“آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير (285) لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين (286)”

تفسير اخر ٥ ايات من سورة البقرة

تعتبر الآيات الأخيرة من سورة البقرة من أكثر الآيات التي تحمل معاني عميقة ودروسًا قيمة في القرآن الكريم. تبدأ هذه الآيات من الآية 284 وتنتهي بالآية 286، وتتناول مواضيع متعددة تتعلق بالإيمان، المسؤولية، الدعاء، والتوبة. في هذه السطور، سنقوم بتفسير هذه الآيات الخمس الأخيرة من سورة البقرة، مع التركيز على المعاني والدروس المستفادة منها.

تبدأ الآية 284 بقوله تعالى: “لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ وَإِن تُبْدُوا مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللَّهُ ۖ فَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ”. هذه الآية تؤكد على شمولية علم الله وقدرته على محاسبة البشر على كل ما يفعلونه، سواء أكان ظاهرًا أم خفيًا. تعزز هذه الآية مفهوم المسؤولية الفردية، حيث أن الله يعلم ما في القلوب والنوايا، وبالتالي يجب على المؤمن أن يكون صادقًا مع نفسه ومع الله.

تنتقل الآية 285 لتؤكد على إيمان الرسول والمؤمنين بما أنزل إليهم من ربهم، حيث يقول الله تعالى: “آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ ۚ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ ۚ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۖ غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ”. هذه الآية تبرز أهمية الإيمان الشامل بكل ما جاء به الله من رسالات وكتب، وتؤكد على وحدة الرسالة الإلهية عبر التاريخ. كما تعكس هذه الآية التواضع والاستغفار من المؤمنين، حيث يعترفون بضعفهم ويطلبون مغفرة الله.

في الآية 286، يقول الله تعالى: “لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ۚ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ ۗ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ ۖ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا ۚ أَنتَ مَوْلَانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ”. هذه الآية تحمل رسالة رحمة وتيسير من الله، حيث يوضح أنه لا يكلف نفسًا إلا وسعها، مما يعني أن الله لا يفرض على الإنسان ما لا يستطيع تحمله. كما تتضمن هذه الآية دعاءً جامعًا يطلب فيه المؤمنون من الله العفو والمغفرة والرحمة والنصر على الأعداء.

من خلال هذه الآيات، يمكننا أن نستخلص عدة دروس مهمة. أولاً، يجب على المؤمن أن يكون واعيًا بمسؤوليته أمام الله، وأن يعلم أن الله مطلع على كل شيء. ثانيًا، الإيمان الشامل بكل ما أنزل الله من كتب ورسالات هو أساس العقيدة الإسلامية. ثالثًا، رحمة الله وتيسيره لعباده تظهر في عدم تكليفهم بما لا يستطيعون تحمله، مما يعزز الثقة والطمأنينة في قلوب المؤمنين. وأخيرًا، الدعاء والاستغفار هما وسيلتان مهمتان للتقرب إلى الله وطلب العون منه في مواجهة التحديات.

بهذا التفسير، نكون قد ألقينا الضوء على المعاني العميقة والدروس القيمة التي تحملها الآيات الخمس الأخيرة من سورة البقرة، والتي تشكل جزءًا مهمًا من الرسالة الإلهية للمؤمنين.

أهمية اخر ٥ ايات من سورة البقرة في حياة المسلم

تعتبر آخر خمس آيات من سورة البقرة من الآيات التي تحمل أهمية كبيرة في حياة المسلم، حيث تحتوي على معانٍ عميقة وتوجيهات إلهية تساهم في بناء شخصية المسلم وتقوية علاقته بالله. تبدأ هذه الآيات بالتأكيد على أن كل ما في السماوات والأرض هو ملك لله، مما يعزز مفهوم التوحيد ويذكر المسلم بأن الله هو المالك الحقيقي لكل شيء. هذا الفهم يعزز من تواضع المسلم ويجعله يدرك أن كل ما يملكه هو من فضل الله ورحمته.

تنتقل الآيات بعد ذلك إلى الحديث عن مسؤولية الإنسان وأهمية الإيمان والعمل الصالح. تشير الآيات إلى أن الله لا يكلف نفسًا إلا وسعها، مما يعكس رحمة الله وعدله في التعامل مع عباده. هذا المفهوم يبعث الطمأنينة في نفس المسلم، حيث يدرك أن الله لا يطلب منه ما يفوق طاقته، وأن كل ما يمر به من صعوبات وتحديات هو ضمن قدرته على التحمل والتغلب عليه. هذا الفهم يعزز من قوة الإرادة والصبر لدى المسلم، ويجعله أكثر استعدادًا لمواجهة التحديات بثقة وإيمان.

تتضمن الآيات أيضًا دعاءً جميلًا يعبر عن التواضع والاعتراف بضعف الإنسان أمام الله. يطلب المسلم من الله أن لا يؤاخذه إن نسي أو أخطأ، وأن لا يحمل عليه إصرًا كما حمله على الذين من قبله. هذا الدعاء يعكس حاجة المسلم المستمرة إلى رحمة الله ومغفرته، ويعزز من شعوره بالتواضع والاعتراف بضعفه البشري. كما أن هذا الدعاء يعزز من روح التضامن بين المسلمين، حيث يدعو المسلم لأخيه المسلم بنفس الدعاء، مما يقوي الروابط الاجتماعية ويعزز من روح المحبة والتعاون.

تختتم الآيات بالتأكيد على أهمية التوكل على الله والاستعانة به في كل الأمور. يطلب المسلم من الله أن ينصره على القوم الكافرين، مما يعكس أهمية الاعتماد على الله في مواجهة التحديات والصعوبات. هذا الفهم يعزز من ثقة المسلم بالله ويجعله أكثر استعدادًا لمواجهة التحديات بثقة وإيمان. كما أن هذا الدعاء يعزز من روح الجهاد في سبيل الله، حيث يدرك المسلم أن النصر الحقيقي يأتي من عند الله، وأنه يجب عليه أن يبذل كل ما في وسعه لتحقيق النصر والنجاح.

في الختام، يمكن القول إن آخر خمس آيات من سورة البقرة تحمل معانٍ عميقة وتوجيهات إلهية تساهم في بناء شخصية المسلم وتقوية علاقته بالله. تعزز هذه الآيات من مفهوم التوحيد، وتذكر المسلم برحمة الله وعدله، وتحثه على التواضع والاعتراف بضعفه البشري، وتعزز من روح التضامن بين المسلمين، وتؤكد على أهمية التوكل على الله والاستعانة به في كل الأمور. هذه المعاني والتوجيهات تجعل من هذه الآيات جزءًا مهمًا من حياة المسلم، وتساهم في بناء مجتمع مسلم قوي ومتماسك.

الدروس المستفادة من اخر ٥ ايات من سورة البقرة

تعتبر آخر خمس آيات من سورة البقرة من الآيات التي تحمل في طياتها العديد من الدروس والعبر التي يمكن أن يستفيد منها المسلم في حياته اليومية. تبدأ هذه الآيات بالتأكيد على أن كل ما في السماوات والأرض هو ملك لله، وأن الله يعلم ما في الأنفس وما تخفيه الصدور. هذا التذكير بأهمية الإيمان بقدرة الله وعلمه الشامل يعزز من شعور الإنسان بالمسؤولية تجاه أفعاله وأفكاره، ويحثه على السعي نحو الخير والابتعاد عن الشر.

تتحدث الآيات أيضًا عن مبدأ المساءلة الفردية، حيث يؤكد الله أنه لا يكلف نفسًا إلا وسعها، وأن كل إنسان سيحاسب على ما قدمت يداه. هذا المبدأ يعزز من مفهوم العدالة الإلهية، ويطمئن المؤمن بأن الله لن يظلمه، بل سيحاسبه بما يتناسب مع قدراته وظروفه. هذا الفهم يعزز من روح التفاؤل والأمل في نفوس المؤمنين، ويحثهم على بذل الجهد في سبيل الله دون خوف من الظلم أو الإجحاف.

تتطرق الآيات أيضًا إلى الدعاء والاستغفار، حيث يدعو المؤمنون الله بأن لا يؤاخذهم إن نسوا أو أخطأوا، وأن يرفع عنهم الإصر والأغلال التي كانت على الأمم السابقة. هذا الدعاء يعكس روح التواضع والاعتراف بالضعف البشري، ويحث المؤمنين على اللجوء إلى الله في كل الأوقات، سواء في السراء أو الضراء. كما يعزز من مفهوم الرحمة الإلهية، حيث يطلب المؤمنون من الله أن يعاملهم برحمته ولطفه، وأن يغفر لهم زلاتهم وأخطائهم.

تختتم الآيات بالدعاء لله بأن ينصر المؤمنين على القوم الكافرين، وهذا يعكس روح الجهاد في سبيل الله، ليس فقط بالسيف، بل أيضًا بالكلمة والعمل الصالح. هذا الدعاء يعزز من روح الوحدة والتضامن بين المؤمنين، ويحثهم على التعاون والتكاتف في مواجهة التحديات والصعاب. كما يعكس الثقة بالله والاعتماد عليه في تحقيق النصر والتمكين.

من خلال هذه الآيات، يمكن للمؤمن أن يستخلص العديد من الدروس القيمة التي يمكن أن توجهه في حياته اليومية. أولاً، أهمية الإيمان بقدرة الله وعلمه الشامل، مما يعزز من شعور الإنسان بالمسؤولية تجاه أفعاله وأفكاره. ثانيًا، مبدأ المساءلة الفردية والعدالة الإلهية، مما يعزز من روح التفاؤل والأمل في نفوس المؤمنين. ثالثًا، أهمية الدعاء والاستغفار، مما يعكس روح التواضع والاعتراف بالضعف البشري، ويحث المؤمنين على اللجوء إلى الله في كل الأوقات. وأخيرًا، روح الجهاد في سبيل الله والتعاون والتكاتف بين المؤمنين، مما يعزز من روح الوحدة والتضامن.

في الختام، يمكن القول إن آخر خمس آيات من سورة البقرة تحمل في طياتها العديد من الدروس والعبر التي يمكن أن توجه المؤمن في حياته اليومية. من خلال التأمل في هذه الآيات والعمل بما جاء فيها، يمكن للمؤمن أن يعزز من إيمانه ويحقق السعادة والنجاح في الدنيا والآخرة.

فضل قراءة اخر ٥ ايات من سورة البقرة يومياً

تعتبر سورة البقرة من أطول سور القرآن الكريم، وتحتوي على العديد من الآيات التي تحمل في طياتها معاني عظيمة وأحكام شرعية هامة. من بين هذه الآيات، تبرز آخر خمس آيات من السورة، والتي تحمل فضلًا كبيرًا عند قراءتها يوميًا. إن قراءة هذه الآيات بانتظام يمكن أن تكون لها تأثيرات إيجابية على حياة المسلم، سواء من الناحية الروحية أو النفسية.

تبدأ هذه الآيات بقول الله تعالى: “لله ما في السماوات وما في الأرض وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله على كل شيء قدير”. هذه الآية تذكر المؤمنين بقدرة الله المطلقة وعلمه الشامل بكل ما في السماوات والأرض، مما يعزز في نفوسهم الشعور بالتقوى والخشية من الله. الانتقال إلى الآية التالية، “آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير”، يعزز الإيمان بوحدة الرسالة السماوية ويشجع على الطاعة والامتثال لأوامر الله.

ثم تأتي الآية التي تقول: “لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا إصرًا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين”. هذه الآية تحمل في طياتها دعاءً مؤثرًا يطلب فيه المؤمنون من الله التخفيف عنهم وعدم تحميلهم ما لا يطيقون، مما يعكس رحمة الله بعباده وتفهمه لضعفهم البشري.

الآية التالية، “آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير”، تعيد التأكيد على الإيمان بوحدة الرسالة السماوية وتشجع على الطاعة والامتثال لأوامر الله. وأخيرًا، تأتي الآية التي تقول: “لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا إصرًا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين”، لتختتم هذه السلسلة من الآيات بدعاء مؤثر يطلب فيه المؤمنون من الله التخفيف عنهم وعدم تحميلهم ما لا يطيقون.

إن قراءة هذه الآيات يوميًا يمكن أن تكون لها فوائد عديدة. فهي تذكر المؤمنين بقدرة الله المطلقة وعلمه الشامل، مما يعزز في نفوسهم الشعور بالتقوى والخشية من الله. كما أنها تعزز الإيمان بوحدة الرسالة السماوية وتشجع على الطاعة والامتثال لأوامر الله. بالإضافة إلى ذلك، فإن الدعاء الذي تحتويه هذه الآيات يعكس رحمة الله بعباده وتفهمه لضعفهم البشري، مما يمكن أن يكون له تأثير مهدئ ومطمئن على النفس.

في الختام، يمكن القول إن قراءة آخر خمس آيات من سورة البقرة يوميًا تعتبر من الأعمال الصالحة التي يمكن أن تعزز الإيمان والتقوى في نفوس المؤمنين. إن هذه الآيات تحمل في طياتها معاني عظيمة ودعاءً مؤثرًا يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على حياة المسلم، سواء من الناحية الروحية أو النفسية. لذا، يُنصح بالمواظبة على قراءتها والاستفادة من فضلها العظيم.

العلاقة بين اخر ٥ ايات من سورة البقرة والإيمان

تعتبر آخر خمس آيات من سورة البقرة من الآيات التي تحمل معاني عميقة وتوجيهات إيمانية مهمة للمسلمين. هذه الآيات تتناول مواضيع متعددة تتعلق بالإيمان، الطاعة، الدعاء، والتوكل على الله، مما يجعلها ذات أهمية خاصة في حياة المؤمنين. تبدأ هذه الآيات بتأكيد الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله، وهو ما يعكس الشمولية في العقيدة الإسلامية. الإيمان بهذه الأمور هو أساس الدين، ويعزز من فهم المسلم لعلاقته بالله وبالكون من حوله.

تنتقل الآيات بعد ذلك إلى الحديث عن الطاعة والامتثال لأوامر الله ونواهيه. تشير إلى أن المؤمنين يقولون “سمعنا وأطعنا”، مما يعكس الاستجابة الفورية لأوامر الله دون تردد أو شك. هذا الامتثال يعزز من قوة الإيمان ويجعل المسلم أكثر قربًا من الله. الطاعة هنا ليست مجرد تنفيذ للأوامر، بل هي تعبير عن الحب والاحترام لله، وهو ما يعمق العلاقة بين العبد وربه.

ثم تأتي الآيات لتؤكد على أهمية الدعاء والتضرع إلى الله. الدعاء هو وسيلة للتواصل المباشر مع الله، وهو يعكس اعتماد المسلم الكامل على الله في كل أمور حياته. الآيات تدعو المؤمنين إلى طلب العفو والمغفرة من الله، مما يعكس التواضع والاعتراف بالضعف البشري. هذا الاعتراف يعزز من الإيمان ويجعل المسلم أكثر وعيًا بحاجته المستمرة إلى رحمة الله.

تتطرق الآيات أيضًا إلى مفهوم التوكل على الله. التوكل هو الاعتماد الكامل على الله في كل الأمور، مع الأخذ بالأسباب والسعي لتحقيق الأهداف. هذا المفهوم يعزز من الثقة بالله ويجعل المسلم أكثر استقرارًا واطمئنانًا في حياته. التوكل يعكس الإيمان العميق بأن الله هو المدبر لكل شيء، وأنه لا يحدث شيء في الكون إلا بإرادته.

علاوة على ذلك، تتناول الآيات موضوع المسؤولية الفردية والجماعية. تشير إلى أن كل إنسان مسؤول عن أفعاله وأنه سيحاسب عليها يوم القيامة. هذا يعزز من الشعور بالمسؤولية ويجعل المسلم أكثر حرصًا على الالتزام بتعاليم الدين. المسؤولية هنا ليست فقط تجاه الله، بل أيضًا تجاه المجتمع والناس من حوله، مما يعزز من الروابط الاجتماعية ويجعل المجتمع أكثر تماسكًا.

في النهاية، تعكس هذه الآيات العلاقة الوثيقة بين الإيمان والعمل. الإيمان ليس مجرد اعتقاد قلبي، بل هو أيضًا عمل وسلوك يعكس هذا الاعتقاد. الطاعة، الدعاء، التوكل، والمسؤولية هي كلها جوانب تعكس الإيمان الحقيقي وتجعله جزءًا لا يتجزأ من حياة المسلم. هذه الآيات تقدم توجيهات شاملة تعزز من الإيمان وتجعله أكثر قوة وعمقًا.

بهذا، يمكن القول إن آخر خمس آيات من سورة البقرة تقدم توجيهات إيمانية شاملة تعزز من العلاقة بين العبد وربه. هذه الآيات تعكس الشمولية في العقيدة الإسلامية وتقدم نموذجًا للحياة الإيمانية المتكاملة. من خلال الطاعة، الدعاء، التوكل، والشعور بالمسؤولية، يمكن للمسلم أن يعزز من إيمانه ويجعل علاقته بالله أكثر قوة وعمقًا. هذه الآيات تظل مصدر إلهام وتوجيه للمسلمين في كل زمان ومكان، مما يجعلها ذات أهمية خاصة في حياة كل مؤمن.

كيفية تطبيق اخر ٥ ايات من سورة البقرة في الحياة اليومية

تعتبر آخر خمس آيات من سورة البقرة من الآيات التي تحمل في طياتها معاني عظيمة وتوجيهات قيمة يمكن تطبيقها في الحياة اليومية. تبدأ هذه الآيات بالتأكيد على أن كل ما في السماوات والأرض لله، وأن الله يعلم ما في الأنفس وما تخفيه الصدور، مما يعزز في النفس الشعور بمراقبة الله الدائمة. هذا الوعي يمكن أن يكون دافعًا قويًا للإنسان ليكون أكثر صدقًا وأمانة في تعاملاته اليومية، سواء في العمل أو في العلاقات الشخصية.

تتحدث الآيات أيضًا عن أن الله لا يكلف نفسًا إلا وسعها، مما يعني أن الله لا يفرض على الإنسان ما لا يستطيع تحمله. هذا المفهوم يمكن أن يكون مصدر راحة وسكينة للإنسان في مواجهة التحديات اليومية. عندما يدرك الإنسان أن الله يعلم حدود قدراته ولن يضعه في موقف يفوق طاقته، يمكن أن يتعامل مع الضغوط والمشاكل بثقة أكبر وهدوء نفسي.

تتضمن الآيات دعاءً جميلًا يطلب فيه المؤمنون من الله ألا يؤاخذهم إن نسوا أو أخطأوا، وألا يحملهم ما لا طاقة لهم به، وأن يعفو عنهم ويغفر لهم ويرحمهم. هذا الدعاء يعكس تواضع الإنسان أمام الله واعترافه بضعفه وحاجته إلى رحمة الله ومغفرته. يمكن أن يكون هذا الدعاء جزءًا من الروتين اليومي للإنسان، سواء في صلاته أو في لحظات التأمل، مما يعزز الشعور بالاتصال الروحي مع الله ويزيد من الإيمان والطمأنينة.

تتحدث الآيات أيضًا عن أهمية الطاعة لله ولرسوله، وأن المؤمنين يجب أن يكونوا مستعدين للاستجابة لأوامر الله ورسوله. هذا المبدأ يمكن تطبيقه في الحياة اليومية من خلال الالتزام بالقيم والمبادئ الإسلامية في كل جوانب الحياة. على سبيل المثال، يمكن أن يكون هذا الالتزام واضحًا في الأمانة في العمل، والعدل في التعامل مع الآخرين، والرحمة والتسامح في العلاقات الاجتماعية.

تختتم الآيات بالدعاء لله أن ينصر المؤمنين على القوم الكافرين. هذا الدعاء يعكس الأمل والتفاؤل بأن الله سيقف إلى جانب المؤمنين في مواجهة التحديات والصعوبات. يمكن أن يكون هذا الدعاء مصدر إلهام للإنسان ليكون أكثر تفاؤلًا وإيجابية في حياته اليومية، وأن يثق بأن الله سيعينه في كل موقف صعب.

بشكل عام، يمكن أن تكون آخر خمس آيات من سورة البقرة مصدر إلهام وتوجيه للإنسان في حياته اليومية. من خلال التأمل في معاني هذه الآيات وتطبيقها في الحياة العملية، يمكن للإنسان أن يعيش حياة أكثر صدقًا وأمانة، وأن يكون أكثر هدوءًا وثقة في مواجهة التحديات، وأن يشعر بالاتصال الروحي العميق مع الله. هذه الآيات تقدم توجيهات قيمة يمكن أن تساعد الإنسان على تحقيق التوازن بين الحياة الروحية والمادية، وتجعله يعيش حياة مليئة بالسلام والطمأنينة.

الأسئلة الشائعة

1. **س: ما هو مضمون الآية 284 من سورة البقرة؟**
**ج: تتحدث الآية عن ملكية الله لكل ما في السماوات والأرض، وأنه يعلم ما في الأنفس ويحاسب عليه.**

2. **س: ماذا يطلب المؤمنون من الله في الآية 285؟**
**ج: يطلبون المغفرة والرحمة ويؤكدون إيمانهم بالرسل والكتب السماوية.**

3. **س: ما هو الدعاء الذي يرد في الآية 286؟**
**ج: “رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا” و”رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا”.**

4. **س: كيف يصف الله نفسه في الآية 284؟**
**ج: يصف نفسه بأنه على كل شيء قدير.**

5. **س: ما هو موقف المؤمنين من الأوامر والنواهي في الآية 285؟**
**ج: يقولون “سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا”.**

6. **س: ماذا يطلب المؤمنون في نهاية الآية 286؟**
**ج: يطلبون النصر على القوم الكافرين.**

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *