-
المحتويات
- تفسير الآيات الأولى من سورة البقرة
- أهمية الإيمان بالغيب في الآيات الأولى من سورة البقرة
- دور الصلاة والزكاة في الآيات الأولى من سورة البقرة
- صفات المؤمنين في الآيات الأولى من سورة البقرة
- العلاقة بين الهداية والقرآن في الآيات الأولى من سورة البقرة
- مفهوم التقوى في الآيات الأولى من سورة البقرة
- الأسئلة الشائعة
“الم: هداية للمتقين، نور للباحثين عن الحق.”
تفسير الآيات الأولى من سورة البقرة
تعتبر سورة البقرة من أطول سور القرآن الكريم، وتحتوي على العديد من الأحكام والتوجيهات التي تهم المسلمين في حياتهم اليومية. تبدأ السورة بآيات تحمل في طياتها معاني عميقة ودروسًا قيمة. في هذا المقال، سنقوم بتفسير الآيات الأولى من سورة البقرة، مع التركيز على المعاني والدروس المستفادة منها.
تبدأ سورة البقرة بالحروف المقطعة “الم”، وهي حروف لا يعرف معناها على وجه التحديد إلا الله سبحانه وتعالى. وقد اختلف العلماء في تفسير هذه الحروف، فمنهم من قال إنها تشير إلى إعجاز القرآن الكريم، ومنهم من رأى أنها رموز تحمل معاني خاصة. بعد هذه الحروف، تأتي الآية الثانية التي تقول: “ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ”. تشير هذه الآية إلى أن القرآن الكريم هو الكتاب الذي لا شك فيه، وأنه هداية للمتقين، أي الذين يتقون الله ويخشونه.
ثم تأتي الآية الثالثة لتوضح صفات المتقين الذين يهتدون بالقرآن الكريم: “الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ”. تشير هذه الآية إلى أن المتقين هم الذين يؤمنون بالغيب، أي يؤمنون بما لا يرونه من أمور الدين مثل الله والملائكة واليوم الآخر. كما أنهم يقيمون الصلاة، أي يؤدونها بانتظام وخشوع، وينفقون مما رزقهم الله، سواء كان ذلك في الزكاة أو الصدقات.
الآية الرابعة تستمر في وصف المتقين: “وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ”. تشير هذه الآية إلى أن المتقين يؤمنون بما أنزل على النبي محمد صلى الله عليه وسلم من القرآن الكريم، وما أنزل من الكتب السماوية السابقة مثل التوراة والإنجيل. كما أنهم يوقنون بالآخرة، أي يؤمنون بيقين تام باليوم الآخر وما فيه من حساب وجزاء.
تأتي الآية الخامسة لتبين جزاء المتقين: “أُوْلَٰئِكَ عَلَىٰ هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ”. تشير هذه الآية إلى أن المتقين هم الذين يسيرون على هدى من ربهم، وأنهم هم الفائزون في الدنيا والآخرة. هذا الهدى هو الذي يقودهم إلى النجاح والفلاح في حياتهم الدنيوية والأخروية.
من خلال هذه الآيات، يمكننا أن نستخلص العديد من الدروس والعبر. أولاً، يجب علينا أن نؤمن بالقرآن الكريم ككتاب هداية لا شك فيه. ثانيًا، يجب أن نتحلى بصفات المتقين من إيمان بالغيب، وإقامة الصلاة، والإنفاق في سبيل الله. ثالثًا، يجب أن نؤمن بجميع الكتب السماوية والرسل الذين أرسلهم الله. وأخيرًا، يجب أن نوقن باليوم الآخر وما فيه من حساب وجزاء.
في الختام، يمكن القول إن الآيات الأولى من سورة البقرة تحمل في طياتها معاني عميقة ودروسًا قيمة للمسلمين. من خلال فهم هذه الآيات وتطبيق ما جاء فيها، يمكن للمسلمين أن يسيروا على هدى الله ويحققوا الفلاح في الدنيا والآخرة.
أهمية الإيمان بالغيب في الآيات الأولى من سورة البقرة
تعتبر الآيات الأولى من سورة البقرة من أهم الآيات في القرآن الكريم، حيث تضع الأسس الرئيسية للإيمان والتقوى. تبدأ السورة ببيان أن هذا الكتاب، القرآن، لا ريب فيه، وأنه هدى للمتقين. المتقون هم الذين يؤمنون بالغيب، ويقيمون الصلاة، ومما رزقهم الله ينفقون. هذه الآيات تبرز أهمية الإيمان بالغيب كأحد الركائز الأساسية للإيمان الإسلامي.
الإيمان بالغيب يشمل الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره. هذا الإيمان بالغيب هو ما يميز المؤمنين عن غيرهم، ويجعلهم يتبعون هدى الله ويعيشون حياتهم وفقًا لتعاليمه. الإيمان بالغيب يتطلب من المؤمنين الثقة الكاملة في الله وفي ما أنزله من وحي، حتى وإن لم يكن بإمكانهم رؤية أو لمس هذه الحقائق بأعينهم.
الآيات الأولى من سورة البقرة تؤكد على أن الإيمان بالغيب ليس مجرد اعتقاد نظري، بل هو جزء لا يتجزأ من حياة المؤمنين اليومية. فالإيمان بالغيب يدفع المؤمنين إلى إقامة الصلاة، وهي الركن الثاني من أركان الإسلام، وإلى الإنفاق مما رزقهم الله، وهو تعبير عن الشكر والامتنان لله على نعمه. الصلاة والإنفاق هما من الأعمال التي تعكس الإيمان الحقيقي بالغيب، وتظهر التزام المؤمنين بتعاليم دينهم.
علاوة على ذلك، الإيمان بالغيب يعزز من قوة الروابط الاجتماعية بين المؤمنين. عندما يؤمن الناس بالغيب، يصبح لديهم شعور بالمسؤولية تجاه بعضهم البعض، ويشعرون بأنهم جزء من مجتمع أكبر يتشارك نفس القيم والمعتقدات. هذا الشعور بالانتماء يعزز من التضامن والتعاون بين أفراد المجتمع، ويجعلهم يعملون معًا لتحقيق الخير والعدل.
الإيمان بالغيب أيضًا يمنح المؤمنين القوة والصبر في مواجهة التحديات والصعوبات. عندما يؤمن الإنسان بأن هناك حكمة إلهية وراء كل ما يحدث، وأن الله هو الذي يدبر الأمور، يصبح أكثر قدرة على التحمل والصبر. هذا الإيمان يمنح المؤمنين الأمل والطمأنينة، ويجعلهم يتطلعون إلى المستقبل بثقة وتفاؤل.
من الجدير بالذكر أن الإيمان بالغيب ليس مقتصرًا على الأمور الدينية فقط، بل يمتد ليشمل كل جوانب الحياة. فالإيمان بالغيب يعزز من قدرة الإنسان على التفكير العميق والتأمل في الكون والحياة. هذا التأمل يقود الإنسان إلى اكتشاف الحقائق العلمية والفلسفية، ويجعله يسعى لفهم العالم من حوله بشكل أفضل.
في الختام، يمكن القول إن الآيات الأولى من سورة البقرة تبرز أهمية الإيمان بالغيب كركيزة أساسية للإيمان الإسلامي. هذا الإيمان ليس مجرد اعتقاد نظري، بل هو جزء لا يتجزأ من حياة المؤمنين اليومية، ويعزز من قوة الروابط الاجتماعية، ويمنح المؤمنين القوة والصبر في مواجهة التحديات. الإيمان بالغيب يعزز من قدرة الإنسان على التفكير العميق والتأمل، ويجعله يسعى لفهم العالم من حوله بشكل أفضل. هذه الآيات تذكرنا بأهمية الثقة في الله وفي ما أنزله من وحي، وتحثنا على الالتزام بتعاليم ديننا في كل جوانب حياتنا.
دور الصلاة والزكاة في الآيات الأولى من سورة البقرة
تعتبر الآيات الأولى من سورة البقرة من أهم الآيات في القرآن الكريم، حيث تحتوي على توجيهات وإرشادات أساسية للمسلمين في حياتهم اليومية. من بين هذه التوجيهات، يبرز دور الصلاة والزكاة كركنين أساسيين من أركان الإسلام، وهما من العبادات التي تؤكد على العلاقة بين العبد وربه، وكذلك على العلاقة بين الفرد والمجتمع.
تبدأ سورة البقرة بآيات تتحدث عن الكتاب الذي لا ريب فيه، هدى للمتقين. تشير هذه الآيات إلى أن القرآن الكريم هو مصدر الهداية للمؤمنين الذين يتقون الله. ومن صفات هؤلاء المتقين أنهم يؤمنون بالغيب، ويقيمون الصلاة، ومما رزقهم الله ينفقون. هنا، نجد أن الصلاة والزكاة تأتيان في مقدمة الصفات التي تميز المؤمنين المتقين.
الصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام، وهي العبادة التي تربط المسلم بربه خمس مرات في اليوم. من خلال الصلاة، يتوجه المسلم إلى الله بالدعاء والتسبيح والذكر، مما يعزز من تقواه وإيمانه. الصلاة ليست مجرد حركات جسدية، بل هي وسيلة للتواصل الروحي مع الله، وتذكير دائم للمسلم بواجبه تجاه خالقه. في الآيات الأولى من سورة البقرة، نجد أن إقامة الصلاة تأتي كأول صفة للمتقين، مما يدل على أهميتها الكبيرة في حياة المسلم.
أما الزكاة، فهي الركن الثالث من أركان الإسلام، وهي فريضة مالية تهدف إلى تحقيق العدالة الاجتماعية والتكافل بين أفراد المجتمع. الزكاة ليست مجرد صدقة تطوعية، بل هي واجب شرعي على كل مسلم يمتلك النصاب المحدد. من خلال الزكاة، يتم توزيع الثروة بشكل عادل، مما يساعد في تقليل الفجوة بين الأغنياء والفقراء. في الآيات الأولى من سورة البقرة، نجد أن الإنفاق مما رزقهم الله يأتي كصفة ثانية للمتقين، مما يعكس أهمية الزكاة في تحقيق التوازن الاجتماعي والاقتصادي.
تتجلى العلاقة بين الصلاة والزكاة في أن كلاهما يعزز من تقوى المسلم ويقربه من الله. الصلاة تركز على الجانب الروحي والعبادي، بينما تركز الزكاة على الجانب الاجتماعي والاقتصادي. من خلال الجمع بين هاتين العبادتين، يتمكن المسلم من تحقيق التوازن بين واجباته الدينية وواجباته الاجتماعية. هذا التوازن هو ما يسعى الإسلام إلى تحقيقه في حياة المسلم، حيث لا يمكن فصل العبادة عن العمل الصالح، ولا يمكن تحقيق التقوى دون الاهتمام بحقوق الآخرين.
علاوة على ذلك، تعكس الآيات الأولى من سورة البقرة أن الإيمان ليس مجرد اعتقاد قلبي، بل هو عمل وسلوك يظهر في حياة المسلم اليومية. الإيمان بالغيب، إقامة الصلاة، والإنفاق مما رزقهم الله هي أمثلة على الأعمال التي تعبر عن الإيمان الحقيقي. هذه الأعمال ليست مجرد واجبات دينية، بل هي وسائل لتحقيق السعادة والرضا في الدنيا والآخرة.
في الختام، يمكن القول إن الآيات الأولى من سورة البقرة تبرز دور الصلاة والزكاة كركنين أساسيين في حياة المسلم. من خلال هاتين العبادتين، يتمكن المسلم من تحقيق التوازن بين علاقته بربه وعلاقته بالمجتمع. الصلاة والزكاة ليستا مجرد واجبات دينية، بل هما وسائل لتحقيق التقوى والعدالة الاجتماعية، مما يعكس القيم الأساسية التي يدعو إليها الإسلام.
صفات المؤمنين في الآيات الأولى من سورة البقرة
تعتبر سورة البقرة من أطول سور القرآن الكريم، وتحتوي على العديد من الآيات التي تتناول مواضيع متنوعة تتعلق بالعقيدة والشريعة والأخلاق. في الآيات الأولى من هذه السورة، نجد وصفًا دقيقًا لصفات المؤمنين، مما يعكس أهمية هذه الصفات في بناء مجتمع إسلامي قوي ومتماسك. تبدأ السورة بالحروف المقطعة “الم”، وهي من الأسرار الإلهية التي لم يُفسر معناها بشكل قاطع، ولكنها تشير إلى إعجاز القرآن الكريم.
تتبع هذه الحروف المقطعة آية تشير إلى أن هذا الكتاب، أي القرآن، لا ريب فيه، وهو هدى للمتقين. المتقون هم الذين يتقون الله ويخشونه، ويعملون بما أمرهم به، ويجتنبون ما نهاهم عنه. هذه الفئة من الناس هي التي تستفيد من هداية القرآن الكريم، وتجد فيه النور الذي يرشدها في حياتها اليومية. من هنا، يمكننا أن نستنتج أن الإيمان والتقوى هما الأساس الذي يبنى عليه فهم القرآن والعمل به.
تصف الآيات التالية صفات المؤمنين بشكل أكثر تفصيلًا. أولى هذه الصفات هي الإيمان بالغيب. الإيمان بالغيب يعني التصديق بما لا يُرى ولا يُحس، مثل الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر. هذا الإيمان بالغيب يعكس ثقة المؤمنين في الله وفي وعوده، ويجعلهم يعيشون حياتهم بناءً على هذه الثقة. الإيمان بالغيب هو ما يميز المؤمنين عن غيرهم، ويجعلهم قادرين على مواجهة التحديات والصعاب بثبات ويقين.
الصفة الثانية التي تذكرها الآيات هي إقامة الصلاة. الصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام، وهي وسيلة التواصل المباشر بين العبد وربه. إقامة الصلاة تعني أداؤها في أوقاتها المحددة، وبالخشوع المطلوب، وبالطريقة التي علمنا إياها النبي محمد صلى الله عليه وسلم. الصلاة ليست مجرد حركات وأقوال، بل هي عبادة قلبية وروحية تعزز علاقة المؤمن بربه، وتجعله يشعر بالسكينة والطمأنينة.
الصفة الثالثة هي الإنفاق مما رزقهم الله. الإنفاق في سبيل الله يشمل الزكاة والصدقات وأي نوع من أنواع العطاء الذي يهدف إلى مساعدة الآخرين وتخفيف معاناتهم. هذا الإنفاق يعكس روح التضامن والتكافل الاجتماعي في المجتمع الإسلامي، ويعزز من روابط المحبة والأخوة بين أفراده. المؤمنون يدركون أن ما يملكونه هو من رزق الله، وأنهم مستخلفون فيه، ولذلك يحرصون على استخدامه فيما يرضي الله وينفع الناس.
الصفة الرابعة هي الإيمان بما أنزل على النبي محمد صلى الله عليه وسلم وما أنزل من قبله. هذا الإيمان يشمل التصديق بكل الكتب السماوية والرسل الذين أرسلهم الله لهداية البشرية. هذا يعكس شمولية الإيمان الإسلامي واحترامه لجميع الرسالات السماوية، ويعزز من روح التسامح والتعايش بين الأديان.
الصفة الخامسة والأخيرة هي اليقين بالآخرة. الإيمان باليوم الآخر هو ما يدفع المؤمنين للعمل الصالح والابتعاد عن المعاصي، لأنهم يدركون أن هناك حسابًا وجزاءً ينتظرهم بعد الموت. هذا اليقين يجعلهم يعيشون حياتهم بوعي ومسؤولية، ويحرصون على أن تكون أعمالهم خالصة لوجه الله.
في الختام، يمكن القول إن صفات المؤمنين التي وردت في الآيات الأولى من سورة البقرة تشكل أساسًا قويًا لبناء شخصية إسلامية متكاملة. هذه الصفات تعزز من علاقة المؤمن بربه، وتجعله عضوًا فاعلًا في مجتمعه، يسعى للخير والصلاح في كل ما يقوم به.
العلاقة بين الهداية والقرآن في الآيات الأولى من سورة البقرة
تعتبر الآيات الأولى من سورة البقرة من أهم الآيات في القرآن الكريم، حيث تبرز العلاقة الوثيقة بين الهداية والقرآن. تبدأ السورة بالحروف المقطعة “الم”، وهي حروف لا يعلم معناها إلا الله، مما يضفي على النص القرآني هالة من القدسية والغموض. بعد ذلك، تأتي الآية الثانية لتؤكد أن هذا الكتاب، أي القرآن، لا ريب فيه، وهو هدى للمتقين. هذه العبارة تضع الأساس لفهم العلاقة بين الهداية والقرآن، حيث يُقدَّم القرآن كمرشد لا يضل من يتبعه.
الهداية في القرآن ليست مجرد إرشاد نظري، بل هي توجيه عملي يتطلب من المؤمنين الالتزام بتعاليمه. الآيات تشير إلى أن الهداية هي نعمة من الله تُمنح للمتقين، وهم الذين يؤمنون بالغيب، ويقيمون الصلاة، وينفقون مما رزقهم الله. هذه الصفات الثلاثة تُظهر أن الهداية ليست مجرد اعتقاد داخلي، بل هي ممارسة عملية تتجلى في أفعال المؤمنين. الإيمان بالغيب يعكس الثقة في الله وفي ما لا يُرى، بينما إقامة الصلاة تعبر عن الالتزام بالعبادة، والإنفاق مما رزقهم الله يعكس العطاء والإحسان.
الآيات تواصل توضيح أن الهداية ليست مقتصرة على المسلمين فقط، بل تشمل أيضًا الذين يؤمنون بما أُنزل إلى النبي محمد وما أُنزل من قبله. هذا يشير إلى أن الهداية هي مفهوم شامل يتجاوز الحدود الدينية والجغرافية، ويعزز فكرة الوحدة بين الأديان السماوية. القرآن يُقدَّم هنا ككتاب جامع، يحتوي على الهداية لكل من يسعى إليها بصدق وإخلاص.
علاوة على ذلك، تُظهر الآيات أن الهداية ليست مجرد مسألة اختيارية، بل هي ضرورة لتحقيق النجاح في الدنيا والآخرة. الذين يتبعون الهداية هم الذين يفلحون، وهذا الفلاح ليس مقتصرًا على النجاح المادي، بل يشمل أيضًا السلام الداخلي والرضا الروحي. الهداية تُقدَّم كطريق يؤدي إلى السعادة الحقيقية، وهي السعادة التي لا تُقاس بالمقاييس الدنيوية فقط، بل تتجاوزها إلى الأبعاد الروحية والأخروية.
من الجدير بالذكر أن الهداية في القرآن ليست ثابتة، بل هي عملية مستمرة تتطلب من المؤمنين التجديد والتأكيد على إيمانهم وأعمالهم الصالحة. القرآن يُقدَّم كمرجع دائم يمكن العودة إليه في كل الأوقات للحصول على الهداية والإرشاد. هذا يعزز فكرة أن الهداية ليست حالة نهائية يصل إليها الإنسان، بل هي رحلة مستمرة تتطلب الجهد والمثابرة.
في الختام، تُظهر الآيات الأولى من سورة البقرة العلاقة العميقة بين الهداية والقرآن، حيث يُقدَّم القرآن كمرشد لا يضل من يتبعه، والهداية كنعمة تُمنح للمتقين الذين يلتزمون بتعاليمه. هذه العلاقة تُبرز أهمية القرآن ككتاب جامع يحتوي على الهداية لكل من يسعى إليها بصدق وإخلاص، وتؤكد أن الهداية هي ضرورة لتحقيق النجاح والسعادة في الدنيا والآخرة. الهداية في القرآن ليست مجرد إرشاد نظري، بل هي توجيه عملي يتطلب من المؤمنين الالتزام بتعاليمه والعمل بها في حياتهم اليومية.
مفهوم التقوى في الآيات الأولى من سورة البقرة
تعتبر الآيات الأولى من سورة البقرة من أهم الآيات في القرآن الكريم، حيث تقدم توجيهات إلهية تتعلق بمفهوم التقوى وأهميتها في حياة المؤمنين. تبدأ السورة بالحروف المقطعة “الم”، وهي من الأسرار الإلهية التي لم يُفسر معناها بشكل قاطع، مما يضفي على النص القرآني هالة من القدسية والغموض. بعد ذلك، تأتي الآيات لتؤكد على أن هذا الكتاب، القرآن الكريم، لا ريب فيه، وأنه هدى للمتقين. هذه العبارة تضع الأساس لفهم العلاقة بين القرآن والتقوى، حيث يُعتبر القرآن دليلاً وإرشاداً لمن يتقون الله.
التقوى، في السياق القرآني، تعني الخشية من الله والالتزام بأوامره واجتناب نواهيه. الآيات تشير إلى أن المتقين هم الذين يؤمنون بالغيب، ويقيمون الصلاة، وينفقون مما رزقهم الله. الإيمان بالغيب يشمل الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وهو ما يعكس عمق الإيمان الذي يجب أن يتحلى به المؤمن. إقامة الصلاة تعني الالتزام بالعبادات اليومية التي تُعدّ من أهم مظاهر التقوى، حيث تُعزز العلاقة بين العبد وربه. أما الإنفاق مما رزقهم الله، فيشير إلى البذل والعطاء في سبيل الله، وهو ما يعكس روح التضامن والتكافل الاجتماعي.
الآيات تواصل توضيح صفات المتقين بالإشارة إلى أنهم يؤمنون بما أُنزل على النبي محمد صلى الله عليه وسلم وما أُنزل من قبله، مما يعكس شمولية الإيمان الذي لا يقتصر على رسالة واحدة بل يمتد ليشمل جميع الرسالات السماوية. هذا الإيمان الشامل يعزز من وحدة الأمة الإسلامية ويؤكد على أن الدين عند الله هو الإسلام، بمعناه الواسع الذي يشمل جميع الرسالات السماوية.
من خلال هذه الصفات، يتضح أن التقوى ليست مجرد شعور داخلي بل هي سلوك عملي يتجلى في حياة المؤمن اليومية. هذا السلوك يشمل الالتزام بالعبادات، الإيمان بالغيب، والإنفاق في سبيل الله، مما يعكس توازنًا بين الجوانب الروحية والمادية في حياة الإنسان. الآيات تؤكد أن هؤلاء المتقين هم على هدى من ربهم، وأنهم هم المفلحون، مما يعني أن التقوى هي السبيل إلى الفلاح والنجاح في الدنيا والآخرة.
الانتقال من الحديث عن صفات المتقين إلى التأكيد على أنهم هم المفلحون يعزز من أهمية التقوى كقيمة أساسية في الإسلام. الفلاح هنا لا يقتصر على النجاح المادي بل يشمل النجاح الروحي والأخلاقي، مما يعكس شمولية مفهوم الفلاح في الإسلام. هذا الفلاح هو نتيجة طبيعية للالتزام بالتقوى، حيث يُعتبر المتقون هم الذين يسيرون على هدى الله ويعيشون حياتهم وفقًا لتعاليمه.
في الختام، يمكن القول إن الآيات الأولى من سورة البقرة تقدم لنا مفهومًا شاملاً للتقوى، يتجاوز الشعور الداخلي ليشمل السلوك العملي والالتزام بتعاليم الدين. هذا المفهوم يعزز من أهمية القرآن كدليل وإرشاد للمتقين، ويؤكد على أن التقوى هي السبيل إلى الفلاح في الدنيا والآخرة. من خلال هذه الآيات، يتضح أن التقوى هي جوهر الدين الإسلامي وأساس العلاقة بين العبد وربه، مما يجعلها قيمة أساسية يجب أن يسعى كل مؤمن لتحقيقها في حياته اليومية.
الأسئلة الشائعة
1. **س: ما هي السورة التي تبدأ بآية “الم”؟**
**ج: سورة البقرة.**
2. **س: ماذا تعني “الم” في بداية سورة البقرة؟**
**ج: هي حروف مقطعة، والله أعلم بمرادها.**
3. **س: ما هو الكتاب الذي لا ريب فيه كما ورد في الآية الثانية من سورة البقرة؟**
**ج: القرآن الكريم.**
4. **س: لمن هدى القرآن الكريم كما ذكر في الآية الثانية من سورة البقرة؟**
**ج: للمتقين.**
5. **س: ما هي صفات المتقين كما وردت في الآيات الأولى من سورة البقرة؟**
**ج: يؤمنون بالغيب، ويقيمون الصلاة، ومما رزقهم الله ينفقون.**
6. **س: ماذا يعني الإيمان بالغيب كما ورد في الآيات الأولى من سورة البقرة؟**
**ج: الإيمان بما لا يُرى ولا يُدرك بالحواس، مثل الإيمان بالله والملائكة والآخرة.**