“آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير (285) لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين (286)”

تفسير آخر صفحة سورة البقرة

تعتبر آخر صفحة من سورة البقرة من الآيات القرآنية التي تحمل في طياتها معاني عظيمة ودروسًا قيمة للمسلمين. تبدأ هذه الصفحة بآية الكرسي، التي تعد من أعظم آيات القرآن الكريم، حيث تتحدث عن عظمة الله سبحانه وتعالى وتوحيده. يقول الله تعالى: “اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ۚ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ ۚ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ ۚ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ ۖ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ ۚ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ۖ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا ۚ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ”.

توضح هذه الآية أن الله هو الحي القيوم، الذي لا تأخذه سنة ولا نوم، مما يدل على كمال قدرته وعلمه. كما تشير إلى أن الله هو المالك لكل ما في السماوات والأرض، وأنه لا يمكن لأحد أن يشفع عنده إلا بإذنه، مما يعزز مفهوم التوحيد والاعتماد الكامل على الله.

بعد ذلك، تأتي الآيات التي تتحدث عن حرية الاختيار بين الإيمان والكفر، حيث يقول الله تعالى: “لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ۖ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ۚ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ لَا انْفِصَامَ لَهَا ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ”. هذه الآية تؤكد على أن الإيمان يجب أن يكون نابعًا من القلب وبإرادة حرة، وأنه لا يجوز إكراه أحد على الدين.

ثم تأتي الآيات التي تتحدث عن العلاقة بين الله وعباده المؤمنين، حيث يقول الله تعالى: “اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ۖ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ ۗ أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ”.

توضح هذه الآية أن الله هو ولي المؤمنين، الذي يخرجهم من الظلمات إلى النور، بينما الكفار يتبعون الطاغوت الذي يخرجهم من النور إلى الظلمات. هذا يعزز مفهوم الهداية والضلال، ويبين أن الهداية تأتي من الله وحده.

في نهاية سورة البقرة، تأتي الآيات التي تتحدث عن الدعاء والتضرع إلى الله، حيث يقول الله تعالى: “رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ ۖ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا ۚ أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ”.

تظهر هذه الآيات مدى رحمة الله بعباده، حيث يطلب المؤمنون من الله أن لا يؤاخذهم إن نسوا أو أخطأوا، وأن لا يحملهم ما لا طاقة لهم به. كما يطلبون العفو والمغفرة والرحمة من الله، ويعترفون بأنه مولى المؤمنين الذي ينصرهم على الكافرين.

بهذا، تكون آخر صفحة من سورة البقرة قد جمعت بين التوحيد، حرية الاختيار، الهداية، والدعاء، مما يجعلها من الآيات التي تحمل معاني عظيمة ودروسًا قيمة للمسلمين في حياتهم اليومية.

فوائد قراءة آخر صفحة سورة البقرة

تعتبر سورة البقرة من أطول سور القرآن الكريم، وتحتوي على العديد من الآيات التي تحمل في طياتها معاني عظيمة وأحكام شرعية هامة. من بين هذه الآيات، تبرز آخر صفحة من سورة البقرة بأهميتها الخاصة، حيث تحتوي على آيات تحمل فوائد جمة للمسلمين. قراءة هذه الآيات بانتظام يمكن أن يكون لها تأثير إيجابي على حياة الفرد من الناحية الروحية والنفسية.

أولاً، من الفوائد الروحية لقراءة آخر صفحة من سورة البقرة هو تعزيز الإيمان والتقوى. الآيات الأخيرة من هذه السورة تتضمن دعاءً للمغفرة والرحمة، مما يعزز الشعور بالتقرب إلى الله والاعتماد عليه في كل الأمور. هذا الشعور بالاعتماد على الله يمكن أن يعزز الإيمان ويزيد من التقوى، مما يجعل الفرد أكثر التزامًا بتعاليم الدين الإسلامي.

ثانيًا، قراءة هذه الآيات يمكن أن تكون وسيلة فعالة للحماية من الشرور والمكائد. وفقًا للأحاديث النبوية، فإن قراءة آخر آيتين من سورة البقرة في الليل تكفي لحماية المسلم من الشياطين حتى الصباح. هذا يعزز الشعور بالأمان والطمأنينة، مما يمكن أن يساهم في تحسين جودة النوم والراحة النفسية.

