة جزءًا من النص القرآني الذي يحمل في طياته معاني عميقة ودروسًا متعددة. لفهم العلاقة بين هذه الآية والآيات المحيطة بها، يجب النظر في السياق العام للسورة وما تحمله من مواضيع وأهداف. سورة البقرة، وهي أطول سور القرآن الكريم، تتناول مجموعة واسعة من المواضيع التي تشمل العقيدة، التشريع، الأخلاق، والتاريخ. تتناول السورة أيضًا العلاقة بين الله والإنسان، وتوضح كيفية تحقيق الهداية والنجاح في الدنيا والآخرة.
الآية 210 من سورة البقرة تقول: “هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا أَن يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِّنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ”. هذه الآية تأتي في سياق الحديث عن بني إسرائيل ومواقفهم من الرسالات السماوية. الآيات التي تسبقها تتحدث عن بني إسرائيل وكيف أنهم كانوا يطلبون من الله آيات ومعجزات، ولكنهم رغم ذلك كانوا يعصون ويكفرون. الآية 208، على سبيل المثال، تدعو المؤمنين إلى الدخول في السلم كافة وعدم اتباع خطوات الشيطان، بينما الآية 209 تحذرهم من الفتنة والضلال بعد أن جاءهم الهدى.
عندما ننتقل إلى الآية 210، نجد أنها تأتي كتحذير شديد اللهجة لأولئك الذين ينتظرون آيات ومعجزات من الله دون أن يؤمنوا بما جاءهم من الحق. الآية تشير إلى أن هؤلاء الناس لن يؤمنوا حتى يروا الله يأتيهم في ظلل من الغمام مع الملائكة، وهو مشهد يوم القيامة حيث يُقضى الأمر وتُرجع الأمور إلى الله. هذا التحذير يأتي ليؤكد أن الإيمان يجب أن يكون بالغيب وبما جاء من عند الله، وليس بناءً على مطالبات مادية ومعجزات حسية.
الآيات التي تلي الآية 210 تستمر في تناول موضوعات مشابهة، حيث تتحدث الآية 211 عن بني إسرائيل وكيف أنهم رغم ما أُعطوا من آيات بينات، فإنهم بدلوا نعمة الله كفرًا وأحلوا قومهم دار البوار. هذا السياق المتتابع يوضح أن الآية 210 ليست منفصلة عن السياق العام للسورة، بل هي جزء من سلسلة من الآيات التي تهدف إلى توضيح موقف الناس من الرسالات السماوية وكيفية تعاملهم مع الهداية الإلهية.
من خلال هذا السياق، يمكننا أن نفهم أن الآية 210 تأتي كجزء من تحذير شامل للمؤمنين وغير المؤمنين على حد سواء. إنها تذكرهم بأن الإيمان ليس مجرد انتظار للمعجزات، بل هو قبول للحق والإيمان بالغيب. هذا التحذير يتماشى مع الهدف العام لسورة البقرة، التي تسعى إلى توجيه الناس نحو الهداية والابتعاد عن الضلال.
في الختام، يمكن القول إن العلاقة بين الآية 210 من سورة البقرة والآيات المحيطة بها هي علاقة تكاملية تهدف إلى توضيح موقف الناس من الهداية الإلهية وتحذيرهم من العواقب الوخيمة للكفر والعصيان. هذه الآيات تعمل معًا لتقديم رسالة متكاملة حول أهمية الإيمان بالغيب والالتزام بما جاء من عند الله، مما يعزز الفهم العميق للمعاني القرآنية ويحث على التأمل والتدبر في النصوص المقدسة.
تأثير الآية 210 من سورة البقرة على الفقه الإسلامي
تعتبر الآية 210 من سورة البقرة من الآيات التي تحمل في طياتها معاني عميقة وتأثيرات كبيرة على الفقه الإسلامي. يقول الله تعالى في هذه الآية: “هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا أَن يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِّنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ”. هذه الآية تتناول موضوعًا مهمًا يتعلق باليوم الآخر والجزاء، مما يجعلها محط اهتمام الفقهاء والمفسرين على مر العصور.
في البداية، يمكن القول إن هذه الآية تركز على مفهوم الانتظار والترقب ليوم القيامة، حيث يتساءل الله تعالى عن حال الناس الذين ينتظرون مجيء الله في ظلل من الغمام والملائكة. هذا التصوير القرآني يعكس مشهدًا مهيبًا ومؤثرًا، يهدف إلى تذكير المؤمنين وغير المؤمنين على حد سواء بأهمية الاستعداد ليوم الحساب. من هنا، نجد أن الفقهاء قد استنبطوا من هذه الآية ضرورة التوبة والرجوع إلى الله قبل فوات الأوان، مما يعزز من أهمية الأعمال الصالحة والابتعاد عن المعاصي.
علاوة على ذلك، تشير الآية إلى أن الأمور كلها ترجع إلى الله في النهاية، وهذا يعزز من مفهوم التوحيد والاعتماد الكامل على الله في كل شيء. هذا المفهوم له تأثير كبير على الفقه الإسلامي، حيث يوجه الفقهاء إلى ضرورة توجيه النية والأعمال لله وحده، والابتعاد عن الشرك والرياء. كما أن هذا التذكير بمرجعية الأمور إلى الله يعزز من أهمية العدل والإنصاف في الأحكام الشرعية، حيث يجب أن تكون الأحكام مستندة إلى الكتاب والسنة، بعيدًا عن الأهواء الشخصية والمصالح الدنيوية.
من ناحية أخرى، يمكن أن نرى تأثير هذه الآية في مجال العقيدة الإسلامية، حيث تؤكد على حقيقة اليوم الآخر وما يتبعه من حساب وجزاء. هذا التأكيد يعزز من إيمان المسلمين باليوم الآخر ويجعلهم أكثر حرصًا على الالتزام بتعاليم الدين. الفقهاء يستندون إلى هذه الآية وغيرها من الآيات القرآنية في توضيح مسائل العقيدة المتعلقة باليوم الآخر، مما يسهم في بناء فهم شامل ومتكامل للعقيدة الإسلامية.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن نرى تأثير هذه الآية في مجال الأخلاق الإسلامية، حيث تدعو إلى التواضع والخشوع أمام عظمة الله وقدرته. الفقهاء يستنبطون من هذه الآية ضرورة التحلي بالأخلاق الحميدة والابتعاد عن الكبر والغرور، حيث أن الإنسان مهما بلغ من العلم والقوة، فإنه في النهاية عبد لله ومصيره بيد الله. هذا الفهم يعزز من أهمية الأخلاق في الحياة اليومية للمسلمين ويجعلهم أكثر حرصًا على التعامل بالحسنى مع الآخرين.
في الختام، يمكن القول إن الآية 210 من سورة البقرة تحمل في طياتها معاني عميقة وتأثيرات كبيرة على الفقه الإسلامي. من خلال التركيز على مفاهيم الانتظار ليوم القيامة، والتوحيد، والعدل، والعقيدة، والأخلاق، نجد أن هذه الآية تسهم في بناء فهم شامل ومتكامل للدين الإسلامي. الفقهاء يستندون إلى هذه الآية في استنباط الأحكام الشرعية وتوجيه المسلمين نحو الالتزام بتعاليم الدين، مما يجعلها من الآيات المهمة التي يجب التأمل فيها وفهم معانيها بعمق.
الآية 210 من سورة البقرة في الأدب الإسلامي
الآية 210 من سورة البقرة تعد واحدة من الآيات التي تحمل في طياتها معاني عميقة ودروسًا قيمة في الأدب الإسلامي. هذه الآية تأتي في سياق الحديث عن بني إسرائيل وما جرى لهم من أحداث، وتوجيهات الله لهم وللمؤمنين بشكل عام. يقول الله تعالى في هذه الآية: “هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا أَن يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِّنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ”.
تتجلى في هذه الآية عدة مفاهيم أساسية يمكن استنباطها من خلال التأمل في معانيها. أولاً، تشير الآية إلى انتظار الناس لآيات واضحة من الله، وهو ما يعكس حالة من التردد والشك التي قد تصيب بعض الناس في قبول الحقائق الإلهية. هذا الانتظار يعبر عن رغبة في رؤية دلائل مادية ملموسة، وهو ما يتناقض مع جوهر الإيمان الذي يقوم على التصديق بالغيب والثقة في وعود الله.
ثانيًا، تذكر الآية مجيء الله في ظلل من الغمام والملائكة، وهو تصوير مجازي يعبر عن عظمة الله وقدرته على التدخل في شؤون البشر بطرق تفوق تصوراتهم. هذا التصوير يهدف إلى تذكير المؤمنين بأن الله قادر على كل شيء، وأنه لا يحتاج إلى وسائل مادية لإظهار قوته وسلطانه. كما أن ذكر الملائكة يعزز هذا المفهوم، حيث أن الملائكة هم جنود الله الذين ينفذون أوامره ويقومون بمهمات متعددة في الكون.
ثالثًا، تشير الآية إلى أن الأمر قد قضي، وهو ما يعني أن حكم الله نافذ ولا مرد له. هذا يعكس مفهوم القضاء والقدر في الإسلام، حيث أن كل ما يحدث في الكون هو بتقدير الله وعلمه المسبق. هذا الفهم يعزز من إيمان المؤمنين بقدرة الله المطلقة ويحثهم على التسليم لأمره والرضا بقضائه.
وأخيرًا، تختم الآية بعبارة “وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ”، وهي تذكير بأن كل الأمور في نهاية المطاف تعود إلى الله. هذا يعزز من مفهوم التوكل على الله والاعتماد عليه في كل شؤون الحياة. كما أن هذه العبارة تذكر المؤمنين بأن الله هو المرجع النهائي في كل شيء، وأنه هو الذي يحكم بين الناس بالعدل والحق.
من خلال هذه الآية، يمكننا أن نستخلص العديد من الدروس والعبر التي تعزز من إيماننا وتوجهنا نحو السلوك القويم. فهي تذكرنا بأهمية الإيمان بالغيب والثقة في قدرة الله، وتحثنا على التسليم لأمره والرضا بقضائه. كما أنها تذكرنا بأن الله هو المرجع النهائي في كل الأمور، وأنه هو الذي يحكم بين الناس بالعدل والحق. هذه المفاهيم تشكل جزءًا أساسيًا من الأدب الإسلامي وتساهم في بناء شخصية المؤمن القوية والمتوازنة.
في الختام، يمكن القول إن الآية 210 من سورة البقرة تحمل في طياتها معاني عميقة ودروسًا قيمة تعزز من إيمان المؤمنين وتوجههم نحو السلوك القويم. من خلال التأمل في معاني هذه الآية، يمكننا أن نستخلص العديد من العبر التي تساهم في بناء شخصية المؤمن القوية والمتوازنة، وتعزز من فهمنا لمفاهيم القضاء والقدر والتوكل على الله.
الأسئلة الشائعة
1. **ما هو نص الآية 210 من سورة البقرة؟**
– “هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا أَن يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِّنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ”.
2. **ما هو موضوع الآية 210 من سورة البقرة؟**
– تتحدث الآية عن انتظار بعض الناس لآيات واضحة من الله، وتذكيرهم بأن الأمور كلها تعود إلى الله.
3. **ما المقصود بـ”يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِّنَ الْغَمَامِ”؟**
– المقصود هو مجيء أمر الله وحكمه في يوم القيامة، حيث يأتي الله بآياته الواضحة.
4. **ما هو معنى “وَقُضِيَ الْأَمْرُ” في الآية؟**
– يعني أن الحكم قد صدر وانتهى، وأن الأمور قد حُسمت.
5. **ما هو الغرض من ذكر “الْمَلَائِكَةُ” في الآية؟**
– للإشارة إلى حضور الملائكة مع أمر الله، مما يضفي رهبة وجلالًا على الموقف.
6. **ما هو الدرس المستفاد من الآية 210 من سورة البقرة؟**
– تذكير الناس بأن الأمور كلها بيد الله، وأنه يجب عليهم الإيمان والامتثال لأوامره دون انتظار آيات مادية.