“فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ”

تفسير أواخر سورة البقرة

تعتبر أواخر سورة البقرة من الآيات القرآنية التي تحمل في طياتها معاني عظيمة ودروسًا قيمة للمسلمين. تبدأ هذه الآيات من قوله تعالى: “لله ما في السماوات وما في الأرض وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله على كل شيء قدير” (البقرة: 284). هذه الآية تذكر المؤمنين بقدرة الله المطلقة وعلمه الشامل بكل ما في السماوات والأرض، سواء كان ظاهرًا أو خفيًا. كما تؤكد على أن الله سيحاسب الناس على ما في قلوبهم، مما يدعو المؤمنين إلى تطهير نواياهم وأفكارهم.

تنتقل الآيات بعد ذلك إلى الدعاء الذي يعبر عن التواضع والخضوع لله، حيث يقول الله تعالى: “آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير” (البقرة: 285). هذه الآية تبرز إيمان الرسول والمؤمنين بكل ما أنزل الله من كتب ورسالات، وتؤكد على وحدة الرسالات السماوية. كما تعبر عن الطاعة الكاملة لله والاستغفار منه، مما يعكس روح التواضع والاعتراف بالخطأ.

ثم تأتي الآية التي تليها لتطمئن المؤمنين بأن الله لا يكلف نفسًا إلا وسعها، حيث يقول الله تعالى: “لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا إصرًا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين” (البقرة: 286). هذه الآية تحمل في طياتها رسالة رحمة وتيسير من الله، حيث يبين أنه لا يكلف الإنسان بما يفوق طاقته. كما تتضمن دعاءً لله بعدم مؤاخذة المؤمنين على النسيان أو الخطأ غير المقصود، وعدم تحميلهم أعباءً ثقيلة كما حملت الأمم السابقة. وتختتم الآية بالدعاء لله بالعفو والمغفرة والرحمة والنصر على الأعداء.

من خلال هذه الآيات، يمكن للمؤمنين أن يستخلصوا العديد من الدروس والعبر. أولاً، يجب أن يكون لديهم إيمان راسخ بقدرة الله وعلمه الشامل، مما يدفعهم إلى مراقبة نواياهم وأفعالهم. ثانيًا، يجب أن يكون لديهم إيمان بوحدة الرسالات السماوية والطاعة الكاملة لله، مما يعزز من روح الوحدة والتضامن بين المؤمنين. ثالثًا، يجب أن يدركوا رحمة الله وتيسيره، مما يمنحهم الأمل والثقة في مواجهة التحديات والصعوبات.

في الختام، تعتبر أواخر سورة البقرة من الآيات التي تحمل معاني عميقة ودروسًا قيمة للمؤمنين. من خلال التأمل في هذه الآيات، يمكن للمؤمنين أن يعززوا من إيمانهم ويستمدوا القوة والأمل في حياتهم اليومية. إن فهم هذه الآيات وتطبيق معانيها في الحياة اليومية يمكن أن يكون له تأثير كبير على تحسين العلاقة بين الإنسان وربه، وبين الإنسان وأخيه الإنسان.

فوائد قراءة أواخر سورة البقرة

تعتبر سورة البقرة من أطول سور القرآن الكريم، وتحتوي على العديد من الآيات التي تحمل في طياتها معاني عظيمة وفوائد جمة. من بين هذه الآيات، تبرز أواخر سورة البقرة التي تحظى بمكانة خاصة في قلوب المسلمين. تتضمن هذه الآيات الأخيرة من السورة فوائد روحية ونفسية عظيمة، تجعل من قراءتها عملاً ذا قيمة كبيرة في حياة المسلم اليومية.

أولاً، من الفوائد الروحية لقراءة أواخر سورة البقرة أنها تعتبر حصناً منيعاً ضد الشياطين والشرور. فقد ورد في الأحاديث النبوية أن من قرأ هاتين الآيتين في ليلة كفته، مما يعني أن الله يحفظه من الشرور والمكائد التي قد يتعرض لها. هذا الشعور بالأمان والطمأنينة يعزز من إيمان المسلم ويجعله يشعر بقرب الله وحمايته الدائمة.