بالإضافة إلى ذلك، تحمل هذه الآيات فوائد تعليمية وأخلاقية. فهي تذكر المسلمين بأهمية التوكل على الله والاعتراف بضعف الإنسان وحاجته إلى رحمة الله ومغفرته. هذا التذكير يمكن أن يكون دافعًا للفرد لتحسين سلوكه وأخلاقه، والسعي لتحقيق رضا الله في كل أعماله.

من الناحية النفسية، يمكن أن تكون قراءة آخر صفحة من سورة البقرة وسيلة فعالة للتخفيف من التوتر والقلق. الدعاء والتضرع إلى الله يمكن أن يكون له تأثير مهدئ على النفس، مما يساعد في تقليل مستويات القلق والتوتر. هذا يمكن أن يكون مفيدًا بشكل خاص في الأوقات التي يشعر فيها الفرد بالضغوط النفسية أو التحديات الحياتية.

علاوة على ذلك، يمكن أن تكون قراءة هذه الآيات وسيلة لتعزيز الوحدة والتضامن بين المسلمين. الدعاء الذي يتضمنه هذه الآيات يشمل طلب المغفرة والرحمة لجميع المؤمنين، مما يعزز الشعور بالانتماء إلى جماعة المسلمين ويشجع على التضامن والتعاون.

في الختام، يمكن القول إن قراءة آخر صفحة من سورة البقرة تحمل فوائد متعددة تشمل الجوانب الروحية والنفسية والتعليمية والأخلاقية. من خلال تعزيز الإيمان والتقوى، وتوفير الحماية من الشرور، وتحسين السلوك والأخلاق، والتخفيف من التوتر والقلق، وتعزيز الوحدة والتضامن بين المسلمين، يمكن أن تكون هذه الآيات مصدرًا للقوة والإلهام في حياة الفرد. لذا، يُنصح بالمواظبة على قراءة هذه الآيات بانتظام للاستفادة من هذه الفوائد العظيمة.

الأحاديث النبوية حول آخر صفحة سورة البقرة

تعتبر آخر صفحة من سورة البقرة من الآيات القرآنية التي حظيت باهتمام كبير في الأحاديث النبوية الشريفة، حيث وردت العديد من الأحاديث التي تبرز فضلها وأهميتها في حياة المسلمين. تبدأ هذه الصفحة من الآية 284 وتنتهي بالآية 286، وتحتوي على مضامين دينية وروحية عميقة تتعلق بالإيمان والتوكل على الله، والدعاء، والاستغفار.

أحد الأحاديث النبوية التي تتناول فضل هذه الآيات هو ما رواه الإمام مسلم في صحيحه عن أبي مسعود البدري رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه”. هذا الحديث يشير إلى أن قراءة هاتين الآيتين في الليل تكفي المسلم من كل شر، وتمنحه حماية إلهية. وقد فسر العلماء كلمة “كفتاه” بأنها تعني الحماية من الشرور، أو أنها تكفيه من قيام الليل، أو أنها تكفيه من كل سوء.

بالإضافة إلى ذلك، ورد في صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “لا تجعلوا بيوتكم مقابر، إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة”. هذا الحديث يبرز أهمية قراءة سورة البقرة بشكل عام، وآخر آياتها بشكل خاص، في طرد الشياطين وحماية البيت من تأثيراتهم السلبية. إن قراءة هذه الآيات تجعل البيت مكانًا مباركًا ومحصنًا من الشرور.

ومن الأحاديث الأخرى التي تتناول فضل هذه الآيات ما رواه الإمام أحمد في مسنده عن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله كتب كتابًا قبل أن يخلق السماوات والأرض بألفي عام، أنزل منه آيتين ختم بهما سورة البقرة، ولا يقرآن في دار ثلاث ليال فيقربها شيطان”. هذا الحديث يؤكد مرة أخرى على القوة الروحية لهذه الآيات وقدرتها على طرد الشياطين وحماية البيت.

تتضمن آخر آيات سورة البقرة دعاءً جميلاً يعبر عن التوكل على الله والاستغفار، حيث يقول الله تعالى: “رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنتَ مَوْلَانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ”. هذا الدعاء يعبر عن التواضع والاعتراف بضعف الإنسان وحاجته إلى رحمة الله ومغفرته.

في الختام، يمكن القول إن الأحاديث النبوية حول آخر صفحة سورة البقرة تبرز أهمية هذه الآيات في حياة المسلم اليومية. فهي ليست مجرد آيات تُقرأ، بل هي مصدر للحماية والبركة والدعاء. إن قراءة هذه الآيات بانتظام تعزز الإيمان وتمنح الطمأنينة والسكينة للنفس، وتحصن البيت من الشرور. لذا، ينبغي على المسلمين أن يحرصوا على قراءة هذه الآيات والتأمل في معانيها العميقة، والاستفادة من فضلها العظيم كما ورد في الأحاديث النبوية الشريفة.

تأثير آخر صفحة سورة البقرة على النفس

تعتبر آخر صفحة من سورة البقرة من الآيات القرآنية التي تحمل في طياتها معانٍ عميقة وتأثيرات روحية ونفسية كبيرة على المؤمنين. تتضمن هذه الصفحة آيات تحمل رسائل قوية تتعلق بالإيمان، الطاعة، والتوكل على الله، مما يجعلها مصدرًا للراحة النفسية والطمأنينة. تبدأ هذه الآيات بتأكيد الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله، وهو ما يعزز الشعور بالانتماء إلى دين الإسلام ويقوي الروابط الروحية بين المؤمن وربه.

عند قراءة هذه الآيات، يشعر المؤمن بالسكينة والهدوء النفسي، حيث تذكره بقدرة الله ورحمته الواسعة. هذا الشعور بالطمأنينة ينبع من التأكيد على أن الله لا يكلف نفسًا إلا وسعها، مما يخفف من الضغوط النفسية ويعزز الثقة في قدرة الإنسان على مواجهة التحديات والصعوبات. هذا المفهوم يعزز من قوة التحمل والصبر، ويشجع على الاستمرار في السعي والعمل دون الشعور باليأس أو الإحباط.

بالإضافة إلى ذلك، تحتوي هذه الآيات على دعاء جميل يطلب فيه المؤمن من الله المغفرة والرحمة، ويعبر عن التوكل الكامل على الله في جميع الأمور. هذا الدعاء يعزز من الشعور بالراحة النفسية، حيث يشعر المؤمن بأنه ليس وحيدًا في مواجهة مشاكله، بل لديه دعم إلهي مستمر. هذا الشعور بالدعم الإلهي يعزز من الثقة بالنفس ويقلل من مشاعر القلق والتوتر.

علاوة على ذلك، تذكر هذه الآيات المؤمن بأهمية التوبة والاستغفار، مما يعزز من الشعور بالنقاء الداخلي والصفاء الروحي. التوبة والاستغفار هما من أهم العبادات التي تساعد على تطهير النفس من الذنوب والخطايا، مما يساهم في تحسين الحالة النفسية والشعور بالراحة والطمأنينة. هذا الشعور بالنقاء الداخلي يعزز من الإيجابية والتفاؤل، ويشجع على السعي نحو تحقيق الأهداف والطموحات بروح معنوية عالية.

من ناحية أخرى، تساهم هذه الآيات في تعزيز الروابط الاجتماعية بين المؤمنين، حيث تذكرهم بأهمية التعاون والتكافل والتراحم. هذا الشعور بالانتماء إلى مجتمع مؤمن يعزز من الشعور بالأمان والدعم الاجتماعي، مما يساهم في تحسين الحالة النفسية والشعور بالراحة والطمأنينة. التعاون والتكافل بين المؤمنين يعزز من الروابط الاجتماعية ويقوي من الشعور بالانتماء إلى جماعة مؤمنة تسعى لتحقيق الخير والعدل.

في الختام، يمكن القول إن آخر صفحة من سورة البقرة تحمل في طياتها معانٍ عميقة وتأثيرات روحية ونفسية كبيرة على المؤمنين. تعزز هذه الآيات من الشعور بالطمأنينة والراحة النفسية، وتقوي من الروابط الروحية والاجتماعية، مما يساهم في تحسين الحالة النفسية والشعور بالراحة والسكينة. إن قراءة هذه الآيات بتمعن وتدبر تساهم في تعزيز الإيمان والثقة بالنفس، وتشجع على السعي نحو تحقيق الأهداف والطموحات بروح معنوية عالية.

كيفية حفظ آخر صفحة سورة البقرة بسهولة

تعتبر سورة البقرة من أطول سور القرآن الكريم، وتحتوي على العديد من الآيات التي تحمل في طياتها معاني عظيمة وأحكام شرعية هامة. من بين هذه الآيات، تبرز آخر صفحة من السورة، التي تتضمن آيات ذات أهمية خاصة في حياة المسلمين. حفظ هذه الآيات يمكن أن يكون تحديًا للبعض، ولكن هناك طرق وأساليب يمكن اتباعها لتسهيل هذه العملية.

أولاً، من الضروري أن يكون لديك نية صادقة ورغبة قوية في حفظ هذه الآيات. النية الصادقة هي الأساس الذي يبنى عليه كل عمل صالح، وهي التي تعينك على الاستمرار والمثابرة. بعد تحديد النية، يمكن البدء بتقسيم الآيات إلى أجزاء صغيرة. تقسيم النص إلى مقاطع يسهل عملية الحفظ ويجعلها أقل إرهاقًا. يمكن أن تبدأ بحفظ آية واحدة في اليوم، ثم الانتقال إلى الآية التالية بعد التأكد من إتقان الأولى.

ثانيًا، الاستماع المتكرر للآيات يساعد بشكل كبير في عملية الحفظ. يمكن استخدام التسجيلات الصوتية للقرآن الكريم، والاستماع إليها بشكل متكرر خلال اليوم. هذا الأسلوب يعزز الذاكرة السمعية ويساعد في تثبيت الآيات في الذهن. بالإضافة إلى ذلك، يمكن تكرار الآيات بصوت عالٍ أثناء الاستماع، مما يعزز الذاكرة البصرية والسمعية معًا.

ثالثًا، من المهم أن تكون هناك مراجعة مستمرة لما تم حفظه. المراجعة الدورية تضمن عدم نسيان الآيات وتساعد في تثبيتها بشكل أفضل. يمكن تخصيص وقت محدد يوميًا لمراجعة ما تم حفظه سابقًا، والتأكد من إتقانه قبل الانتقال إلى حفظ آيات جديدة. يمكن أيضًا استخدام أسلوب الكتابة كوسيلة للمراجعة، حيث يمكن كتابة الآيات من الذاكرة ثم مقارنتها بالنص الأصلي للتأكد من صحتها.

رابعًا، يمكن الاستفادة من التطبيقات والبرامج التعليمية المتاحة على الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية. هذه التطبيقات توفر وسائل تفاعلية تساعد في عملية الحفظ، مثل التكرار التلقائي، والتذكير اليومي، والاختبارات القصيرة. استخدام التكنولوجيا يمكن أن يكون دافعًا إضافيًا ويساعد في جعل عملية الحفظ أكثر متعة وفعالية.

خامسًا، من المفيد أن يكون لديك شريك في الحفظ. الحفظ الجماعي يعزز الروح التنافسية ويشجع على الاستمرار. يمكن أن يكون الشريك أحد أفراد العائلة أو صديقًا، حيث يمكن تبادل الأدوار في التسميع والمراجعة. هذا الأسلوب يعزز الالتزام ويجعل عملية الحفظ أكثر تفاعلية.

أخيرًا، يجب أن تكون هناك دعاء واستعانة بالله تعالى في كل خطوة من خطوات الحفظ. الدعاء يفتح أبواب التوفيق ويعين على تحقيق الأهداف. يمكن أن يكون الدعاء قبل البدء في الحفظ وبعد الانتهاء منه، طالبًا من الله العون والتوفيق في حفظ كتابه الكريم.

باتباع هذه الأساليب، يمكن تسهيل عملية حفظ آخر صفحة من سورة البقرة وجعلها أكثر فعالية. النية الصادقة، الاستماع المتكرر، المراجعة المستمرة، استخدام التكنولوجيا، الحفظ الجماعي، والدعاء، كلها عوامل تساهم في تحقيق هذا الهدف النبيل.

الدروس المستفادة من آخر صفحة سورة البقرة

تعتبر آخر صفحة من سورة البقرة من أكثر الآيات التي تحمل في طياتها دروسًا عظيمة وقيمًا روحية عميقة. تبدأ هذه الصفحة بآية الكرسي، التي تعد من أعظم آيات القرآن الكريم، وتستمر حتى نهاية السورة، حيث تتضمن دعاءً جامعًا وشاملًا يعكس عمق الإيمان والتوكل على الله. من خلال التأمل في هذه الآيات، يمكن استخلاص العديد من الدروس المستفادة التي تساهم في تعزيز الفهم الديني والروحي للمسلمين.

أولاً، تبرز أهمية التوحيد والإيمان بالله في هذه الآيات. آية الكرسي، التي تُعد من أعظم آيات القرآن، تؤكد على وحدانية الله وعظمته وقدرته المطلقة. تقول الآية: “اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ” (البقرة: 255). هذه الكلمات تذكر المؤمنين بأن الله هو الوحيد المستحق للعبادة، وأنه الحي الذي لا يموت، والقائم على كل شيء. هذا التذكير يعزز من إيمان المسلم ويجعله يدرك أن الله هو الملجأ الوحيد في كل الأوقات.

ثانيًا، تعزز هذه الآيات من مفهوم التوكل على الله والثقة في قدرته. في الآية الأخيرة من سورة البقرة، نجد دعاءً يعبر عن التوكل الكامل على الله: “رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا” (البقرة: 286). هذا الدعاء يعكس الاعتراف بضعف الإنسان وحاجته المستمرة إلى رحمة الله ومغفرته. من خلال هذا الدعاء، يتعلم المسلم أن يلجأ إلى الله في كل أموره، وأن يثق بأن الله سيعينه ويغفر له زلاته.

علاوة على ذلك، تبرز هذه الآيات أهمية الدعاء والتضرع إلى الله. الدعاء الذي يختم به سورة البقرة هو دعاء شامل يتضمن طلب المغفرة والرحمة والهداية. يقول الله تعالى: “رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا” (البقرة: 286). هذا الدعاء يعكس حاجة الإنسان المستمرة إلى الله، ويعلم المسلم أن الدعاء هو وسيلة قوية للتواصل مع الله وطلب العون منه.

بالإضافة إلى ذلك، تعزز هذه الآيات من مفهوم المسؤولية الفردية والجماعية. الآية الأخيرة من سورة البقرة تذكر المؤمنين بأنهم مسؤولون عن أفعالهم وأنهم سيحاسبون عليها: “لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ” (البقرة: 286). هذا التذكير يعزز من وعي المسلم بمسؤوليته تجاه أفعاله ويحثه على العمل الصالح وتجنب المعاصي.

وأخيرًا، تعزز هذه الآيات من مفهوم الرحمة والعدل الإلهي. الله تعالى يذكر في هذه الآيات أنه لا يكلف نفسًا إلا وسعها، وأنه رحيم بعباده: “لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا” (البقرة: 286). هذا التذكير يعزز من ثقة المسلم في عدل الله ورحمته، ويجعله يدرك أن الله لا يظلم أحدًا وأنه رحيم بعباده.

في الختام، تحمل آخر صفحة من سورة البقرة دروسًا عظيمة وقيمًا روحية عميقة تعزز من إيمان المسلم وتوجهه نحو التوكل على الله والثقة في قدرته. من خلال التأمل في هذه الآيات، يمكن للمسلم أن يعزز من فهمه الديني والروحي، ويعيش حياة مليئة بالإيمان والتقوى.

الأسئلة الشائعة

1. **س: ما هي الآية التي تبدأ بها آخر صفحة من سورة البقرة؟**
**ج: تبدأ بآية “لله ما في السماوات وما في الأرض وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله”.**

2. **س: ما هو الدعاء الذي يختتم به المؤمنون سورة البقرة؟**
**ج: “ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا إصراً كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين”.**

3. **س: ما هو مضمون الآية “لا يكلف الله نفساً إلا وسعها”؟**
**ج: مضمونها أن الله لا يفرض على الإنسان إلا ما يستطيع تحمله.**

4. **س: ماذا يطلب المؤمنون من الله في الآية “ربنا ولا تحمل علينا إصراً كما حملته على الذين من قبلنا”؟**
**ج: يطلبون من الله ألا يفرض عليهم أحمالاً ثقيلة كما فرضها على الأمم السابقة.**

5. **س: ما هو المعنى العام للآية “وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله”؟**
**ج: المعنى أن الله يعلم ما في النفوس وسيحاسب الناس على نواياهم وأفعالهم سواء أظهروها أم أخفوها.**

6. **س: كيف يختم المؤمنون دعاءهم في آخر سورة البقرة؟**
**ج: يختمونه بطلب النصر من الله بقولهم “أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين”.**

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *