-
المحتويات
“يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين”
تفسير آية الميراث في سورة البقرة
تعتبر آية الميراث في سورة البقرة من الآيات الهامة التي تناولت موضوع تقسيم الميراث في الإسلام، وهي الآية رقم 180. هذه الآية تأتي في سياق تشريعي يهدف إلى تنظيم العلاقات المالية بين الأفراد بعد وفاة أحدهم، وتحديد حقوق الورثة بشكل دقيق وعادل. يقول الله تعالى في هذه الآية: “كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ”.
تبدأ الآية بعبارة “كُتِبَ عَلَيْكُمْ”، وهي تعبير قرآني يشير إلى فرضية الأمر وأهميته. هذا التعبير يوضح أن الوصية ليست مجرد توصية أو نصيحة، بل هي واجب شرعي يجب الالتزام به. الوصية هنا تعني التوجيهات التي يتركها الشخص قبل وفاته بشأن توزيع أمواله وممتلكاته. وتأتي هذه الوصية “لِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ”، مما يعكس أهمية العناية بالأقارب والوالدين في الإسلام، ويؤكد على ضرورة مراعاة حقوقهم.
الآية تشير إلى أن الوصية يجب أن تكون “بِالْمَعْرُوفِ”، أي بما يتوافق مع العرف والعادات الحسنة، وبما لا يتعارض مع مبادئ العدالة والإنصاف. هذا القيد يضمن أن تكون الوصية عادلة ولا تظلم أحدًا من الورثة. كما أن تعبير “حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ” يضيف بُعدًا أخلاقيًا ودينيًا للوصية، حيث يربطها بالتقوى والخوف من الله، مما يعزز من التزام المسلمين بتنفيذها بدقة وأمانة.
من الجدير بالذكر أن هذه الآية جاءت في سياق تشريعي أوسع يتناول موضوع الميراث بشكل شامل. فقد تناولت آيات أخرى في القرآن الكريم تفاصيل دقيقة حول كيفية تقسيم الميراث بين الورثة المختلفين، مثل الآيات في سورة النساء. ولكن آية الميراث في سورة البقرة تركز بشكل خاص على الوصية، وتعتبر بمثابة توجيه أولي قبل أن تأتي التفاصيل الأكثر تحديدًا في السور الأخرى.
تفسير هذه الآية يتطلب فهمًا عميقًا للسياق التاريخي والاجتماعي الذي نزلت فيه. في الجاهلية، كانت حقوق الورثة تُهمل أحيانًا، وكان الأقوياء يستحوذون على النصيب الأكبر من التركة. فجاءت هذه الآية لتضع حدًا لهذه الممارسات الظالمة، وتؤكد على ضرورة توزيع الميراث بشكل عادل ومنصف. كما أن الوصية تُعتبر وسيلة لضمان حقوق الأفراد الذين قد لا يكون لهم نصيب محدد في الميراث وفقًا للتشريعات اللاحقة، مثل الأصدقاء أو الأشخاص الذين قدموا خدمات جليلة للمتوفى.
في الختام، يمكن القول إن آية الميراث في سورة البقرة تمثل جزءًا مهمًا من التشريع الإسلامي الذي يهدف إلى تحقيق العدالة الاجتماعية والمالية. من خلال فرض الوصية كواجب شرعي، تضمن الآية حقوق الورثة وتحث المسلمين على الالتزام بمبادئ العدالة والتقوى في توزيع الميراث. هذا التوجيه القرآني يعكس حكمة الله في تنظيم العلاقات المالية بين الأفراد، ويعزز من قيم التعاون والتكافل الاجتماعي في المجتمع الإسلامي.
أهمية آية الميراث في الشريعة الإسلامية
آية الميراث في سورة البقرة تُعد من الآيات الهامة في الشريعة الإسلامية، حيث تُعنى بتنظيم توزيع الميراث بين الورثة وفقًا لأحكام محددة. هذه الآية تُعتبر جزءًا من التشريع الإسلامي الذي يهدف إلى تحقيق العدالة والمساواة بين الأفراد في المجتمع. من خلال هذه الآية، يتم تحديد حقوق الورثة بشكل دقيق، مما يضمن توزيع الثروة بطريقة عادلة ومنصفة.
تُبرز أهمية آية الميراث في الشريعة الإسلامية من خلال عدة جوانب. أولاً، تُعزز هذه الآية مبدأ العدالة الاجتماعية، حيث تُحدد نصيب كل فرد من الميراث بناءً على درجة قرابته من المتوفى. هذا التحديد الدقيق يمنع النزاعات والخلافات التي قد تنشأ بين الورثة، ويضمن توزيع الثروة بطريقة تضمن حقوق الجميع. بالإضافة إلى ذلك، تُسهم هذه الآية في تحقيق الاستقرار الاجتماعي، حيث تُعطي كل فرد حقه المشروع دون تمييز أو تحيز.
ثانيًا، تُعزز آية الميراث مبدأ التكافل الاجتماعي في الإسلام. من خلال توزيع الميراث بشكل عادل، يتمكن الأفراد من الحصول على نصيبهم من الثروة، مما يُساعدهم على تحسين أوضاعهم المعيشية. هذا التكافل يُسهم في تقليل الفجوة بين الأغنياء والفقراء، ويُعزز من روح التعاون والتضامن بين أفراد المجتمع. بالإضافة إلى ذلك، تُسهم هذه الآية في تحقيق التنمية الاقتصادية، حيث تُساعد في توزيع الثروة بشكل يُحفز على الاستثمار والاستهلاك، مما يُسهم في نمو الاقتصاد.
ثالثًا، تُعزز آية الميراث مبدأ الشفافية والوضوح في التعاملات المالية. من خلال تحديد نصيب كل فرد بشكل واضح ومحدد، يتمكن الورثة من معرفة حقوقهم وواجباتهم بشكل دقيق. هذا الوضوح يُسهم في تقليل النزاعات والخلافات التي قد تنشأ بسبب عدم وضوح الحقوق والواجبات. بالإضافة إلى ذلك، تُسهم هذه الآية في تعزيز الثقة بين الأفراد، حيث يُدرك كل فرد أن حقوقه محفوظة ومحمية بموجب الشريعة الإسلامية.
رابعًا، تُعزز آية الميراث مبدأ المسؤولية الفردية. من خلال تحديد نصيب كل فرد من الميراث، يتمكن الأفراد من تحمل مسؤولياتهم المالية بشكل أفضل. هذا التحمل للمسؤولية يُسهم في تعزيز الاستقلالية المالية للأفراد، ويُساعدهم على التخطيط لمستقبلهم بشكل أفضل. بالإضافة إلى ذلك، تُسهم هذه الآية في تعزيز الوعي المالي بين الأفراد، حيث يُدرك كل فرد أهمية التخطيط المالي وإدارة الثروة بشكل حكيم.
في الختام، تُعد آية الميراث في سورة البقرة من الآيات الهامة في الشريعة الإسلامية، حيث تُعنى بتنظيم توزيع الميراث بين الورثة وفقًا لأحكام محددة. هذه الآية تُعزز مبدأ العدالة الاجتماعية، وتُسهم في تحقيق التكافل الاجتماعي، وتعزز مبدأ الشفافية والوضوح في التعاملات المالية، وتُعزز مبدأ المسؤولية الفردية. من خلال هذه الآية، يتمكن الأفراد من الحصول على حقوقهم بشكل عادل ومنصف، مما يُسهم في تحقيق الاستقرار الاجتماعي والتنمية الاقتصادية. لذا، تُعد آية الميراث من الركائز الأساسية في التشريع الإسلامي، وتُسهم بشكل كبير في تحقيق العدالة والمساواة بين أفراد المجتمع.
مقارنة بين آية الميراث في سورة البقرة وآيات الميراث الأخرى
آية الميراث في سورة البقرة تُعد من الآيات الهامة التي تناولت موضوع توزيع الميراث في الإسلام. هذه الآية، التي تقع في الآية 180 من سورة البقرة، تُعتبر من الآيات التي وضعت الأسس الأولى لتوزيع الميراث قبل أن تأتي الآيات الأخرى في سورة النساء لتفصل وتوضح بشكل أكبر. من خلال مقارنة آية الميراث في سورة البقرة مع آيات الميراث الأخرى، يمكننا أن نلاحظ تطور التشريع الإسلامي في هذا المجال وكيفية تنظيمه بشكل دقيق وعادل.
في البداية، آية الميراث في سورة البقرة تُشير إلى أهمية الوصية قبل الموت، حيث يقول الله تعالى: “كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ”. هذه الآية تُظهر أن الوصية كانت تُعتبر وسيلة لضمان توزيع الميراث بشكل عادل بين الأقارب، وخاصة الوالدين والأقربين. ومع ذلك، لم تُحدد الآية نسبًا معينة أو حصصًا محددة لكل فرد، مما ترك بعض الأمور مفتوحة للتفسير والتطبيق العملي.
على النقيض من ذلك، نجد أن آيات الميراث في سورة النساء جاءت لتفصل بشكل دقيق كيفية توزيع الميراث بين الورثة. في سورة النساء، الآيات 11 و12 و176 تُحدد بوضوح حصص كل فرد من الورثة، بما في ذلك الأبناء، والآباء، والأزواج، والأخوة. على سبيل المثال، يقول الله تعالى في الآية 11: “يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ”. هذه الآية تُحدد بوضوح أن الذكر يحصل على ضعف ما تحصل عليه الأنثى من الميراث، وهو ما يُعرف بمبدأ “للذكر مثل حظ الأنثيين”.
علاوة على ذلك، آيات الميراث في سورة النساء تُعالج أيضًا حالات خاصة مثل وجود الإخوة والأخوات من الأم فقط، وتُحدد حصصهم بشكل دقيق. هذا التفصيل الدقيق يُظهر تطور التشريع الإسلامي من مرحلة الوصية العامة في سورة البقرة إلى مرحلة التحديد الدقيق للحصص في سورة النساء. هذا التطور يعكس أيضًا حرص الإسلام على تحقيق العدالة والمساواة بين الورثة، وضمان توزيع الميراث بشكل يتناسب مع العلاقات الأسرية والمسؤوليات المختلفة.
من الجدير بالذكر أن آيات الميراث في سورة النساء لم تُلغِ تمامًا مفهوم الوصية، بل أكدت على أهميتها في حدود الثلث من التركة، كما جاء في الحديث النبوي الشريف: “الثلث والثلث كثير”. هذا يعني أن الوصية لا تزال تلعب دورًا هامًا في توزيع الميراث، ولكن ضمن حدود معينة تضمن عدم الإضرار بحقوق الورثة الشرعيين.
في الختام، يمكن القول إن آية الميراث في سورة البقرة وضعت الأساس الأولي لمفهوم توزيع الميراث في الإسلام، بينما جاءت آيات الميراث في سورة النساء لتفصل وتوضح بشكل أكبر كيفية توزيع الميراث بين الورثة. هذا التطور يعكس حرص الإسلام على تحقيق العدالة والمساواة بين الأفراد، وضمان توزيع الميراث بشكل يتناسب مع العلاقات الأسرية والمسؤوليات المختلفة.
تطبيقات عملية لآية الميراث في سورة البقرة
آية الميراث في سورة البقرة تُعد من الآيات الهامة التي تناولت موضوع توزيع الميراث في الإسلام، وهي تُعتبر من الأحكام الشرعية التي تنظم العلاقات المالية بين الأفراد بعد وفاة أحدهم. هذه الآية تُعطي توجيهات واضحة حول كيفية تقسيم التركة بين الورثة، مما يضمن تحقيق العدالة والمساواة بين جميع الأطراف المعنية. تطبيقات هذه الآية في الحياة العملية تتطلب فهمًا دقيقًا للنصوص الشرعية وتفسيرها، بالإضافة إلى الالتزام بالقوانين المدنية التي قد تتداخل مع الأحكام الشرعية في بعض البلدان.
في البداية، يجب أن نُدرك أن آية الميراث في سورة البقرة تُحدد نصيب كل فرد من الورثة بناءً على درجة قرابته من المتوفى. على سبيل المثال، يُعطى للذكر مثل حظ الأنثيين، وهذا التوزيع يُعتبر من الأحكام القطعية التي لا يجوز التلاعب بها أو تغييرها. هذا التوزيع يُعكس العدالة الإلهية التي تأخذ بعين الاعتبار المسؤوليات المالية والاجتماعية التي تقع على عاتق الذكور في المجتمع الإسلامي. من هنا، يمكننا أن نرى كيف أن هذه الآية تُسهم في تحقيق التوازن المالي بين أفراد الأسرة، وتُساعد في تجنب النزاعات والخلافات التي قد تنشأ بعد وفاة أحد الأفراد.
عند تطبيق هذه الآية في الحياة العملية، يجب على الورثة أن يتعاونوا معًا لضمان توزيع التركة بشكل عادل وفقًا للأحكام الشرعية. هذا يتطلب في بعض الأحيان الاستعانة بخبراء في الفقه الإسلامي أو محامين متخصصين في قوانين الميراث لضمان أن يتم التوزيع بشكل صحيح. بالإضافة إلى ذلك، يجب على الورثة أن يكونوا على دراية بالقوانين المدنية في بلدهم، حيث قد تتداخل هذه القوانين مع الأحكام الشرعية في بعض الحالات. على سبيل المثال، قد تتطلب بعض الدول توثيق التركة وتسجيلها لدى الجهات الرسمية قبل توزيعها، وهذا يتطلب إجراءات قانونية معينة يجب اتباعها.
من الجوانب العملية الأخرى لتطبيق آية الميراث في سورة البقرة هو التعامل مع التركة غير المادية، مثل الشركات أو الأعمال التجارية. في هذه الحالات، يجب تقييم قيمة هذه الأصول بشكل دقيق وتوزيعها بين الورثة وفقًا للنصوص الشرعية. هذا قد يتطلب في بعض الأحيان بيع الأصول وتوزيع العائدات بين الورثة، أو الاتفاق على إدارة مشتركة للأعمال التجارية بين الورثة. في كلتا الحالتين، يجب أن يكون هناك شفافية وتعاون بين جميع الأطراف لضمان تحقيق العدالة والمساواة.
علاوة على ذلك، يجب أن يكون هناك توعية مستمرة بين أفراد المجتمع حول أهمية الالتزام بأحكام الميراث الشرعية. هذا يمكن تحقيقه من خلال الدروس والمحاضرات الدينية، بالإضافة إلى نشر الكتب والمقالات التي تُوضح هذه الأحكام وتُفسرها بشكل مبسط. من خلال هذه الجهود، يمكن تعزيز الوعي بأهمية تطبيق آية الميراث في سورة البقرة، مما يُسهم في تحقيق العدالة الاجتماعية والمالية في المجتمع.
في الختام، يمكن القول إن تطبيقات آية الميراث في سورة البقرة تتطلب فهمًا دقيقًا للنصوص الشرعية والتزامًا بالقوانين المدنية. من خلال التعاون والتوعية المستمرة، يمكن تحقيق توزيع عادل للتركة بين الورثة، مما يُسهم في تحقيق الاستقرار الاجتماعي والمالي في المجتمع.
تأثير آية الميراث في سورة البقرة على المجتمع الإسلامي
آية الميراث في سورة البقرة تُعد من الآيات القرآنية التي تحمل أهمية كبيرة في تنظيم العلاقات الاجتماعية والاقتصادية داخل المجتمع الإسلامي. هذه الآية، التي تُعرف بآية الميراث، تُحدد بوضوح كيفية توزيع التركة بين الورثة، مما يعكس العدالة الإلهية في توزيع الثروات ويضمن حقوق الأفراد في المجتمع. تأثير هذه الآية على المجتمع الإسلامي يمتد إلى جوانب متعددة، منها الاجتماعية والاقتصادية والقانونية، مما يجعلها محورًا هامًا في فهم الشريعة الإسلامية وتطبيقها.
من الناحية الاجتماعية، تُسهم آية الميراث في تعزيز الروابط الأسرية وتقوية العلاقات بين أفراد الأسرة. من خلال تحديد نصيب كل فرد من التركة، تُجنب الآية النزاعات والخلافات التي قد تنشأ بين الورثة. هذا التنظيم الدقيق يُعزز من روح التعاون والتكافل بين أفراد الأسرة، حيث يشعر كل فرد بأن حقوقه محفوظة ومصونة. بالإضافة إلى ذلك، تُسهم الآية في تحقيق التوازن الاجتماعي من خلال توزيع الثروة بشكل عادل، مما يقلل من الفجوة بين الأغنياء والفقراء ويعزز من الاستقرار الاجتماعي.
أما من الناحية الاقتصادية، فإن آية الميراث تُسهم في توزيع الثروة بشكل يضمن استمرارية النشاط الاقتصادي داخل المجتمع. توزيع التركة بين الورثة يُسهم في تحريك الأموال وتداولها، مما يُعزز من النشاط الاقتصادي ويُسهم في تحقيق التنمية المستدامة. هذا التوزيع العادل للثروة يُسهم أيضًا في تقليل التفاوت الاقتصادي بين الأفراد، مما يُعزز من العدالة الاقتصادية ويُسهم في تحقيق الاستقرار المالي داخل المجتمع.
من الناحية القانونية، تُعد آية الميراث أساسًا هامًا في التشريع الإسلامي. تُحدد الآية بوضوح حقوق الورثة ونصيب كل فرد منهم، مما يُسهم في تحقيق العدالة القانونية ويُجنب النزاعات القضائية. القوانين المستمدة من هذه الآية تُسهم في تنظيم العلاقات المالية بين الأفراد وتُعزز من الشفافية والمصداقية في التعاملات المالية. هذا التنظيم القانوني يُسهم في تحقيق الاستقرار القانوني ويُعزز من الثقة في النظام القضائي الإسلامي.
علاوة على ذلك، تُسهم آية الميراث في تعزيز القيم الأخلاقية داخل المجتمع الإسلامي. من خلال التأكيد على حقوق الورثة وتوزيع الثروة بشكل عادل، تُعزز الآية من قيم العدالة والمساواة والتكافل الاجتماعي. هذه القيم تُسهم في بناء مجتمع متماسك ومتعاون، حيث يشعر كل فرد بأن حقوقه محفوظة ومصونة. هذا الشعور بالعدالة والمساواة يُعزز من الانتماء الاجتماعي ويُسهم في تحقيق الاستقرار الاجتماعي.
في الختام، يمكن القول إن آية الميراث في سورة البقرة تُعد من الآيات القرآنية التي تحمل تأثيرًا كبيرًا على المجتمع الإسلامي. من خلال تنظيم العلاقات الاجتماعية والاقتصادية والقانونية، تُسهم الآية في تحقيق العدالة والمساواة والتكافل الاجتماعي. هذا التأثير الإيجابي يُسهم في بناء مجتمع متماسك ومستقر، حيث يشعر كل فرد بأن حقوقه محفوظة ومصونة. لذا، تُعد آية الميراث من الركائز الأساسية في فهم الشريعة الإسلامية وتطبيقها، مما يُعزز من الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي والقانوني داخل المجتمع الإسلامي.
دراسة لغوية لآية الميراث في سورة البقرة
تعتبر آية الميراث في سورة البقرة من الآيات القرآنية التي تحمل في طياتها معاني عميقة وأحكامًا شرعية دقيقة. تتناول هذه الآية موضوع توزيع الميراث بين الورثة، وهو موضوع ذو أهمية كبيرة في الشريعة الإسلامية. من خلال دراسة لغوية لهذه الآية، يمكننا فهم الأبعاد المختلفة التي تتضمنها، سواء من حيث التركيب اللغوي أو الدلالات الشرعية.
تبدأ الآية بعبارة “يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ”، وهي جملة تحمل في طياتها أمرًا إلهيًا واضحًا. استخدام الفعل “يُوصِيكُمُ” يشير إلى أن الله تعالى يوجه نصيحة أو توجيهًا ملزمًا للمؤمنين بشأن كيفية توزيع الميراث. هذا الفعل يعكس أيضًا أهمية الموضوع، حيث أن الوصية تأتي من الله نفسه، مما يضفي على الحكم طابعًا إلزاميًا لا يمكن تجاهله.
تستمر الآية في تحديد نصيب كل فرد من الورثة بعبارات دقيقة ومحددة. على سبيل المثال، تقول الآية “لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنثَيَيْنِ”، وهي جملة تحمل في طياتها توزيعًا عادلًا للميراث بين الذكور والإناث. استخدام كلمة “حَظِّ” يعكس مفهوم النصيب أو الجزء المخصص لكل فرد، مما يوضح أن التوزيع ليس عشوائيًا بل هو محدد بدقة. هذا التحديد يعكس أيضًا العدالة الإلهية في توزيع الميراث، حيث يتم مراعاة احتياجات كل فرد من الورثة.
من الناحية اللغوية، تستخدم الآية تراكيب نحوية دقيقة تعكس التوازن والعدالة. على سبيل المثال، استخدام العطف في “فَإِن كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ” يعكس توزيعًا متوازنًا للميراث بين الورثة. هذا التوازن يظهر أيضًا في استخدام الأعداد والنسب، مما يعكس دقة التشريع الإلهي.
تتضمن الآية أيضًا توجيهات بشأن الحالات الخاصة، مثل وجود الأبوين أو الزوجين. على سبيل المثال، تقول الآية “وَلِأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ” مما يعكس توزيعًا دقيقًا للميراث في حالة وجود الأبوين. استخدام كلمة “السُّدُسُ” يعكس دقة التحديد والنسبة، مما يوضح أن كل حالة من حالات الميراث قد تم مراعاتها بعناية.
من الناحية الدلالية، تعكس الآية مفهوم العدالة والمساواة في توزيع الميراث. استخدام العبارات مثل “فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ” يعكس أن هذا التوزيع هو أمر إلهي لا يمكن تغييره أو التلاعب به. هذا يعكس أيضًا مفهوم الثبات والاستقرار في التشريع الإسلامي، حيث أن الأحكام الشرعية تأتي من الله تعالى ولا يمكن تغييرها بناءً على الأهواء الشخصية.
في الختام، يمكن القول إن آية الميراث في سورة البقرة تحمل في طياتها معاني عميقة وأحكامًا شرعية دقيقة. من خلال دراسة لغوية لهذه الآية، يمكننا فهم الأبعاد المختلفة التي تتضمنها، سواء من حيث التركيب اللغوي أو الدلالات الشرعية. تعكس هذه الآية العدالة الإلهية في توزيع الميراث، مما يوضح أن التشريع الإسلامي يقوم على أسس من العدالة والمساواة.
الأسئلة الشائعة
1. **س: في أي آية من سورة البقرة وردت آية الميراث؟**
**ج: آية الميراث وردت في الآية 180 من سورة البقرة.**
2. **س: ماذا تقول آية الميراث في سورة البقرة؟**
**ج: تقول الآية: “كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِن تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ ۖ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ”.**
3. **س: ما هو الحكم الشرعي الذي تتضمنه آية الميراث في سورة البقرة؟**
**ج: الحكم الشرعي هو وجوب الوصية للوالدين والأقربين عند حضور الموت إذا ترك الميت خيرًا.**
4. **س: ما المقصود بكلمة “خَيْرًا” في آية الميراث؟**
**ج: المقصود بكلمة “خَيْرًا” هو المال أو الثروة التي يتركها الميت.**
5. **س: لمن يجب أن تكون الوصية وفقًا لآية الميراث في سورة البقرة؟**
**ج: يجب أن تكون الوصية للوالدين والأقربين.**
6. **س: ما هو الشرط الذي يجب أن يتوفر في الوصية حسب آية الميراث؟**
**ج: الشرط هو أن تكون الوصية بالمعروف، أي بما يتوافق مع العدل والإنصاف.**