ثانياً، تحتوي أواخر سورة البقرة على دعاء جامع وشامل، يعبر عن التوكل على الله والاعتماد عليه في كل الأمور. هذا الدعاء يعزز من روح التفاؤل والأمل في نفوس المسلمين، حيث يطلبون من الله العون والمغفرة والهداية. إن قراءة هذه الآيات بانتظام تذكر المسلم بأهمية الدعاء والتضرع إلى الله، مما يعزز من علاقته الروحية بربه.

علاوة على ذلك، فإن قراءة أواخر سورة البقرة تساهم في تهدئة النفس وتخفيف القلق والتوتر. في عالمنا المعاصر، يعاني الكثير من الناس من ضغوط الحياة اليومية والمشاكل النفسية. إن قراءة هذه الآيات بتدبر وتأمل تساعد في تهدئة النفس وإحساس المسلم بالسكينة والراحة. هذا التأثير النفسي الإيجابي يعزز من الصحة النفسية ويجعل المسلم أكثر قدرة على مواجهة تحديات الحياة بثبات وإيمان.

بالإضافة إلى الفوائد الروحية والنفسية، فإن قراءة أواخر سورة البقرة تعزز من الفهم العميق لمعاني القرآن الكريم. تحتوي هذه الآيات على معانٍ عميقة تتعلق بالإيمان والتوكل على الله والاعتراف بقدرة الله المطلقة. إن تدبر هذه المعاني يساعد المسلم على فهم دينه بشكل أعمق ويجعله أكثر وعيًا بمسؤولياته الدينية والأخلاقية.

من الجدير بالذكر أن قراءة أواخر سورة البقرة ليست مقتصرة على أوقات معينة، بل يمكن قراءتها في أي وقت من اليوم. هذا يجعل من السهل على المسلم أن يدمج هذه العادة في حياته اليومية، مما يعزز من الفوائد الروحية والنفسية التي يحصل عليها. إن الاستمرار في قراءة هذه الآيات بانتظام يعزز من الإيمان ويجعل المسلم أكثر قربًا من الله.

في الختام، يمكن القول إن قراءة أواخر سورة البقرة تحمل في طياتها فوائد عظيمة لا تقتصر على الجانب الروحي فحسب، بل تمتد لتشمل الجوانب النفسية والفكرية. إن هذه الآيات تعتبر كنزًا من كنوز القرآن الكريم، وتستحق أن تكون جزءًا من حياة كل مسلم يسعى إلى تعزيز إيمانه وتقوية علاقته بربه. إن الفوائد المتعددة التي يحصل عليها المسلم من قراءة هذه الآيات تجعلها عملاً ذا قيمة كبيرة يستحق الاهتمام والمداومة.

أحكام فقهية مستنبطة من أواخر سورة البقرة

تعتبر أواخر سورة البقرة من الآيات القرآنية التي تحمل في طياتها العديد من الأحكام الفقهية الهامة، والتي يستنبط منها العلماء والفقهاء قواعد شرعية تفصيلية. تبدأ هذه الآيات من قوله تعالى: “لله ما في السماوات وما في الأرض وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله على كل شيء قدير” (البقرة: 284). هذه الآية تؤكد على شمولية علم الله وقدرته على محاسبة الإنسان على ما يخفيه في نفسه، مما يبرز أهمية النية في الأعمال الشرعية.

ثم تأتي الآية التي تليها لتوضح أهمية الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، حيث يقول الله تعالى: “آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير” (البقرة: 285). هذه الآية تبرز أهمية الإيمان الشامل بكل ما أنزل الله، وتؤكد على الطاعة والامتثال لأوامر الله، مما يشكل قاعدة أساسية في الفقه الإسلامي.

الآية الأخيرة من سورة البقرة، والتي يقول فيها الله تعالى: “لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين” (البقرة: 286)، تحمل في طياتها العديد من الأحكام الفقهية الهامة. أولاً، تؤكد هذه الآية على مبدأ التيسير في الشريعة الإسلامية، حيث لا يكلف الله نفساً إلا وسعها، مما يعني أن الأحكام الشرعية تأخذ بعين الاعتبار قدرة الإنسان واستطاعته.

ثانياً، تبرز هذه الآية أهمية الدعاء والاستغفار، حيث يدعو المؤمنون الله بأن لا يؤاخذهم إن نسوا أو أخطأوا، مما يشير إلى أن النسيان والخطأ غير المتعمد لا يؤاخذ عليهما الإنسان في الشريعة الإسلامية. هذا المبدأ ينعكس في العديد من الأحكام الفقهية التي تعفي الإنسان من المسؤولية في حالات النسيان أو الخطأ غير المتعمد.

ثالثاً، تشير الآية إلى ضرورة التخفيف عن المؤمنين وعدم تحميلهم ما لا طاقة لهم به، مما يعكس مبدأ التخفيف والتيسير في الشريعة الإسلامية. هذا المبدأ يتجلى في العديد من الأحكام الفقهية التي تراعي ظروف الإنسان وقدرته، مثل الرخص الشرعية في الصلاة والصيام للمريض والمسافر.

أخيراً، تبرز الآية أهمية الاستعانة بالله وطلب نصره على الأعداء، مما يعكس مبدأ الاعتماد على الله والتوكل عليه في جميع الأمور. هذا المبدأ يتجلى في العديد من الأحكام الفقهية التي تشجع على الدعاء والاستغفار والاعتماد على الله في كل الأمور.

بالتالي، يمكن القول إن أواخر سورة البقرة تحمل في طياتها العديد من الأحكام الفقهية الهامة التي تشكل أساساً للعديد من القواعد الشرعية في الإسلام. هذه الأحكام تعكس مبدأ التيسير والتخفيف، وتؤكد على أهمية النية والطاعة والاستغفار، مما يجعلها جزءاً أساسياً من الفقه الإسلامي.

تأثير أواخر سورة البقرة على النفس

تعتبر أواخر سورة البقرة من الآيات القرآنية التي تحمل في طياتها معاني عميقة وتأثيرات روحية ونفسية كبيرة على المؤمنين. تتضمن هذه الآيات، التي تبدأ من الآية 284 وتنتهي بالآية 286، رسائل إيمانية قوية تتعلق بالتوحيد، والتوكل على الله، والاعتراف بقدرة الله المطلقة، والطلب من الله الرحمة والمغفرة. إن قراءة هذه الآيات وتدبر معانيها يمكن أن يكون له تأثير كبير على النفس البشرية، مما يعزز الإيمان ويقوي الروح.

أولاً، تتناول الآية 284 من سورة البقرة مفهوم علم الله الشامل وقدرته على معرفة كل شيء، سواء كان ظاهراً أو باطناً. هذا الإدراك يعزز في النفس الشعور بالطمأنينة والراحة، حيث يدرك المؤمن أن الله مطلع على كل ما يجري في حياته، وأنه لا يخفى عليه شيء. هذا الوعي يمكن أن يساعد في تقليل القلق والتوتر، حيث يشعر الإنسان بأنه ليس وحيداً في مواجهة تحديات الحياة، بل هناك قوة عليا تراقب وتدبر كل شيء بحكمة وعدل.

ثم تأتي الآية 285 لتؤكد على أهمية الإيمان بالرسل والكتب السماوية، وتذكر أن المؤمنين يؤمنون بكل ما أنزل إليهم من ربهم دون تفريق بين أحد من رسله. هذا التذكير يعزز الوحدة والتضامن بين المؤمنين، ويشجع على التسامح والتعايش السلمي بين الأديان المختلفة. إن هذا الشعور بالوحدة والتضامن يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على النفس، حيث يشعر الإنسان بأنه جزء من مجتمع أكبر يتشارك معه نفس القيم والمبادئ.

أما الآية 286، فهي تعتبر من أكثر الآيات تأثيراً على النفس، حيث تتضمن دعاءً يطلب فيه المؤمنون من الله ألا يحملهم ما لا طاقة لهم به، وأن يغفر لهم ويرحمهم. هذا الدعاء يعكس التواضع والاعتراف بضعف الإنسان وحاجته المستمرة إلى رحمة الله ومغفرته. إن تكرار هذا الدعاء يمكن أن يكون له تأثير مهدئ على النفس، حيث يشعر الإنسان بأنه يمكنه اللجوء إلى الله في كل الأوقات، وأن الله رحيم وغفور وسيستجيب لدعائه.

علاوة على ذلك، فإن هذه الآيات تذكر المؤمنين بأهمية التوكل على الله والاعتماد عليه في كل الأمور. إن التوكل على الله يعزز الثقة بالنفس ويقلل من الشعور بالقلق والخوف من المستقبل. عندما يدرك الإنسان أن الله هو المدبر لكل شيء، وأنه لن يتركه وحيداً في مواجهة الصعاب، فإن هذا الإدراك يمكن أن يكون له تأثير إيجابي كبير على الصحة النفسية والعاطفية.

في الختام، يمكن القول إن أواخر سورة البقرة تحمل في طياتها معاني عميقة وتأثيرات روحية ونفسية كبيرة على المؤمنين. إن قراءة هذه الآيات وتدبر معانيها يمكن أن يعزز الإيمان، ويقوي الروح، ويمنح النفس الطمأنينة والراحة. إن هذه الآيات تذكرنا بأهمية التوكل على الله، والاعتراف بضعف الإنسان وحاجته المستمرة إلى رحمة الله ومغفرته، مما يمكن أن يكون له تأثير إيجابي كبير على الصحة النفسية والعاطفية.

قصص وأحاديث عن أواخر سورة البقرة

تعتبر أواخر سورة البقرة من الآيات القرآنية التي تحمل في طياتها معاني عظيمة وأهمية كبيرة في حياة المسلمين. تتضمن هذه الآيات الكريمة دعاءً وتوجيهات إلهية تساهم في تعزيز الإيمان وتقوية العلاقة بين العبد وربه. وقد وردت العديد من القصص والأحاديث النبوية التي تسلط الضوء على فضل هذه الآيات وأثرها في حياة المؤمنين.

من بين الأحاديث النبوية التي تناولت فضل أواخر سورة البقرة، ما رواه الإمام مسلم في صحيحه عن أبي مسعود البدري رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه”. يُفهم من هذا الحديث أن قراءة هاتين الآيتين تكفي المسلم من كل شر وتحميه من الأذى، مما يعكس أهمية هذه الآيات في حياة المؤمنين اليومية.

كما ورد في صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “لا تجعلوا بيوتكم مقابر، إن الشيطان ينفر من البيت الذي تُقرأ فيه سورة البقرة”. يُشير هذا الحديث إلى أن قراءة سورة البقرة، وخاصة أواخرها، تساهم في طرد الشياطين من البيوت وجعلها مكانًا مباركًا وآمنًا. هذا يعزز من أهمية تلاوة القرآن الكريم بصفة عامة وأواخر سورة البقرة بصفة خاصة في حياة المسلمين.

إضافة إلى ذلك، هناك قصة مشهورة عن الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، الذي كان يحرص على قراءة أواخر سورة البقرة قبل النوم. يُروى أنه كان يقول: “من قرأ هاتين الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه”، مما يدل على أن الصحابة كانوا يدركون فضل هذه الآيات ويحرصون على تلاوتها بانتظام.

تتضمن أواخر سورة البقرة آيات تحمل معاني عميقة وتوجيهات إلهية مهمة. تبدأ هذه الآيات بقوله تعالى: “لله ما في السماوات وما في الأرض وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله على كل شيء قدير”. هذه الآية تذكر المؤمنين بقدرة الله المطلقة وعلمه الشامل بكل ما في السماوات والأرض، مما يعزز من تقوى المؤمنين وخشيتهم لله.

ثم تأتي الآية التي تُعرف بآية الكرسي، وهي من أعظم آيات القرآن الكريم: “آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير”. هذه الآية تؤكد على إيمان الرسول والمؤمنين بالله وملائكته وكتبه ورسله، وتحث على الطاعة والاستغفار.

تختتم أواخر سورة البقرة بالدعاء الجميل الذي يعبر عن التوكل على الله والاعتماد عليه: “ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا إصراً كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين”. هذا الدعاء يعكس التواضع والخضوع لله، ويطلب من الله العفو والمغفرة والرحمة والنصر.

في الختام، يمكن القول إن أواخر سورة البقرة تحمل في طياتها معاني عظيمة وتوجيهات إلهية مهمة، وقد وردت العديد من القصص والأحاديث التي تؤكد فضل هذه الآيات وأثرها في حياة المؤمنين. لذا، ينبغي على المسلمين الحرص على تلاوتها بانتظام والاستفادة من معانيها العميقة في تعزيز إيمانهم وتقوية علاقتهم بالله.

كيفية حفظ أواخر سورة البقرة

تعتبر أواخر سورة البقرة من الآيات القرآنية التي تحمل في طياتها معاني عظيمة وفوائد جمة للمسلمين. حفظ هذه الآيات يعد من الأعمال المستحبة التي يسعى إليها الكثير من المؤمنين، نظرًا لما تحتويه من بركات وحماية من الشرور. لذا، فإن تعلم كيفية حفظ أواخر سورة البقرة يتطلب اتباع خطوات منهجية تساعد على تحقيق هذا الهدف بسهولة ويسر.

أولاً، من الضروري أن يكون لدى الشخص نية صادقة وعزم قوي على حفظ هذه الآيات. النية الصادقة هي الأساس الذي يبنى عليه كل عمل صالح، وهي التي تدفع الإنسان للاستمرار والمثابرة حتى يحقق هدفه. بعد تحديد النية، يأتي دور التخطيط الجيد. يجب على الشخص أن يحدد وقتًا معينًا يوميًا لحفظ الآيات، ويفضل أن يكون هذا الوقت ثابتًا حتى يصبح جزءًا من الروتين اليومي.

ثانيًا، من المهم أن يبدأ الشخص بقراءة الآيات بتمعن وتدبر. الفهم العميق لمعاني الآيات يساعد على تثبيتها في الذاكرة. يمكن الاستعانة بتفاسير القرآن الكريم لفهم المعاني والمقاصد من كل آية. هذا الفهم يسهم في تعزيز الحفظ ويجعل الآيات أكثر وضوحًا في الذهن. بالإضافة إلى ذلك، يمكن الاستماع إلى تلاوة الآيات من قبل قراء متميزين، حيث يساعد الاستماع المتكرر على تثبيت النطق الصحيح وتحسين التلاوة.

ثالثًا، تقسيم الآيات إلى أجزاء صغيرة يسهل عملية الحفظ. يمكن للشخص أن يبدأ بحفظ آية واحدة أو جزء من آية في كل جلسة، ثم يكررها عدة مرات حتى يتقنها. بعد ذلك، يمكن الانتقال إلى الجزء التالي وربطه بالجزء السابق. هذه الطريقة التدريجية تساعد على تثبيت الحفظ وتجنب الشعور بالإرهاق أو الإحباط.

علاوة على ذلك، من المفيد استخدام وسائل مساعدة مثل الكتابة. كتابة الآيات بخط اليد تعزز الذاكرة البصرية وتساعد على تثبيت الحفظ. يمكن للشخص أن يكتب الآيات عدة مرات حتى يشعر بالثقة في حفظها. كما يمكن استخدام البطاقات التعليمية، حيث يكتب الآيات على بطاقات صغيرة ويقوم بمراجعتها بشكل دوري.

من الجوانب المهمة أيضًا، المراجعة المستمرة لما تم حفظه. الحفظ دون مراجعة قد يؤدي إلى نسيان الآيات بمرور الوقت. لذا، يجب تخصيص وقت يومي لمراجعة ما تم حفظه سابقًا، والتأكد من استمرارية الحفظ. يمكن استخدام أسلوب التكرار الدوري، حيث يتم مراجعة الآيات المحفوظة في فترات زمنية متباعدة مثل أسبوعيًا أو شهريًا.

أخيرًا، يمكن للشخص أن يستعين بشريك للحفظ، سواء كان صديقًا أو أحد أفراد العائلة. الحفظ الجماعي يعزز من روح المنافسة الإيجابية ويشجع على الاستمرار. يمكن للشريك أن يستمع إلى تلاوة الشخص ويصحح له الأخطاء، مما يسهم في تحسين الأداء وتثبيت الحفظ.

في الختام، حفظ أواخر سورة البقرة يتطلب الصبر والمثابرة، ولكنه يحمل في طياته فوائد عظيمة للمسلم. باتباع الخطوات المنهجية والتخطيط الجيد، يمكن للشخص أن يحقق هذا الهدف بسهولة ويسر، ويستفيد من بركات هذه الآيات الكريمة في حياته اليومية.

الأسئلة الشائعة

1. **س: ما هي الآية التي تتحدث عن عدم تكليف الله نفسًا إلا وسعها؟**
**ج: الآية هي “لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ۚ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ ۗ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ ۖ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا ۚ أَنتَ مَوْلَانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ” (البقرة: 286).**

2. **س: ما هي الآية التي تتحدث عن الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله؟**
**ج: الآية هي “آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ ۚ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ ۚ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۖ غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ” (البقرة: 285).**

3. **س: ما هي الآية التي تتحدث عن أن الله يعلم ما في السماوات وما في الأرض؟**
**ج: الآية هي “لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ وَإِن تُبْدُوا مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللَّهُ ۖ فَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ” (البقرة: 284).**

4. **س: ما هي الآية التي تتحدث عن أن الله لا يضيع أجر المحسنين؟**
**ج: الآية هي “وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ۖ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ” (البقرة: 281).**

5. **س: ما هي الآية التي تتحدث عن كتابة الدين إلى أجل مسمى؟**
**ج: الآية هي “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى فَاكْتُبُوهُ ۚ وَلْيَكْتُب بَّيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ ۚ وَلَا يَأْبَ كَاتِبٌ أَن يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللَّهُ ۚ فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلَا يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئًا ۚ فَإِن كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهًا أَوْ ضَعِيفًا أَوْ لَا يَسْتَطِيعُ أَن يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ ۚ وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِن رِّجَالِكُمْ ۖ فَإِن لَّمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّن تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَن تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَىٰ ۚ وَلَا يَأْبَ الشُّهَدَاءُ إِذَا مَا دُعُوا ۚ وَلَا تَسْأَمُوا أَن تَكْتُبُوهُ صَغِيرًا أَوْ كَبِيرًا إِلَىٰ أَجَلِهِ ۚ ذَٰلِكُمْ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ وَأَقْوَمُ لِلشَّهَادَةِ وَأَدْنَىٰ أَلَّا تَرْتَابُوا ۖ إِلَّا أَن تَكُونَ تِجَارَةً حَاضِرَةً تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَلَّا تَكْتُبُوهَا ۗ وَأَشْهِدُوا إِذَا تَبَايَعْتُمْ وَلَا يُضَارَّ كَاتِبٌ وَلَا شَهِيدٌ ۚ وَإِن تَفْعَلُوا فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ ۗ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ ۗ وَاللَّهُ بِك

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *