-
المحتويات
“فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا”
تفسير أواخر سورة الكهف
تعتبر سورة الكهف من السور المكية التي تحمل في طياتها العديد من القصص والعبر التي تهدف إلى توجيه الإنسان نحو الطريق المستقيم. في أواخر هذه السورة، نجد مجموعة من الآيات التي تتناول مواضيع متعددة، منها التوحيد، والبعث، والجزاء، والتحذير من الشرك، وتأكيد أهمية العمل الصالح. هذه الآيات تأتي لتكمل الرسالة التي بدأت بها السورة، وتؤكد على القيم والمبادئ التي يجب أن يتحلى بها المؤمن.
تبدأ أواخر سورة الكهف بالآية التي تقول: “وَيَسْأَلُونَكَ عَن ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُوا عَلَيْكُم مِّنْهُ ذِكْرًا” (الآية 83). هذه الآية تشير إلى قصة ذي القرنين، وهو شخصية تاريخية عظيمة، يُعتقد أنه كان ملكًا عادلًا وقويًا، وقد أُعطي من الله قوة وسلطانًا ليحكم بين الناس بالعدل. القصة تأتي لتوضح كيف أن الله يمكّن من يشاء من عباده، ويمنحه القدرة على تحقيق العدل ونشر الخير.
ثم تنتقل الآيات لتتحدث عن نهاية العالم وأحداث يوم القيامة، حيث يقول الله تعالى: “وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ وَتَرَى الْأَرْضَ بَارِزَةً وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا” (الآية 47). هذه الآية تصور مشهدًا رهيبًا من مشاهد يوم القيامة، حيث تُزال الجبال وتصبح الأرض مستوية، ويُحشر الناس جميعًا للحساب. هذا المشهد يهدف إلى تذكير المؤمنين بأهمية الاستعداد لذلك اليوم العظيم، والعمل بما يرضي الله.
تستمر الآيات في الحديث عن الحساب والجزاء، حيث يقول الله تعالى: “وَعُرِضُوا عَلَى رَبِّكَ صَفًّا لَّقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ بَلْ زَعَمْتُمْ أَلَّن نَّجْعَلَ لَكُم مَّوْعِدًا” (الآية 48). هذه الآية تؤكد على حقيقة البعث والحساب، وتذكر الناس بأنهم سيعودون إلى الله كما خلقهم أول مرة، وأنه لا مفر من هذا اللقاء. هذا التذكير يأتي ليحث الناس على التوبة والرجوع إلى الله قبل فوات الأوان.
ثم تأتي الآيات لتوضح أهمية العمل الصالح، حيث يقول الله تعالى: “فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا” (الآية 110). هذه الآية تختتم السورة بتوجيه واضح للمؤمنين، بأن من كان يرجو لقاء الله ويرغب في نيل رضاه، فعليه أن يعمل الأعمال الصالحة، وأن يخلص في عبادته لله وحده دون شريك. هذا التوجيه يأتي ليؤكد على أن الإيمان ليس مجرد قول، بل يجب أن يتبعه عمل صالح وإخلاص في العبادة.
في الختام، يمكن القول إن أواخر سورة الكهف تحمل في طياتها رسائل عظيمة تهدف إلى توجيه الإنسان نحو الطريق المستقيم، وتذكيره بأهمية التوحيد، والعمل الصالح، والاستعداد ليوم القيامة. هذه الآيات تأتي لتكمل الرسالة الشاملة للسورة، وتؤكد على القيم والمبادئ التي يجب أن يتحلى بها المؤمن في حياته اليومية.
فوائد قراءة أواخر سورة الكهف
تعتبر سورة الكهف من السور المكية التي تحمل في طياتها العديد من الدروس والعبر، وقد حظيت بأهمية خاصة في الإسلام. من بين الأجزاء المهمة في هذه السورة، تأتي الآيات الأخيرة التي تحمل فوائد جمة لمن يقرأها ويتدبر معانيها. إن قراءة أواخر سورة الكهف ليست مجرد تلاوة عابرة، بل هي ممارسة تحمل في طياتها العديد من الفوائد الروحية والنفسية.
أولاً، من الفوائد الروحية لقراءة أواخر سورة الكهف أنها تساهم في تعزيز الإيمان والتقوى. إن الآيات الأخيرة من هذه السورة تذكرنا بعظمة الله وقدرته، وتحثنا على التمسك بالإيمان والعمل الصالح. هذا التذكير المستمر يعزز من قوة الإيمان في قلوب المؤمنين، ويجعلهم أكثر قدرة على مواجهة التحديات والصعوبات التي قد تواجههم في حياتهم اليومية. بالإضافة إلى ذلك، فإن قراءة هذه الآيات تساهم في زيادة الوعي الروحي والتأمل في معانيها، مما يعزز من القرب من الله ويزيد من الشعور بالسكينة والطمأنينة.
ثانياً، من الفوائد النفسية لقراءة أواخر سورة الكهف أنها تساعد في تهدئة النفس وتخفيف القلق والتوتر. في عالمنا المعاصر، يعاني الكثير من الناس من ضغوط الحياة اليومية والمشاكل النفسية. إن قراءة هذه الآيات بتدبر وتأمل يمكن أن تكون وسيلة فعالة للتخفيف من هذه الضغوط. إن الكلمات المباركة والمعاني العميقة التي تحملها هذه الآيات تساهم في تهدئة النفس وإحلال السلام الداخلي. هذا الشعور بالسلام يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على الصحة النفسية والعاطفية، مما يجعل الإنسان أكثر قدرة على التعامل مع التحديات والمشاكل التي قد تواجهه.
ثالثاً، من الفوائد الاجتماعية لقراءة أواخر سورة الكهف أنها تساهم في تعزيز الروابط الاجتماعية والأسرية. إن قراءة القرآن الكريم بشكل عام، وسورة الكهف بشكل خاص، يمكن أن تكون نشاطاً جماعياً يجمع أفراد الأسرة أو المجتمع. هذا النشاط يمكن أن يعزز من الروابط الاجتماعية ويزيد من التلاحم والتفاهم بين الأفراد. بالإضافة إلى ذلك، فإن التذكير المستمر بالقيم والأخلاق الإسلامية التي تحملها هذه الآيات يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على السلوك الاجتماعي، مما يساهم في بناء مجتمع أكثر تماسكاً وتعاوناً.
رابعاً، من الفوائد التعليمية لقراءة أواخر سورة الكهف أنها تساهم في زيادة المعرفة والفهم الديني. إن تدبر معاني هذه الآيات يمكن أن يكون وسيلة فعالة لتعميق الفهم الديني وزيادة المعرفة بالقرآن الكريم. هذا الفهم العميق يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على الحياة اليومية، حيث يمكن أن يساهم في اتخاذ قرارات أكثر حكمة وتوجيه السلوك نحو ما يرضي الله.
في الختام، يمكن القول إن قراءة أواخر سورة الكهف تحمل في طياتها العديد من الفوائد الروحية والنفسية والاجتماعية والتعليمية. إن هذه الفوائد تجعل من قراءة هذه الآيات ممارسة قيمة تستحق الاهتمام والتدبر. إن التمسك بقراءة هذه الآيات بانتظام يمكن أن يكون له تأثير إيجابي كبير على حياة الإنسان، مما يجعله أكثر قدرة على مواجهة تحديات الحياة بروح قوية وإيمان راسخ.
الدروس المستفادة من أواخر سورة الكهف
تعتبر أواخر سورة الكهف من السور القرآنية التي تحمل في طياتها العديد من الدروس والعبر التي يمكن للمسلمين الاستفادة منها في حياتهم اليومية. تبدأ هذه الآيات بتوجيه النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلى التواضع وعدم التكبر، حيث يقول الله تعالى: “قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَىٰ إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ۖ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا”. هذه الآية تذكرنا بأهمية التواضع والاعتراف بأن جميع البشر متساوون أمام الله، وأن التفوق الحقيقي يكمن في التقوى والعمل الصالح.
علاوة على ذلك، تركز هذه الآيات على أهمية الإخلاص في العبادة والعمل. فالله سبحانه وتعالى يوجه المسلمين إلى ضرورة أن تكون أعمالهم خالصة لوجهه الكريم، دون أن يشوبها أي نوع من الرياء أو الشرك. هذا التوجيه يعزز من قيمة الإخلاص في حياة المسلم، ويحثه على أن يكون صادقًا في نواياه وأفعاله، سواء كانت تلك الأفعال عبادات دينية أو معاملات دنيوية.
بالإضافة إلى ذلك، تبرز أواخر سورة الكهف أهمية العلم والتعلم. فقد ورد في هذه السورة قصة موسى عليه السلام مع الخضر، والتي تحمل في طياتها العديد من الدروس حول أهمية طلب العلم والتواضع أمام من يمتلك معرفة أعمق. هذه القصة تذكرنا بأن العلم لا يقتصر على ما نعرفه، بل هناك دائمًا مجال للتعلم والنمو. كما أنها تبرز أهمية الصبر والتواضع في طلب العلم، حيث أن موسى عليه السلام كان يتعلم من الخضر بصبر وتواضع، رغم مكانته كنبي.
ومن الدروس الأخرى التي يمكن استخلاصها من أواخر سورة الكهف هي أهمية الصبر والثبات في مواجهة الفتن. فقد ورد في هذه السورة قصة أصحاب الكهف الذين لجأوا إلى الكهف هربًا من الفتنة، وبقوا فيه لسنوات طويلة حتى أنجاهم الله. هذه القصة تذكرنا بأن الصبر والثبات هما مفتاح النجاة في مواجهة الفتن والتحديات التي قد تواجهنا في حياتنا.
كما تبرز هذه الآيات أهمية التوكل على الله والثقة في قدرته على تحقيق الخير لعباده. فقد ورد في السورة قصة ذي القرنين الذي كان ملكًا عادلًا وقويًا، ولكنه كان يعتمد على الله في كل أموره، ويعمل بما يرضي الله. هذه القصة تذكرنا بأن القوة والسلطة يجب أن تكون مقرونة بالتوكل على الله والعمل بما يرضيه، وأن النجاح الحقيقي يأتي من الله وحده.
في الختام، يمكن القول إن أواخر سورة الكهف تحمل في طياتها العديد من الدروس والعبر التي يمكن للمسلمين الاستفادة منها في حياتهم اليومية. من التواضع والإخلاص في العبادة، إلى أهمية العلم والصبر في مواجهة الفتن، تذكرنا هذه الآيات بأهمية التوكل على الله والثقة في قدرته على تحقيق الخير. لذا، يجب علينا أن نتدبر هذه الآيات ونسعى لتطبيق ما نتعلمه منها في حياتنا اليومية، لنكون من الذين يرضى الله عنهم ويمنحهم النجاح في الدنيا والآخرة.
أهمية حفظ أواخر سورة الكهف
تعتبر أواخر سورة الكهف من السور القرآنية التي تحمل في طياتها معاني عظيمة ودروسًا قيمة للمسلمين. إن حفظ هذه الآيات ليس مجرد عمل تعبدي، بل هو وسيلة لتعزيز الإيمان وتقوية الروحانية. تتجلى أهمية حفظ أواخر سورة الكهف في عدة جوانب، منها الجانب الروحي، التعليمي، والاجتماعي.
من الناحية الروحية، فإن حفظ أواخر سورة الكهف يعزز العلاقة بين المسلم وربه. إن تلاوة هذه الآيات بانتظام تساهم في تذكير المسلم بقدرة الله وعظمته، وتحثه على التأمل في خلق الله وآياته. كما أن هذه الآيات تحتوي على دعوات وأذكار تساهم في تهدئة النفس وتوفير السكينة والطمأنينة. إن تكرار هذه الآيات يساعد في ترسيخ معانيها في القلب والعقل، مما يعزز الإيمان ويقوي الروحانية.
بالإضافة إلى الجانب الروحي، فإن حفظ أواخر سورة الكهف له أهمية تعليمية كبيرة. إن هذه الآيات تحتوي على قصص ودروس يمكن أن يستفيد منها المسلم في حياته اليومية. على سبيل المثال، قصة أصحاب الكهف تذكرنا بأهمية الثبات على الدين والصبر في مواجهة التحديات. كما أن هذه الآيات تحتوي على حكم ومواعظ يمكن أن تكون مرشدًا للمسلم في اتخاذ القرارات الصائبة وتجنب الأخطاء. إن حفظ هذه الآيات يمكن أن يكون وسيلة لتعليم الأطفال والشباب القيم الإسلامية والأخلاق الحميدة.
من الجانب الاجتماعي، فإن حفظ أواخر سورة الكهف يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على المجتمع. إن تلاوة هذه الآيات في المناسبات الاجتماعية والدينية يمكن أن تكون وسيلة لتعزيز الوحدة والتضامن بين المسلمين. كما أن هذه الآيات تحتوي على دعوات للخير والبركة، مما يمكن أن يساهم في نشر المحبة والسلام بين الناس. إن حفظ هذه الآيات يمكن أن يكون وسيلة لتعزيز الروابط الأسرية والاجتماعية، حيث يمكن للأسر أن تجتمع لتلاوة هذه الآيات والتأمل في معانيها.
علاوة على ذلك، فإن حفظ أواخر سورة الكهف يمكن أن يكون وسيلة لحماية المسلم من الفتن والمحن. إن تلاوة هذه الآيات بانتظام يمكن أن تكون درعًا واقيًا من الشيطان ووساوسه. كما أن هذه الآيات تحتوي على دعوات للحماية والنجاة، مما يمكن أن يكون وسيلة لتعزيز الثقة بالله والاعتماد عليه في مواجهة الصعاب. إن حفظ هذه الآيات يمكن أن يكون وسيلة لتعزيز الصبر والتحمل في مواجهة التحديات والمحن.
في الختام، يمكن القول إن حفظ أواخر سورة الكهف له أهمية كبيرة في تعزيز الإيمان وتقوية الروحانية، وتوفير الدروس والعبر، وتعزيز الروابط الاجتماعية، وحماية المسلم من الفتن والمحن. إن تلاوة هذه الآيات بانتظام يمكن أن تكون وسيلة لتعزيز العلاقة بين المسلم وربه، وتوفير السكينة والطمأنينة، وتعليم القيم الإسلامية والأخلاق الحميدة، وتعزيز الوحدة والتضامن بين المسلمين. لذا، ينبغي على المسلمين أن يحرصوا على حفظ هذه الآيات وتلاوتها بانتظام، والاستفادة من معانيها ودروسها في حياتهم اليومية.
أواخر سورة الكهف في الأحاديث النبوية
تعتبر سورة الكهف من السور المكية التي تحمل في طياتها العديد من القصص والعبر التي تهدف إلى توجيه المسلمين نحو الإيمان والتقوى. ومن بين الأجزاء المهمة في هذه السورة، تأتي الأواخر التي تحمل في طياتها معاني عميقة وأهمية خاصة في الأحاديث النبوية. فقد وردت العديد من الأحاديث التي تشير إلى فضل قراءة وحفظ أواخر سورة الكهف، مما يعكس مكانتها الخاصة في الإسلام.
في البداية، يجب أن نذكر أن الأحاديث النبوية تعتبر مصدرًا رئيسيًا لفهم وتفسير القرآن الكريم. وقد وردت عدة أحاديث تشير إلى فضل قراءة أواخر سورة الكهف، منها ما رواه الإمام مسلم في صحيحه عن أبي الدرداء رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من الدجال”. وفي رواية أخرى: “من قرأ العشر الأواخر من سورة الكهف عصم من فتنة الدجال”. هذه الأحاديث تبرز أهمية قراءة وحفظ هذه الآيات كوسيلة للحماية من الفتن، وخاصة فتنة الدجال التي تعتبر من أعظم الفتن التي ستواجه البشرية.
علاوة على ذلك، فإن قراءة أواخر سورة الكهف تعتبر من الأعمال المستحبة في يوم الجمعة. فقد ورد في الحديث الشريف عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين”. هذا الحديث يشير إلى الفضل الكبير لقراءة هذه السورة في يوم الجمعة، حيث يمنح الله تعالى القارئ نورًا يمتد من الجمعة إلى الجمعة التالية، مما يعكس أهمية هذه السورة في حياة المسلم اليومية.
ومن الجدير بالذكر أن الأحاديث النبوية لا تقتصر فقط على فضل قراءة أواخر سورة الكهف، بل تشمل أيضًا فضل تدبر معانيها والعمل بما جاء فيها. فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه”. وهذا يشمل جميع سور القرآن الكريم بما فيها سورة الكهف، حيث أن قراءة القرآن وتدبر معانيه والعمل بما جاء فيه يعتبر من الأعمال التي تقرب المسلم إلى الله وتزيد من حسناته.
بالإضافة إلى ذلك، فإن الأحاديث النبوية تشير إلى أن قراءة أواخر سورة الكهف تعتبر وسيلة للتذكير بقدرة الله وعظمته. فقد ورد في الحديث الشريف عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “من قرأ سورة الكهف كانت له نورًا يوم القيامة”. هذا الحديث يبرز أن قراءة هذه السورة تمنح القارئ نورًا في يوم القيامة، مما يعكس أهمية هذه السورة في تذكير المسلم بقدرة الله وعظمته.
في الختام، يمكن القول إن الأحاديث النبوية تبرز فضل وأهمية قراءة أواخر سورة الكهف في حياة المسلم. فهي تعتبر وسيلة للحماية من الفتن، وخاصة فتنة الدجال، وتمنح القارئ نورًا يمتد من الجمعة إلى الجمعة التالية، وتذكر المسلم بقدرة الله وعظمته. لذا، ينبغي على المسلمين الحرص على قراءة وحفظ هذه الآيات وتدبر معانيها والعمل بما جاء فيها، لتحقيق الفضل الكبير الذي وعد به النبي صلى الله عليه وسلم.
تأثير أواخر سورة الكهف على النفس والروح
تعتبر أواخر سورة الكهف من الآيات القرآنية التي تحمل في طياتها معانٍ عميقة وتأثيرات روحية ونفسية كبيرة على المؤمنين. تتضمن هذه الآيات رسائل توجيهية وإرشادية تعزز من قوة الإيمان وتدفع الإنسان نحو التأمل والتفكر في عظمة الخالق وقدرته. إن قراءة هذه الآيات بتمعن وتدبر يمكن أن تساهم في تهدئة النفس وتصفية الذهن، مما يجعلها جزءًا مهمًا من الروتين الروحي للكثير من المسلمين.
عند التمعن في أواخر سورة الكهف، نجد أنها تركز على موضوعات متعددة تتعلق بالإيمان والتوحيد والاعتماد على الله. تبدأ هذه الآيات بتذكير المؤمنين بأهمية التمسك بالقرآن الكريم واتباع تعاليمه، حيث يُذكر أن هذا الكتاب هو هدى ورحمة للمؤمنين. هذا التذكير يعزز من الشعور بالطمأنينة والسكينة، إذ يدرك المؤمن أن الله قد أنزل هذا الكتاب ليكون نورًا يهتدي به في ظلمات الحياة.
من الجوانب الأخرى التي تبرز في أواخر سورة الكهف هي التحذير من الفتن والابتلاءات التي قد تواجه الإنسان في حياته. تُذكر هذه الآيات بقصة ذي القرنين وكيف تعامل مع الفتن التي واجهها بحكمة وعدل. هذا التذكير يعزز من قدرة الإنسان على مواجهة التحديات والصعوبات بثبات وإيمان، ويحثه على الاعتماد على الله في كل أموره. إن استحضار هذه القصص القرآنية يمكن أن يكون له تأثير كبير على النفس، حيث يشعر المؤمن بأنه ليس وحده في مواجهة الصعاب، بل هو مدعوم بقوة الله ورعايته.
بالإضافة إلى ذلك، تتناول أواخر سورة الكهف موضوع التوحيد وأهمية الإخلاص في العبادة. تُذكر هذه الآيات بأن الله هو الواحد الأحد، الذي لا شريك له، وأن العبادة يجب أن تكون خالصة له دون رياء أو نفاق. هذا التذكير يعزز من نقاء الروح ويحث المؤمن على تصفية نيته وتجديد إيمانه باستمرار. إن الإخلاص في العبادة يعزز من الشعور بالرضا الداخلي والسلام النفسي، حيث يدرك الإنسان أنه يقوم بأعماله لوجه الله تعالى فقط، دون انتظار مقابل من البشر.
علاوة على ذلك، تتضمن أواخر سورة الكهف تذكيرًا بيوم القيامة وأهمية الاستعداد له. تُذكر هذه الآيات بأن الحياة الدنيا زائلة وأن الآخرة هي دار القرار. هذا التذكير يحث المؤمن على التركيز على الأعمال الصالحة والاستعداد للقاء الله. إن التفكير في الآخرة يعزز من الشعور بالمسؤولية ويحث الإنسان على تحسين سلوكه وأخلاقه، مما ينعكس إيجابًا على حياته اليومية وعلاقاته مع الآخرين.
في الختام، يمكن القول إن أواخر سورة الكهف تحمل في طياتها معانٍ عميقة وتأثيرات روحية ونفسية كبيرة على المؤمنين. إن قراءة هذه الآيات بتمعن وتدبر يمكن أن تساهم في تهدئة النفس وتصفية الذهن، وتعزز من قوة الإيمان والاعتماد على الله. إن التذكير بأهمية التمسك بالقرآن الكريم، والتحذير من الفتن، والتأكيد على التوحيد والإخلاص في العبادة، والاستعداد للآخرة، كلها عناصر تجعل من هذه الآيات مصدرًا للسكينة والطمأنينة والروحانية العميقة.
الأسئلة الشائعة
1. **س: ما هي الآية التي تتحدث عن نفاد كلمات الله؟**
**ج: الآية هي: “قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا” (الآية 109).**
2. **س: ما هي الآية التي تأمر النبي محمد صلى الله عليه وسلم بأن يقول إنه بشر مثلهم؟**
**ج: الآية هي: “قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَىٰ إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ۖ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا” (الآية 110).**
3. **س: ما هي الآية التي تتحدث عن الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا؟**
**ج: الآية هي: “قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُم بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا” (الآيتان 103-104).**
4. **س: ما هي الآية التي تتحدث عن الذين كفروا بآيات ربهم ولقائه؟**
**ج: الآية هي: “أُو۟لَـٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوا۟ بِـَٔايَـٰتِ رَبِّهِمْ وَلِقَآئِهِۦ فَحَبِطَتْ أَعْمَـٰلُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَـٰمَةِ وَزْنًۭا” (الآية 105).**
5. **س: ما هي الآية التي تتحدث عن جزاء الذين آمنوا وعملوا الصالحات؟**
**ج: الآية هي: “إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ وَعَمِلُوا۟ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّـٰتُ ٱلْفِرْدَوْسِ نُزُلًا * خَـٰلِدِينَ فِيهَا لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًۭا” (الآيتان 107-108).**
6. **س: ما هي الآية التي تتحدث عن الذين اتخذوا آيات الله ورسله هزواً؟**
**ج: الآية هي: “وَيَوْمَ يَقُولُ نَادُوا شُرَكَائِيَ ٱلَّذِينَ زَعَمْتُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا۟ لَهُمْ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُم مَّوْبِقًۭا” (الآية 52).**