“للعدالة والمساواة، اتبعوا آيات الميراث في سورة البقرة.”

تفسير آيات الميراث في سورة البقرة

تعتبر آيات الميراث في سورة البقرة من الآيات التي تحمل أهمية كبيرة في الشريعة الإسلامية، حيث تحدد هذه الآيات كيفية توزيع الميراث بين الورثة وفقًا لأحكام الله. تأتي هذه الآيات لتوضح حقوق الورثة وتفصيل الأنصبة المحددة لكل منهم، مما يعكس العدالة الإلهية في توزيع الثروات بعد وفاة الشخص. إن فهم هذه الآيات يتطلب دراسة متأنية للنصوص القرآنية والأحاديث النبوية التي تفسرها، بالإضافة إلى الرجوع إلى كتب الفقهاء والعلماء الذين تناولوا هذه المسائل بالتفصيل.

تبدأ آيات الميراث في سورة البقرة بتحديد الأنصبة المخصصة لكل من الورثة، حيث يوضح الله تعالى نصيب كل من الأبناء والبنات، والآباء والأمهات، والأزواج والزوجات. على سبيل المثال، يذكر الله تعالى أن للذكر مثل حظ الأنثيين، مما يعني أن الابن يحصل على ضعف ما تحصل عليه البنت. هذا التوزيع يعكس الحكمة الإلهية في مراعاة احتياجات كل فرد من أفراد الأسرة، حيث يكون الذكر عادةً هو المسؤول عن الإنفاق على الأسرة في المجتمعات التقليدية.

بالإضافة إلى ذلك، تحدد الآيات نصيب الأبوين من الميراث، حيث يحصل كل من الأب والأم على سدس التركة إذا كان للمتوفى أبناء. وإذا لم يكن للمتوفى أبناء، فإن نصيب الأبوين يزداد. كما تحدد الآيات نصيب الزوجين، حيث يحصل الزوج على نصف التركة إذا لم يكن للزوجة أبناء، وعلى ربع التركة إذا كان لها أبناء. وبالمثل، تحصل الزوجة على ربع التركة إذا لم يكن للزوج أبناء، وعلى ثمن التركة إذا كان له أبناء.

تأتي هذه الأحكام لتؤكد على أهمية العدالة في توزيع الميراث، حيث يتم مراعاة حقوق كل فرد من أفراد الأسرة وفقًا لاحتياجاته ومسؤولياته. إن هذه الأحكام ليست مجرد قوانين جامدة، بل هي تعبير عن رحمة الله وعدله، حيث يتم توزيع الثروة بطريقة تضمن تحقيق التوازن والاستقرار في المجتمع.

من الجدير بالذكر أن آيات الميراث في سورة البقرة ليست الوحيدة التي تتناول هذا الموضوع في القرآن الكريم، بل توجد آيات أخرى في سور مثل النساء والأحزاب. هذه الآيات تكمل بعضها البعض وتوضح المزيد من التفاصيل حول كيفية توزيع الميراث في حالات مختلفة. إن دراسة هذه الآيات مجتمعة تساعد على فهم شامل ودقيق لأحكام الميراث في الإسلام.

علاوة على ذلك، يجب أن نأخذ في الاعتبار أن تفسير آيات الميراث يتطلب الرجوع إلى السنة النبوية، حيث توجد أحاديث نبوية تشرح وتفصل هذه الأحكام. كما أن الفقهاء والعلماء قد قدموا تفسيرات وشروحات مستفيضة لهذه الآيات، مما يساعد على تطبيقها بشكل صحيح في الحياة اليومية.

في الختام، يمكن القول إن آيات الميراث في سورة البقرة تمثل جزءًا مهمًا من الشريعة الإسلامية، حيث تحدد كيفية توزيع الثروة بعد وفاة الشخص بطريقة عادلة ومنصفة. إن فهم هذه الآيات يتطلب دراسة متأنية للنصوص القرآنية والأحاديث النبوية، بالإضافة إلى الرجوع إلى كتب الفقهاء والعلماء. من خلال ذلك، يمكن تحقيق العدالة والاستقرار في المجتمع، وضمان حقوق كل فرد من أفراد الأسرة وفقًا لأحكام الله.

أهمية آيات الميراث في الشريعة الإسلامية

تعتبر آيات الميراث في سورة البقرة من الأجزاء الهامة في الشريعة الإسلامية، حيث تلعب دورًا حيويًا في تنظيم العلاقات المالية بين الأفراد بعد وفاة أحدهم. هذه الآيات تقدم توجيهات دقيقة حول كيفية توزيع التركة بين الورثة، مما يضمن تحقيق العدالة والمساواة بين جميع الأطراف المعنية. من خلال هذه الآيات، يتم تحديد حقوق كل فرد من أفراد الأسرة، سواء كانوا من الأقارب المباشرين أو البعيدين، مما يسهم في تجنب النزاعات والخلافات التي قد تنشأ بسبب توزيع الميراث.

تأتي أهمية آيات الميراث في الشريعة الإسلامية من كونها جزءًا من التشريع الإلهي الذي يهدف إلى تحقيق التوازن الاجتماعي والاقتصادي في المجتمع. فالميراث ليس مجرد توزيع للأموال والممتلكات، بل هو وسيلة لتحقيق التكافل الاجتماعي بين أفراد الأسرة والمجتمع ككل. من خلال توزيع الميراث بشكل عادل، يتمكن الأفراد من الحصول على نصيبهم المشروع من التركة، مما يساعدهم على تحسين أوضاعهم المالية والاجتماعية. هذا التوزيع العادل يعزز من روح التعاون والتضامن بين أفراد الأسرة، ويقلل من احتمالات النزاعات والخلافات التي قد تنشأ بسبب التركة.

علاوة على ذلك، فإن آيات الميراث في سورة البقرة تعكس الحكمة الإلهية في تنظيم العلاقات المالية بين الأفراد. فهي تأخذ بعين الاعتبار مختلف الظروف والأوضاع التي قد يمر بها الأفراد، وتقدم حلولًا شاملة وعادلة لتوزيع الميراث. على سبيل المثال، تأخذ هذه الآيات في الاعتبار حقوق النساء والأطفال، وتضمن لهم نصيبًا عادلًا من التركة، مما يعزز من مكانتهم في المجتمع ويضمن لهم حياة كريمة. هذا التوجه يعكس العدالة والمساواة التي يسعى الإسلام لتحقيقها في جميع جوانب الحياة.

من ناحية أخرى، تساهم آيات الميراث في سورة البقرة في تعزيز الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي في المجتمع. فعندما يتم توزيع الميراث بشكل عادل ومنصف، يتمكن الأفراد من الاستفادة من نصيبهم في التركة بشكل يساهم في تحسين أوضاعهم المالية والاجتماعية. هذا التوزيع العادل يسهم في تقليل الفجوة بين الأغنياء والفقراء، ويعزز من روح التكافل والتضامن بين أفراد المجتمع. بالإضافة إلى ذلك، فإن الالتزام بتوجيهات الشريعة الإسلامية في توزيع الميراث يعزز من الثقة والاحترام بين الأفراد، ويقلل من احتمالات النزاعات والخلافات التي قد تنشأ بسبب التركة.

في الختام، يمكن القول إن آيات الميراث في سورة البقرة تلعب دورًا حيويًا في تحقيق العدالة والمساواة في المجتمع الإسلامي. من خلال تقديم توجيهات دقيقة وشاملة لتوزيع الميراث، تساهم هذه الآيات في تعزيز الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي، وتحقق التوازن بين حقوق الأفراد وواجباتهم. إن الالتزام بتوجيهات الشريعة الإسلامية في توزيع الميراث يعكس الحكمة الإلهية في تنظيم العلاقات المالية بين الأفراد، ويعزز من روح التعاون والتضامن بين أفراد الأسرة والمجتمع ككل. لذا، فإن فهم وتطبيق هذه الآيات بشكل صحيح يعد من الأمور الأساسية لتحقيق العدالة والمساواة في المجتمع الإسلامي.

توزيع الميراث وفقًا لآيات سورة البقرة

تعتبر آيات الميراث في سورة البقرة من الآيات الهامة التي تناولت موضوع توزيع الميراث في الإسلام بشكل دقيق ومنظم. هذه الآيات تأتي لتوضح كيفية تقسيم التركة بين الورثة بعد وفاة المورث، وتحدد الأنصبة الشرعية لكل فرد من أفراد الأسرة. من خلال هذه الآيات، يسعى الإسلام إلى تحقيق العدالة والمساواة بين الورثة، مع مراعاة حقوق كل فرد وفقًا لمكانته ودوره في الأسرة.

تبدأ الآيات بتحديد الأنصبة المخصصة لكل من الزوج والزوجة في حالة وفاة أحدهما. إذا توفي الزوج وترك زوجة، فإنها تحصل على ربع التركة إذا لم يكن لهما أولاد، أما إذا كان لهما أولاد، فإن نصيبها ينخفض إلى الثمن. وبالمثل، إذا توفيت الزوجة وتركت زوجًا، فإنه يحصل على نصف التركة إذا لم يكن لهما أولاد، أما إذا كان لهما أولاد، فإن نصيبه ينخفض إلى الربع. هذه الأنصبة تعكس التوازن الذي يسعى الإسلام إلى تحقيقه بين حقوق الزوجين وحقوق الأولاد.

بعد ذلك، تنتقل الآيات إلى تحديد الأنصبة المخصصة للأولاد. إذا كان للمتوفى أولاد، فإن التركة تُقسم بينهم بالتساوي، مع مراعاة أن نصيب الذكر يعادل نصيب الأنثى مرتين. هذا التوزيع يعكس المسؤوليات المالية والاجتماعية التي تقع على عاتق الذكور في المجتمع الإسلامي، حيث يُتوقع منهم أن يكونوا المعيلين الرئيسيين لأسرهم. ومع ذلك، فإن هذا التوزيع لا يقلل من قيمة الأنثى أو حقوقها، بل يسعى إلى تحقيق التوازن بين الأدوار المختلفة التي يلعبها كل فرد في الأسرة.

تتطرق الآيات أيضًا إلى توزيع الميراث بين الأبوين. إذا توفي الشخص وترك والدين فقط، فإن لكل منهما سدس التركة. أما إذا كان للمتوفى أولاد، فإن نصيب الأبوين يتغير، حيث يحصل الأب على سدس التركة والأم على سدس آخر، والباقي يُقسم بين الأولاد. هذا التوزيع يعكس الاحترام الكبير الذي يوليه الإسلام للوالدين، ويضمن لهما نصيبًا من التركة حتى في وجود أولاد.

بالإضافة إلى ذلك، تتناول الآيات توزيع الميراث بين الإخوة والأخوات. إذا توفي الشخص وترك إخوة وأخوات، فإن التركة تُقسم بينهم بالتساوي، مع مراعاة أن نصيب الذكر يعادل نصيب الأنثى مرتين. هذا التوزيع يعكس نفس المبادئ التي تحكم توزيع الميراث بين الأولاد، حيث يُتوقع من الذكور أن يكونوا المعيلين الرئيسيين لأسرهم.

في النهاية، تأتي آيات الميراث في سورة البقرة لتؤكد على أهمية العدالة والمساواة في توزيع التركة بين الورثة. من خلال تحديد الأنصبة الشرعية لكل فرد من أفراد الأسرة، تسعى هذه الآيات إلى تحقيق التوازن بين حقوق الأفراد ومسؤولياتهم، وضمان أن يحصل كل فرد على نصيبه العادل من التركة. هذا النظام الدقيق والمنظم يعكس الحكمة الإلهية في تحقيق العدالة والمساواة بين الناس، ويضمن استقرار الأسرة والمجتمع بشكل عام.

الحكمة من تشريع الميراث في سورة البقرة

تعتبر آيات الميراث في سورة البقرة من الآيات التي تحمل في طياتها حكمة عظيمة وتشريعًا دقيقًا يعكس عدالة الإسلام وشموليته في تنظيم حياة المسلمين. إن تشريع الميراث في الإسلام لم يأتِ عبثًا، بل جاء ليحقق التوازن الاجتماعي والاقتصادي بين أفراد المجتمع، ويضمن توزيع الثروات بشكل عادل ومنصف. من خلال دراسة هذه الآيات، يمكننا أن نستشف الحكمة العميقة التي أراد الله سبحانه وتعالى أن يرسخها في نفوس المؤمنين.

أولاً، يمكن القول إن تشريع الميراث في سورة البقرة يهدف إلى تحقيق العدالة الاجتماعية. فالإسلام يحرص على توزيع الثروات بين الورثة بطريقة تضمن لكل فرد حقه المشروع، دون تفضيل أحد على الآخر إلا بما يقتضيه العدل. هذا التوزيع العادل يساهم في تقليل الفجوة بين الأغنياء والفقراء، ويمنع تراكم الثروات في أيدي قلة من الناس. على سبيل المثال، نجد أن الله سبحانه وتعالى قد حدد نصيب كل وارث بدقة، سواء كان ذكرًا أو أنثى، صغيرًا أو كبيرًا، مما يعكس حرص الإسلام على تحقيق المساواة والعدالة بين جميع أفراد الأسرة.

ثانيًا، تشريع الميراث في سورة البقرة يعزز الروابط الأسرية ويقوي العلاقات بين أفراد العائلة. فعندما يتم توزيع الميراث بشكل عادل ومنصف، يشعر كل فرد بأنه جزء مهم من الأسرة، وأن له حقوقًا يجب احترامها. هذا الشعور بالانتماء يعزز من تماسك الأسرة ويقلل من النزاعات والخلافات التي قد تنشأ بسبب توزيع الثروات. بالإضافة إلى ذلك، فإن توزيع الميراث بشكل عادل يساهم في تعزيز روح التعاون والتكافل بين أفراد الأسرة، حيث يشعر الجميع بأنهم شركاء في المسؤولية والحقوق.

ثالثًا، يمكن القول إن تشريع الميراث في سورة البقرة يعكس حكمة الله سبحانه وتعالى في تنظيم حياة المسلمين بشكل شامل ومتكامل. فالإسلام ليس دينًا يقتصر على العبادات فقط، بل هو نظام حياة كامل يشمل جميع جوانب الحياة، بما في ذلك الجوانب الاقتصادية والاجتماعية. من خلال تشريع الميراث، يضع الإسلام إطارًا قانونيًا يضمن توزيع الثروات بشكل عادل ومنصف، مما يساهم في تحقيق الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي.

علاوة على ذلك، فإن تشريع الميراث في سورة البقرة يعكس رحمة الله سبحانه وتعالى بعباده. فالله يعلم أن الإنسان قد يواجه صعوبات وتحديات في حياته، وقد يحتاج إلى دعم مادي يساعده على تجاوز هذه الصعوبات. من خلال توزيع الميراث بشكل عادل، يضمن الإسلام أن يحصل كل فرد على نصيبه من الثروة، مما يمكنه من مواجهة التحديات وتحقيق الاستقرار المالي.

في الختام، يمكن القول إن تشريع الميراث في سورة البقرة يحمل في طياته حكمة عظيمة تعكس عدالة الإسلام وشموليته. من خلال توزيع الثروات بشكل عادل ومنصف، يحقق الإسلام التوازن الاجتماعي والاقتصادي، ويعزز الروابط الأسرية، ويضمن حقوق الأفراد. إن فهم هذه الحكمة يساعدنا على تقدير عظمة التشريع الإسلامي وعمق رؤيته في تنظيم حياة المسلمين بشكل شامل ومتكامل.

مقارنة بين آيات الميراث في سورة البقرة والشرائع الأخرى

تعتبر آيات الميراث في سورة البقرة من النصوص القرآنية التي تحمل أهمية كبيرة في الشريعة الإسلامية، حيث تحدد كيفية توزيع التركة بين الورثة بعد وفاة المورث. هذه الآيات تقدم نظامًا دقيقًا وعادلاً يهدف إلى تحقيق التوازن بين حقوق الورثة المختلفين، مع مراعاة العلاقات الأسرية والقرابة. عند مقارنة هذه الآيات مع الشرائع الأخرى، يمكن ملاحظة الفروق والتشابهات التي تعكس تطور الفكر القانوني والاجتماعي عبر العصور.

في الشريعة الإسلامية، تُعتبر آيات الميراث في سورة البقرة جزءًا من نظام شامل يهدف إلى تحقيق العدالة الاجتماعية. على سبيل المثال، تنص الآيات على أن للذكر مثل حظ الأنثيين، وهو ما يعكس التوازن بين حقوق الذكور والإناث في المجتمع الإسلامي. هذا التوزيع يأخذ في الاعتبار المسؤوليات المالية والاجتماعية التي تقع على عاتق الذكور في الأسرة، مثل النفقة والرعاية. بالمقارنة، نجد أن بعض الشرائع الأخرى قد لا تميز بين الذكور والإناث في توزيع الميراث، مما يعكس اختلافات في الفهم الاجتماعي والاقتصادي لدور الجنسين.

علاوة على ذلك، تُظهر آيات الميراث في سورة البقرة اهتمامًا خاصًا بحقوق الأقارب من الدرجة الأولى، مثل الأبناء والآباء، وتحدد نصيب كل منهم بدقة. هذا النظام يهدف إلى ضمان أن يحصل كل فرد على نصيبه العادل من التركة، مما يقلل من النزاعات الأسرية ويعزز الاستقرار الاجتماعي. في المقابل، نجد أن بعض الشرائع الأخرى قد تعتمد على نظام الوراثة القائم على العرف أو التقاليد، مما قد يؤدي إلى تفاوت كبير في توزيع التركة بين الورثة.

من ناحية أخرى، تُظهر آيات الميراث في سورة البقرة مرونة في التعامل مع الحالات الخاصة، مثل وجود ورثة من غير الأقارب المباشرين أو وجود وصية من المورث. هذه المرونة تعكس فهمًا عميقًا للتعقيدات الاجتماعية والاقتصادية التي قد تنشأ بعد وفاة المورث. بالمقارنة، نجد أن بعض الشرائع الأخرى قد تكون أقل مرونة في التعامل مع هذه الحالات، مما قد يؤدي إلى نزاعات قانونية واجتماعية.

عند النظر إلى الشرائع الأخرى، نجد أن بعضها يعتمد على نظام الوراثة القائم على الملكية المشتركة أو الجماعية، حيث تُوزع التركة بين أفراد المجتمع أو القبيلة بشكل متساوٍ. هذا النظام يعكس فهمًا مختلفًا للملكية والعدالة الاجتماعية، حيث يُعتبر المجتمع ككل هو المستفيد الرئيسي من التركة. في المقابل، يُركز النظام الإسلامي على حقوق الأفراد والأسر، مما يعزز الاستقلالية المالية والاقتصادية لكل فرد.

في الختام، يمكن القول إن آيات الميراث في سورة البقرة تقدم نظامًا متكاملًا يهدف إلى تحقيق العدالة الاجتماعية والاقتصادية بين الورثة. هذا النظام يعكس فهمًا عميقًا للعلاقات الأسرية والاقتصادية، ويتميز بالدقة والمرونة في التعامل مع الحالات المختلفة. عند مقارنتها بالشرائع الأخرى، يمكن ملاحظة الفروق والتشابهات التي تعكس تطور الفكر القانوني والاجتماعي عبر العصور. هذه المقارنة تبرز أهمية الشريعة الإسلامية في تقديم حلول عادلة ومنصفة لتوزيع الميراث، مع مراعاة التغيرات الاجتماعية والاقتصادية التي قد تؤثر على المجتمع.

تطبيقات عملية لآيات الميراث في سورة البقرة

تعتبر آيات الميراث في سورة البقرة من النصوص القرآنية التي تحمل أهمية كبيرة في تنظيم العلاقات المالية والاجتماعية بين المسلمين. هذه الآيات تقدم توجيهات دقيقة حول كيفية توزيع الميراث بين الورثة، مما يضمن تحقيق العدالة والمساواة في المجتمع. من خلال تطبيق هذه الآيات، يمكن للمسلمين تحقيق التوازن بين الحقوق والواجبات، وضمان توزيع الثروة بشكل عادل بين أفراد الأسرة.

تبدأ آيات الميراث في سورة البقرة بتحديد الفئات المستحقة للميراث ونسبهم المحددة. على سبيل المثال، يوضح القرآن الكريم أن للذكر مثل حظ الأنثيين، مما يعكس التوازن بين الجنسين في توزيع الميراث. هذا التوجيه القرآني يهدف إلى حماية حقوق المرأة وضمان حصولها على نصيب عادل من الميراث، في وقت كانت فيه المرأة تُحرم من هذه الحقوق في العديد من الثقافات الأخرى. بالإضافة إلى ذلك، تُحدد الآيات نصيب الوالدين والأبناء والأزواج، مما يضمن توزيع الثروة بشكل متوازن بين جميع أفراد الأسرة.

تطبيق هذه الآيات في الحياة العملية يتطلب فهماً دقيقاً للنصوص القرآنية وتفسيرها بشكل صحيح. من هنا، يأتي دور العلماء والفقهاء في تفسير هذه الآيات وتوضيح كيفية تطبيقها في الحالات المختلفة. على سبيل المثال، قد تواجه الأسرة حالات معقدة تتطلب تفسيراً دقيقاً لتحديد نصيب كل فرد من الميراث. في هذه الحالات، يمكن للعلماء تقديم الفتاوى والإرشادات التي تساعد في تطبيق الآيات بشكل صحيح وعادل.

علاوة على ذلك، تُعتبر آيات الميراث في سورة البقرة أداة فعالة لتحقيق الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي. من خلال توزيع الميراث بشكل عادل، يمكن تقليل النزاعات والخلافات بين أفراد الأسرة، مما يساهم في تعزيز الوحدة والتماسك الاجتماعي. كما أن توزيع الثروة بشكل عادل يمكن أن يساهم في تحقيق التنمية الاقتصادية، حيث يتمكن الورثة من استخدام نصيبهم من الميراث في الاستثمار وتحقيق النمو الاقتصادي.

من الناحية القانونية، تُعتبر آيات الميراث في سورة البقرة مرجعاً أساسياً في قوانين الأحوال الشخصية في العديد من الدول الإسلامية. هذه القوانين تستند إلى التوجيهات القرآنية لضمان تحقيق العدالة والمساواة في توزيع الميراث. على سبيل المثال، تُطبق هذه القوانين في المحاكم الشرعية لتحديد نصيب كل فرد من الميراث وحل النزاعات المتعلقة به. هذا يعكس أهمية النصوص القرآنية في توجيه الحياة العملية وتحقيق العدالة في المجتمع.

في الختام، يمكن القول إن آيات الميراث في سورة البقرة تحمل أهمية كبيرة في تنظيم العلاقات المالية والاجتماعية بين المسلمين. من خلال تطبيق هذه الآيات بشكل صحيح، يمكن تحقيق العدالة والمساواة في توزيع الميراث، مما يساهم في تعزيز الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي. كما أن دور العلماء والفقهاء في تفسير هذه الآيات وتوضيح كيفية تطبيقها يظل حيوياً لضمان تحقيق الأهداف المرجوة منها. لذا، يجب على المسلمين الالتزام بتوجيهات القرآن الكريم والسنة النبوية في توزيع الميراث، لضمان تحقيق العدالة والمساواة في المجتمع.

الأسئلة الشائعة

1. **س: ما هي الآية التي تتحدث عن الميراث في سورة البقرة؟**
**ج: الآية التي تتحدث عن الميراث في سورة البقرة هي الآية 180.**

2. **س: ماذا تقول الآية 180 من سورة البقرة عن الميراث؟**
**ج: تقول الآية 180: “كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِن تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ ۖ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ”.**

3. **س: ما هو الحكم الشرعي الذي تذكره الآية 180 بشأن الوصية؟**
**ج: الحكم الشرعي هو وجوب الوصية للوالدين والأقربين بالمعروف عند حضور الموت.**

4. **س: هل الآية 180 تتحدث عن توزيع الميراث بشكل مفصل؟**
**ج: لا، الآية 180 تتحدث عن وجوب الوصية للوالدين والأقربين، وليس عن توزيع الميراث بشكل مفصل.**

5. **س: ما هو المقصود بـ “الخير” في الآية 180 من سورة البقرة؟**
**ج: المقصود بـ “الخير” في الآية هو المال أو الثروة التي يتركها الشخص بعد وفاته.**

6. **س: ما هو الشرط الذي تذكره الآية 180 لتنفيذ الوصية؟**
**ج: الشرط هو أن تكون الوصية بالمعروف، أي بما يتوافق مع العدل والإنصاف.**

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *